• نوفمبر 23, 2024 - 9:58 صباحًا

يوسف بن علوي: غير متفاجئ بقانون «جاستا»

اكد وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي ان صحة السلطان قابوس بخير، مستغربا من قلق الخارج من مصير امور الحكم في سلطنة عُمان، وقال «ستكون بإذن الله على أحسن حال، والأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العُمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما».
واعتبر ان قانون جاستا «ينم عن ثقافة أميركية «وشخصيا لست متفاجئا، وليس جديدا على أميركا سن مثل هذا القانون. أميركا تستطيع أن تضع يدها على أي شيء تريده، ولديها القدرة والإمكانات كأكبر قوة».
ورأى ان دور عُمان في اليمن ليس وساطة وقال «نحن نعمل بمعرفة الجميع، والمبعوث الأممي يقوم بعمله، ولا نتدخل في ما يقوم به. وهذا الأمر لا يحتاج إلى الوساطة بقدر ما يحتاج إلى التوافق بين كل الأطراف لعودة الأمن لليمن».
جاء ذلك في حوار نشرته صحيفة عكاظ السعودية مع وزير الشؤون الخارجية العُماني الوزير يوسف بن علوي هنا بعض تفاصيله:

] كيف حال صحة السلطان قابوس؟
ـ بنعمة، والحمد لله بصحة طيبة.
] بعد عمر طويل كيف سيكون حال السلطنة بعد السلطان قابوس بن سعيد؟ هل الأمور مرتبة بشكل واضح؟
ـ ستكون بإذن الله على أحسن حال، والأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العُمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب!
] لكن هل يجتمع مجلس العائلة المالكة ويقرر أم ماذا؟!
ـ نعم.. بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطان للبلاد يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة. وكل ذلك مسجل قانونيا وفقا للنظام الأساسي للدولة.
] كم عدد المعتقلين السياسيين في سلطنة عُمان؟
ـ لا أعرف كم العدد الآن، لكنه قليل. ولكن هناك ناشطين، وهم أفراد.
] قانون «جاستا» كيف تراه؟
ـ مثل هذا القانون ينم عن ثقافة أميركية. شخصيا لست متفاجئا، وليس جديدا على أميركا سن مثل هذا القانون. أميركا تستطيع أن تضع يدها على أي شيء تريده، ولديها القدرة والإمكانات كأكبر قوة. ودائما ما تتخذ قرارات لأن لديها كل القدرات التي تطوع القوانين لمصلحتها على حساب الآخرين.
] مناورات درع الخليج، بعد مناورات رعد الشمال، تعبر عن الاستعداد للردع؟
ـ ينبغي أن تبقى في إطارها التدريبي العسكري، لا أن تؤول إلى أي شيء آخر.
] تلعب سلطنة عُمان دور الوسيط بين الأطراف اليمنية «الشرعية والانقلابيين».
نحن نعمل بمعرفة الجميع، والمبعوث الأممي يقوم بعمله، ولا نتدخل في ما يقوم به. وهذا الأمر لا يحتاج إلى الوساطة بقدر ما يحتاج إلى التوافق بين كل الأطراف لعودة الأمن لليمن. وعندي نظرية: إذا المشكلة بيني وبين فلان معروفة، فيعني عدم الحاجة إلى وساطات. الوساطة في الأمور غير المفهومة، لكن بحكم العلاقات والجوار والمصالح المتداخلة فإن في هذه الخلافات تدخلا بالقدر المسموح، وبالتالي يمكن أن يتقلص الخلاف برغبة الطرفين بالتوافق. هذا ما نراه.
] وأين وصلت عملية المفاوضات؟
ـ بكل صراحة بيد ممثل الأمم المتحدة.
] هل دوركم مساند لدور المبعوث الأممي؟
ـ هذا رأيه. سواء كانت حالة التشاؤم لديه عالية أو منخفضة، أو متوسطة. ولكن هذه الأزمة لا بد أن تنفرج.
] هناك مفاوضات تمت في الكويت، وكذلك في ظهران الجنوب. نريد أن نعرف ماذا تم في مسقط؟
ـ الاجتماعات التي تمت أخيرا في عُمان كانت في إطار مشاورات الأمم المتحدة وبحسب منظورها.
] هل هناك دور عُماني لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة؟
ـ لا أخفي سرا، هناك خريطة طريق الآن وضعت، تم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأميركا، بما أنهم شركاء مجلس التعاون في هذا الجانب. هذه خريطة طريق تضع خطة يمنية للتنفيذ، وفي أحسن الأحوال خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تكون منتهية. ودورنا نحن في مجلس التعاون، وربما عُمان يكون لها دور بصفتها البلد الذي لا يزال يحتفظ بعلاقات مع طرفي النزاع، ونتمنى أن نوفق، ولكن في الأساس القضية بيد الأمم المتحدة، وليست بيدنا نحن، ولا ينبغي أن تكون بيد أحد آخر. دور الأمم المتحدة هو الدور الفاعل.
] وماذا عن المبادرة الخليجية؟ هل انتهت؟
ـ نحن في دول المجلس أصحاب المبادرة الخليجية، ولكن خلطا حصل بين ذلك الوقت والوقت الحالي. المبادرة الخليجية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير ظروف مناسبة لكي يخرج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة، ويحل محله نائبه؛ هذا كان الحل، وهذا ما تم.
صالح خلع من كرسي الرئاسة وعاد للتدخل بطرق ملتوية.
من يحكم هذه الفترة الطويلة ليس من السهل أن يتخلص من ذلك بسرعة، ربما هذه النقطة لم تكن واضحة، ولكن صار الذي صار، ونشبت الخلافات.
] عدم دخول السلطنة في التحالف العربي.. هل هو بمبرر أنها لا تريد الدخول في حرب؟
ـ لا نريد الدخول في حرب مع أحد.
] ولكن هناك انقلابا ونارا؟!
ـ الانقلاب بين اليمنيين، وقلت في البداية إن اليمنيين هيأوا لأنفسهم هذا الصراع.
] ولكن الحكم أسقطته الميليشيات بالقوة؟
ـ سقط الحكم لأنه هيأ لهم هذا الصراع، وهذا الكلام أقوله بكل وضوح.
] وتتفرج عليهم ولا تحل المشكلة؟
ـ لا نتفرج، ولكن يجب أن نسعى بين اليمنيين.
] كيف هي علاقتكم مع الحكومة الشرعية في اليمن؟
ـ الحكومة الشرعية في اليمن حافظت على شرعية الدولة في اليمن، ولذلك أنا قلت من البداية إن اليمنيين راحوا لهذا الصراع كلهم، وهذا لا ينكره أحد منهم. يعني بينهم والرئيس هادي والحكومة في ذاك الوقت كانت متبادلة بينهم وبين الحوثيين تواصل وصلات واتفاقيات وكلام، ثم صارت الثورة، والثورة يعني فوضى.
] من وجهة نظرك.. هل انسدت كل الأبواب بشأن الحل في سورية وتصعبت كل الحلول؟
ـ سورية الآن في يد اللاعبين الكبار، نحن خرجنا!
] أليس أحد اللاعبين في سورية هو إيران؟
ـ لا.. الكبار هم روسيا وأميركا.
لكن إيران تلعب وتقتل وتهجّر وتعربد وتفعل كل شيء.
ـ إيران موجودة، وغيرها موجود أيضا. لقد استبيحت سورية، للأسف تسببنا نحن العرب في كثير من المآسي باسم «الربيع العربي».
] ماذا تقصد؟!
ـ الربيع العربي فوضى. يقولون ثورة، والثورة تعني فوضى، وهذا ليس حكرا على العرب، ففي كل مكان فيه ثورة هناك فوضى، حتى في أميركا في الحرب الأهلية كانت تعم فوضى.
الموقف العُماني من إحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد لم يخرج ببيان واضح وصريح يدين ما حدث للبعثة الديبلوماسية السعودية.
ـ البيان ظهر عن طريق أمانة مجلس التعاون الخليجي وبموافقة كل الدول الأعضاء بما فيها سلطنة عُمان، فلا تستطيع الأمانة إصدار البيان إلا بموافقة دول المجلس، ونحن قمنا بالإدانة أيضا.
] وهل البيان الخليجي الصادر عن الأمانة يكفي؟ ما هو رأيكم في ما قامت به إيران؟
ـ نحن أصدرنا بيانا آخر أيضا، كما صدر البيان عن دول الخليج مجتمعة.
] كيف هي علاقة عُمان بالإخوان المسلمين؟
ـ ليست لدينا علاقة مع الإخوان المسلمين كتنظيم.
] إذا أعلن الشخص أنه من الإخوان.. كيف تتعاملون معه في السلطنة، خصوصا أن بعض دول الخليج تصنف التنظيم بأنه إرهابي؟
ـ القياس عندنا في السلطنة هو الولاء للوطن، وعدم الخروج على قوانين البلاد، أما ماذا في عقلك أو بماذا تفكر أو ماذا تقرأ، فهذا لا نعلم عنه ولا نحاسب عليه.
] هل تربطكم علاقة بجماعة الإصلاح «التابعة لجماعة الإخوان» في اليمن؟
ـ لا علاقة لنا بهم. كل في طريقه، والإخوان موجودون في جميع أنحاء العالم في أوروبا وأميركا والشرق والغرب وأستراليا وكندا، وفي المملكة وعُمان، وفي كل مكان.
] هل تخشون في عُمان من الجماعات المتطرفة والمؤدلجة؟
ـ لا نخشى منهم، وبيننا وبينهم النظام، ومن يخالف نطبق عليه القانون. نحن لا نحاكم الناس على ما يعتقدون، وإنما نحاكمهم حينما يخرجون على القانون، فنحن دولة قانون.
] هل قبضتم في عُمان على إرهابيين؟
ـ لم نقبض على أحد في عُمان ممن لديه خطة لتنفيذ عملية إرهابية.
] وماذا عن المتعاطفين مع «داعش» وأخَواتِها؟
ـ نعم هؤلاء موجودون، وبعضهم له ولاء للبغدادي، وهؤلاء يحاكمون وفق القانون ومن يعلن أنه يبايع البغدادي أو غيره، فهو ضد النظام ويقدم للمحاكمة.] العلاقات الخليجية ـ الخليجية… هل هناك تباين خليجي في ملفات وأزمات المنطقة؟
ـ العلاقة بين دول الخليج طيبة، والتباين هذا ليس تنافسيا، إنما كلنا بعد مضي هذا الزمن نريد أن نجد مخرجا للأزمات في المنطقة، وقدرنا أن تلك الأزمات نحن من يتحمل عبئها، لأن دول الخليج كتلة متماسكة ومعروفة، سواء الأوضاع في سورية أو العراق وليبيا واليمن ومصر.. ودول الخليج لها قيم وتعمل على مساعدة تلك الدول بقدر ما تستطيع، ولن تتخلى عن دعم العرب. والاختلاف من سنة الحياة، ونحن مكملون لبعضنا بعضا. وقادرون على أن نعبر عن أنفسنا بطريقة صحيحة، ولكن نقول الاختلاف رحمة.
] كيف تصفون علاقتكم مع السعودية؟
ـ طيبة، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في السعودية، وليس بيننا وبينهم إلا كل خير، وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر، ونحن مستعدون إن حصلت شكوك بشأن السلاح أن نوضح.
] وعلاقتكم مع الإمارات؟
ـ جيدة، ونحن إخوة أشقاء وجيران. حتى وإن كنا دولتين، فنحن أشقاء، ولدينا مع الإمارات نحو أربعة أو خمسة مداخل ومخارج.
] وعلاقتكم مع قطر؟
ـ طيبة منذ البداية، والحكومة القطرية لديها استثمارات عندنا.

Read Previous

رشا الرومي: «الكويتية» تتسلم أولى طائرات أسطول البوينغ نوفمبر المقبل

Read Next

محمد البوسعيدي: نستهدف إبراز التراث الثقافي والتاريخي والأدبي للسلطنة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x