دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المواطنين، من مرشحين وغير مرشحين لانتخابات مجلس الامة، إلى البعد عن تداول ونقل الاخبار والاتهامات والإشاعات بلا أدلة، للبعد عن الشحناء والتنافر في المجتمع.
وحذرت الوزارة في خطبة الجمعة الموحدة من آفة «القيل والقال»، التي لا تخلو المجالس في هذه الأثناء منها، وما يرافقها من أخبار واتهامات وأقوال وإشاعات بلا أدلة أو بيانات، يسعون في إذاعتها ونشرها بين الناس، وهذا من شأنه إيغار الصدور، وتغيير النفوس وشحن القلوب بين المسلمين.
وجاءت الخطبة التي تعدها «لجنة إعداد خطب الجمعة ودروس الإمام» في مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد عن هذا الموضوع، بعنوان «وكره لكم قيل وقال»، داعية إلى حفظ اللسان عن المحرمات ومن اللغو وفضول الكلام، لأن اللسان من أعظم الجوارح أثرا، وأشدها خطرا، ومحذرة من «آفة القيل والقال» لما لها من آثار سلبية على المجتمع، كما انها من الأسباب المؤدية إلى التفرق والتحزب والتشرذم ونشر الكراهية والبغضاء بين الناس.
وأشارت الخطبة إلى أن أعراض المسلمين لها حرمة عظيمة في الإسلام، وإنه من أعظم الظلم التجني على المسلم، أو التعرض له لأسباب انتخابية، أو عصبية قبلية، أو فئوية حزبية، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه العادة السيئة، وأخبر أن من الأمور التي يكرهها الله تعالى ولا يحبها ما يعمد إليه بعضهم من تتبع لأخبار الناس وإذاعتها من غير تثبت ولا تحفظ.
وألمحت الخطبة إلى أن من المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا اليوم التسارع والتسابق في نشر أخبار الجاهلين، وترويج أحاديث النمّامين، وهذا هو الإثم المبين، قال تعالى {يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، فيجب علينا البعد عن اللغو بشتى صوره وألوانه، والحذر من شتم أعراض المسلمين والقدح في دينهم وأمانتهم بغير حق ولا برهان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بما سمع».
ووجهت الخطبة إلى أن من أسباب السعادة وعلامات التوفيق العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم «أمسك عليك لسانك»، فحفظ اللسان من كثرة الكلام ولزوم الصمت سلامة من الشر، ونجاة من الهلكة خاصة في هذه الأيام التي يكثر فيها القيل والقال، واتهام الناس بالباطل، وإثارة الشاعات هنا وهناك، وليعلم المسلم أنه محاسب على أقواله، ومؤاخذ بما يتكلم بلسانه، وإن حفظ اللسان وصيانته من علامات الإيمان بالله عز وجل.