• نوفمبر 23, 2024 - 2:32 مساءً

سلطنة عُمان تلعب دورًا مشهودًا في احتواء الأزمات الإقليمية والدولية

حصلت سلطنة عُمان على المركز الخامس بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر السلام العالمي لعام 2016 الذي أصدره معهد الاقتصاد والسلام بالولايات المتحدة بالتعاون مع مركز دراسات السلام في استراليا.
ووفقا لوكالة الانباء العُمانية فقد جاءت السلطنة في المركز 74 عالميا وحصلت على 2.016 نقطة وفقا للمؤشر الذي يضم 162 دولة.
وتصدرت ايسلندا المؤشر تليها الدنمارك ثم النمسا ثم نيوزيلاندا ثم البرتغال.
ويقيس المؤشر الذي صدرت نسخته الأولى عام 2007 مستوى الأمن والأمان في المجتمع ومستوى الصراع المحلي والعالمي ويتضمن 24 مؤشرا فرعيا منها عدد الحروب الداخلية والخارجية للدولة وأعداد الوفيات الناجمة عن الحروب ومستوى الصراع الداخلي والعلاقات مع البلدان المجاورة ومستوى عدم الثقة في المواطنين الآخرين وعدد المشردين بالنسبة إلى عدد السكان وعدم الاستقرار السياسي ومستوى احترام حقوق الإنسان وعدد المسجونين وعدد جرائم القتل وعدد التظاهرات العنيفة ونسبة الإنفاق العسكري في الموازنة العامة للدولة.
وأكد التقرير أن العالم صرف ما يعادل 13.4 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي بدول العالم نتيجة للعنف في عام واحد فقط ويتضمن هذا المبلغ المصروفات على التسليح والتدريبات العسكرية والخسارات المالية الناتجة عن الجرائم وتكاليف الأمن الداخلي والتكاليف الناتجة عن الصراع.
وأشار إلى أن الصراع يكبد الدول تكاليف هائلة توقعها بمشاكل اقتصادية عميقة.
وكانت كالة الأنباء العُمانية قد أعدت تقريرا تحت عنوان «سلطنة عُمان.. قلعة السلام ورسائل محبة للعالم» في وقت سابق هذا العام تناولت فيه دور السلطنة في احتواء العديد من الأزمات الإقليمية والدولية وبصفة خاصة العربية فى ضوء التغييرات والأحداث التى تشهدها حاليا عدة دولة عربية.
واستهلت الوكالة تقريرها بالقول «كانت سلطنه عُمان وما زالت القلعة الشامخة للسلام ومنبع رسالة وئام للعالم، فمنذ عقود مضت وإلى اليوم تبعث القلعة العُمانية بحكمة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان رسائل السلام للعالم بمواقف تبلور روح السلام والمحبة التي تنبع من عمق قلعة عُمانية متأصلة بجذور التاريخ الإنساني المحب للسلام العالمي والدولي والداعي إليه منذ عقود طويلة عبر رحلات التجارة التي قام بها العُمانيون منذ سنين وما زالت تتجسد إلى اليوم».
فبينما تعصف بالعالم العربي والاسلامي وغيرها من دول العالم نوائب من حروب ودماء ودمار وخراب، وضعت سلطنة عُمان نفسها بعيدة عن صب الزيت على النار، لكنها في المقابل تضع جهودها السياسية وحنكتها الدبلوماسية لوقف بحر الدم الجاري والنزاعات عبر مد جسور الحوار ولم الفرقاء لانطلاق حوار وتفاهم من شانه وقف حمام الدم وعودة الاستقرار والسلام.
وقالت: «إنه من الملف النووي الإيراني مرورا بالملف السوري وإلى القضية اليمنية والصراع الدائر هناك، تحتضن مسقط العديد من اللقاءات الرامية إلى إيجاد مخرج لكل الأزمات، ومنذ أن نجحت السلطنة في وضع اللبنة الأولى للاتفاق التاريخي بين إيران والقوى العظمى حول الملف النووي الإيراني من خلال إعادة الحوار بين الأطراف، ها هو العالم اليوم يتنفس الصعداء بعد أن زال أكبر خلاف تاريخي حول ملف نووي لا يعلم العالم ماذا يكون عليه الوضع لولا التوصل إلى الاتفاق، وبدور السلطنة التاريخي الواضح بصنع السلام بين هذه الدول وجهودها الصادقة نحو السلم العالمي فإن الشعب الإيراني بأسره وكل شعوب العالم تدرك تماما أهمية وجود مثل هذه الأدوار في صنع السلام للإنسانية».
وحول القضية السورية وحمام الدم والدمار الحاصل هناك، تمضي قلعة السلام العُمانية في جهودها المعتادة لحلحلة الوضع هناك عبر لقاءات معلنة وغير معلنة ومنها بعيدة عن الصخب الإعلامي تمضي مع أطراف عدة لإيجاد مخرج وحل لهذه الأزمة واضعة كل الامكانيات امام الحل السلمي بالتعاون مع عدة اطراف من شأنها المساهمة في إيجاد مخرج لهذه المعضلة ووقف كل المآسي التي تحصل بدولة عربية يذهب ضحيتها أبرياء يوميا.
أما الشأن اليمني فقد تعاطت معه السلطنة ومنذ البداية بشكل واضح وصريح ووقفت بشكل ثابت وصادق يؤكد رفضها التام لهدر قطرة دم بالتراب اليمني ومن كل الأطراف المتنازعة، ففتحت الأبواب لكل الأطراف واحتضنت العديد من لقاءات التفاوض وحاولت عدة مرات لم الفرقاء بمسقط لإيجاد صيغة معينة لوقف الحرب الدائرة وهي إلى الآن ساعية وتواصل جهودها الرامية إلى حل الأزمة.
وفي ظل تواصل الأزمة اليمنية تقدمت السلطنة بعدة مبادرات لإنقاذ حياة الكثير من الأشخاص، فاحتضنت الكثير من المصابين بالحرب باليمن وعالجتهم ومنهم من تواصل علاجه بالمستشفيات المرجعية الكبيرة بالسلطنة دونما تفريق لأي طرف ينتمي إليه هذا المصاب، وذلك من منطلق حسن الجوار وروح السلام التي تنبع من عمق القلعة العُمانية.
وهناك الكثير من مواقف السلام والمحبة والتآخي التي ترسلها السلطنة، ومنها مواقف لا ترغب بذكرها أو الإعلان عنها خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما تقدمه للشعب الفلسطيني، حيث تعتبر أن هذه القضية واجب من واجبات العروبة والإنسانية، كذلك الحال بالنسبة لكثير من الدول. وتابعت الوكالة العُمانية فى تقريرها قائلة «وليس ما سبق هو كل مواقف السلطنة الرامية للسلام، فقد عرفت السلطنة وقبل ذلك بمواقفها الانسانية وحصلت على شهادات دولية وعالمية حول هذه المواقف ومنها حصول السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان على جائزة السلام الدولية بعام 1998م، كما حصل على جائزة السلام من الجمعية الدولية الروسية، وذلك تقديرا لجلالته في مجال خدمة السلم والتعاون، وفعل الخير على المستوى الدولي».
وأضافت كما حققت السلطنة ولعامين متتاليين الترتيب الأول في معدل السلم والاستقرار على مستوى الدول العربية وشمال إفريقيا وفق مؤشر السلام العالمي «جلوبال بيس انديكس» لعام 2008م.
وفي عام 2007م حصلت السلطنة على جائزة السلام البيئية لعام 2007م والتي منحها مركز التعاون الأوروبي العربي تثمينا لجهود السلطنة ومواقفها في خدمة قضايا السلام والبيئة والتنمية.
ومع ما تبعثه قلعة السلام العُمانية من رسائل حب ومودة وسلام للعالم عبر مؤسساتها وجمعياتها حققت السلطنة إنجازا عبر سفينة «شباب عُمان» والتي توجت بجائزة الصداقة الدولية في هولندا عام 2008م لتضيف هذه السفينة للسلطنة إنجازا لما حققته قبل ذلك أربع مرات في دول مختلفة، نظير جهودها الرامية للسلام بين الشعوب بالعالم.
كما حصلت السلطنة على المرتبة الأولى عربيا والثالثة آسيويا والـ 22 على المستوى العالمي من حيث السلام والأمن لعام 2008م من بين 121 دولة، وفقا لتقرير وحدة الدراسات والمعلومات بمجلة الاقتصادي البريطانية حول الدليل العالمي.
هذه الرسائل التاريخية للسلام التي سجلها تاريخ الإنسانية لقلعة السلام العُمانية بأحرف من ذهب ستظل نبراسا للفخر والاعتزاز ومصدر إلهام للبشرية ترتوي من فيض معانيه وعبره ومستواه الراقي لمعزة الانسان وكرامته، وصون عيشه وحياته والمحافظة على استقراره من منطلق الكرامة الإنسانية التي وهبها الخالق لبني آدم ليعيش في الارض ويعمر فيها وينمي ويبني، لا لكي يقتل ويدمر ويتناحر وينشر الفوضى في بقاع المعمورة.

Read Previous

البحرين أول محطة عالمية لجائزة محمد بن راشد للسلام الدولي

Read Next

الرئيس المصري يحذر من استغلال الدين في التفريق بين أبناء الوطن الواحد

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x