أحمد إسماعيل بهبهاني 
ها نحن نجدد العهد مع مصر، بإقامة الأسبوع الكويتي التاسع فيها، والذي جرى افتتاحه أمس، في احتفالية كبيرة تمثل ترجمة عملية لما بين الدولتين الشقيقتين من علاقات وروابط تاريخية وممتدة في الماضي والحاضر والمستقبل.
هذا الأسبوع الذي بات يشكل تظاهرة ثقافية، وفرصة للتلاقي بين الفعاليات الثقافية والإعلامية الكويتية والمصرية، فضلا عن كونه بالطبع واحدا من أهم وأكبر الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة.. ومن الضروري ملاحظة أن الأسبوع التاسع يقام في فترة تجدد فيها مصر شبابها الاقتصادي والتنموي، وتتخذ خطوات جريئة ترددت الحكومات السابقة في الإقدام عليها، لكن مصر بقيادتها الحالية التي تملك شجاعة المواجهة، وترفض سياسة تأجيل الحلول والمعالجات الضرورية لأجل غير مسمى، كما أنها تنبذ فكرة «ترحيل» المشكلات إلى عهود تالية، وتركها معلقة دون حسم، هذه القيادة رأت أنه قد آن الأوان لكي تقدم على خطوات شجاعة، حتى لو كانت لها كلفتها، فالحكم في البدء والمنتهى مسؤولية، لا بدّ من تحملها والقيام بأعبائها، وفي بعض الأحيان لا تجدي «المسكنات» في العلاج، ويتحتم إجراء «جراحة» ربما تؤلم وقتيا، لكنها على المدى البعيد تكون ناجعة ومحققة للأهداف المرجوة منها.
وفي الوقت نفسه فإن الكويت بدورها تشهد مرحلة تجدد فيها ديمقراطيتها وثقافتها معا، فهي ستقوم بإجراء انتخابات برلمانية في أواخر الشهر الجاري، وتأمل أن يكون برلمانها الجديد مواكبا لتطلعاتها الاقتصادية والتنموية، وقادرا كذلك على التعاطي مع التحديات الكثيرة المحيطة بمنطقتنا..كما أنها افتتحت الأسبوع الماضي أول دار للأوبرا فيها، بما يعنيه ذلك من مواكبة للثقافة العالمية الرفيعة، ومزيد من الانفتاح الفكري والحضاري الذي يليق بها وبشعبها.
كل ذلك مما يزيد من أهمية التلاقي بين الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإعلامية في الدولتين، ويضاعف من أهمية هذا الأسبوع الذي أردناه جسرا للمحبة والإخاء والتعاون في كل المجالات بين الكويت ومصر.
وفي اعتقادنا، واستنادا إلى معطيات حقيقية، وليس مجرد أمنيات أو أحلام، أن الكويت ومصر ستشهد كل منهما خلال المرحلة المقبلة تطورا كبيرا في الحركة التنموية والاستثمارية بهما، وستكونان قادرتين على اجتذاب الكثير من الاستثمارات، وتحقيق العديد من الإنجازات على كل صعيد.
ولعل الأسبوع الكويتي التاسع في مصر، يكون شاهدا على كل ما أشرنا إليه، والذي نستطيع أن نقول ـ بكل تواضع ـ إنه أصبح واحدا من دلائل قوة العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين.
