وصف مسؤولون كويتيون واعلاميون عرب مركز (جابر الأحمد الثقافي) بانه تحفة فنية وصرح ثقافي متميز معتبرين اياه احد المعالم الحضارية التي تبرز الوجه الجميل للثقافة الكويتية الرائدة خليجيا وعربيا.
وقال هؤلاء وزراء ومسؤولون لـ (كونا) ان هذا المركز بما يحتويه من جمال التصميم ومن تكنولوجيا على أحدث طراز سيكون منارة ثقافية على مستوى المنطقة.
من جهته ذكر وزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر أبل أن ما رأيناه في هذا الصرح الجميل والراقي يعكس المسيرة الحضارية للفن والتراث الكويتي مضيفا ان المركز سيكون منارة للأجيال ولمستقبل الفن والثقافة في الكويت فضلا عن دوره الحيوي في التطور الثقافي بالمجتمع.
وأضاف: أن العرض المسرحي الذي تم تقديمه في المركز «يعد من أجمل العروض التي شاهدتها في حياتي» بما حمله من تنوع كبير ورسائل جميلة من الماضي والحاضر والمستقبل، لافتا إلى انه كان احتفالا رائعا يليق بمستوى الصرح.
من جانبه قال وزير التجارة والصناعة الدكتور يوسف العلي ان مركز (جابر الأحمد الثقافي) يعد تحفة فنية توجت بافتتاح رائع ومميز استمتعنا به كثيرا، متمنيا أن يكون لهذا المركز أنشطة ثقافية مستمرة ومتنوعة تخدم الثقافة الكويتية وتقدم صورة حقيقية عنها.
واشاد الوزير العلي بالتميز الكبير الذي يتمتع به المركز من ناحية المساحة والتكنولوجيا المستخدمة في المسارح والاجهزة الحديثة، مضيفا أن التجهيزات التي يحتويها المركز تضاهي افضل ما هو موجود في الدور الثقافية على مستوى العالم.
من ناحيته اشاد وزير الصحة الكويتي الدكتور علي العبيدي بالانجازات المتتالية في عهد سمو الأمير والملموسة على ارض الواقع في جميع النواحي، مشيدا بما رآه اليوم في مركز (جابر الأحمد الثقافي) من تصميم خلاب وتكنولوجيا جميلة وعرض مسرحي أبهر الحضور.
وقال العبيدي: ان الحكومة ستعمل بكل جد واخلاص لتنفيذ توجيهات سمو الأمير وما ورد في خطة التنمية وتنفيذ برامج عمل الحكومة، معربا عن امله ان تكون الكويت واحة امن وامان واستقرار.
بدوره قال وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى: أن المركز يعد صرحا حضاريا متميزا وحلما تحقق بعد جهود كثيرة بذلتها جهات عديدة، مضيفا ان «فرقة الاوركسترا جعلتنا نشعر إننا في كويت الحلم وكويت لولوة الخليج».
من جانبه اكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان التوجيهات السامية لسمو امير البلاد مكنت الكويت من ان تحقق قفزة كبيرة وانجازا متميزا في تاريخ الثقافة الكويتية عبر افتتاح مركز جابر الاحمد الثقافي.
وقال الجار الله: ان هذا الانجاز الفارق في مسيرة الثقافة الكويتية يعدا مصدر فخر واعتزاز، خصوصا انه انجز في غضون 22 شهرا وهي فترة قياسية لبناء مثل هذا الصرح الشامخ.
وأضاف: ان الكويت وضعت بهذا المركز الرائد قدمها على طريق التنمية والانجازات الحضارية، معربا عن التهنئة للشعب الكويتي بافتتاح المركز الذي يضم احدث التقنيات ويوفر الكثير من المعطيات التي تحقق الافادة لهم وتسهم في تنشيط الساحة الثقافية.
وأشاد بالتجهيز والعرض والتنظيم الرائع للحفل الذي يدل على روح الحضارة والتقدم والرقي، معربا عن الامل بان تحقق الكويت المزيد من الانجازات في جميع المجالات وان تبقى منارة للثقافة العربية وحاضنة للمبدعين.
ومن جانبه قال الكاتب الصحافي أحمد الصراف: سعدت وغيري، بحضور حفل افتتاح «دار أوبرا الكويت»، مركز جابر الأحمد الثقافي، ولا يمكن وصف شعوري وأنا بداخل ذلك الصرح الذي طالما انتظرت بزوغه في وطن الحب والجمال.
وأضاف: حيث ان المشروع اصبح واقعا على الأرض، ويشكل رأس حربة لمحاربة التخلف، فإن اي كلام سلبي عن تكلفته أو من سيديره، يعتبر لغوا لا طائل منه. ففي الحروب يتم التضحية بالأموال والأرواح من أجل تحقيق النصر، ونحن اليوم في حرب حضارية مع أعداء الفرح وكارهي النهضة ومحبي الظلام، ولا صوت يعلو على صوت معركتنا السلمية مع قوى التخلف.
وشكر الحكومة، وكل من ساهم في إيجاد هذا المعلم الثقافي العظيم على أرض الكويت، ونتمنى أن يكون يوم 31 أكتوبر 2016 يوما مشهودا في تاريخ الكويت، وبدء خروجنا من نفق الغم، وعودة الكويت إلى طريق التقدم والنهضة.
اما الكاتب اللبناني الشهير جهاد الخازن فكتب مقالا مطولا قال فيه: حضرت في الكويت افتتاح دار الأوبرا في مركز جابر الأحمد الثقافي وكانت الحفلة تستحق عناء السفر من جنوب فرنسا إلى لندن وليلا إلى عاصمة الكويت.
الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حضر حفلة الافتتاح في المركز (واسمه الآخر «الجواهر الثلاث» نسبة إلى مبانيه الثلاثة ذات البناء المتميز أو الممتاز)، فقال إن الصرح الثقافي الجديد من الشواهد على مسيرة الوطن الحضارية والعمرانية والثقافية والتنموية.
الكويت بلد مزدهر، وربما مثل يقتديه الآخرون، فهي اليوم ورشة عمار ومستقبلها مضمون، مع دخل قومي عالٍ وشعب جاد ومجتهد. طبعا هناك أصوات «نشاز» في الكويت وغيرها، فالمدينة الفاضلة لم توجد إلا في الكتب. ولعل الانتخابات النيابية المقبلة في 26 الجاري تفصل السمين عن الغث، أو القمح عن الزوان، وينتخب الكويتيون برلمانا يعكس طموحات الشعب، لا أطماع بعضهم.
الحفلة في دار الأوبرا أبعدتني عن مشاكل الانتخابات ، الصالة تتسع لحوالى ألفي متفرج، وكان هناك أوركسترا متمكنة من فنها ورقص باليه وغناء أوبرا سرني فيه أنه شمل أغانيَ أعرفها أداها التينور الإيطالي أندريا بوتشيلي مع النجمة سارة برايتمان. وسررت بسماع «اسكتشات» هزلية بعضها عمره عقود، فالمسرح الخليجي مشترك، وبعض نجومه من الكويت لا يزالون معنا. وجدت صعوبة في فهم بعض الكلمات، إلا أن ضحك الجمهور أقنعني بأن الحوار أدى الغرض منه.
الشيخ صباح الأحمد صديق عزيز ووطني كويتي وعربي أنا شاهد على عمله وزيرا للخارجية ثم أميرا، ومثله الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله. كانت «الحياة» أصدرت عددا خاصا عن احتلال الكويت في (أغسطس) 1990 ووزعه المحررون في العواصم الأوروبية. وزرت الكويت بعد التحرير، ورأيت الشيخ جابر الأحمد في قصر بيان، وكتبت ما سمعت منه فلا أعود. كان معه الشيخ ناصر المحمد، وزير الديوان الأميري في حينه ورئيس الوزراء بعد ذلك، وسجلت في هذه الزاوية ذكريات معه.
من جانبه قال الكاتب العماني عاصم الشيدي في صحيفة عمان : لم أستغرب قدرة الكويت على إنجاز مثل هذا المشروع الحضاري الاستثنائي الذي يتجاوز فكرة دار الأوبرا إلى «مجمع ثقافي» بكل ما تحمله كلمة «الثقافة» من معنى ومن دلالات، فقد كانت الكويت ولا زالت سباقة في رعاية الثقافة والمثقفين.. هل نذكر هنا مجلة العربي، هل نذكر مشروع عالم المعرفة، ومشروع الثقافة العالمية والمسرح العالمي، وعالم الفكر، هل نذكر المسرح الكويتي، والدراما الكويتية، هل نذكر مجلة الكويت هل نذكر النادي العلمي الذي سطع نجمه في الثمانينات، هل نذكر المهرجانات العريقة ومشاريع ثقافية كثيرة قدمتها الكويت للأمة العربية دون أن تستخدمها كأداة ترويج «رخيصة» لفكرة الدولة الوطنية، بل قدمتها باعتبارها مشاريع ثقافية عربية خالصة تخدم المشروع الحضاري الإنساني في العالم العربي، وهذا في حد ذاته يستحق التقدير والاحترام.
واضاف: يذكر العرب جميعا الكثير والكثير للكويت، ليس فوق مساحات الثقافة والسياسة والاقتصاد فقط، بل عبر مسارات كثيرة كان يحضر فيها الجانب الإنساني بشكل أكثر تجريدا من البراجماتية. يكفي الكويت أنها كانت أحد معاقل القومية العربية في وقت كانت فيه مطاردة ومكفرة في بيوتها التاريخية. القومية التي ستعود لاحقا وتطعن الكويت في الخاصرة وتسبب جرحا عربيا ليس من السهل أن يندمل، وإن اندمل فليس من السهل تجاوز نتائجه الكارثية التي تعيش الأمة نتائجه من 2 أغسطس 1990 إلى اليوم إلا بالثقافة والمساهمة في بناء فكر ووعي جديدين.
وتابع الشدي : لا يمكن أن نرى في مركز الكويت الثقافي الجديد «مركز جابر الأحمد الثقافي» إلا جوهرة تستكين على الخليج العربي ترقب تحولات التاريخ، وتعيد إنتاجه في قوالب إبداعية تخلد المشهد زمانا ومكانا. لا يمكن أن نراه إلا مركبا «سفارا» يحمل طموحات شعب نحو مستقبل أفضل. وإذا كان المركز قد بني على هيئة أربع جواهر تستكين إلى جوار بعضها البعض في أقصى شمال الخليج فمن أجل أن تصيخ السمع إلى حكايات البحارة «واليامال» والسامر وتنسج أناشيدهم في سيمفونية واحدة مع سيمفونيات بيتهوفن وموزارت ويان، وليس مهما ساعتها من سيمسك عصا المايسترو فالثقافة والفنون لا وطن لهما إلا قلوب البشر، ولا نتائج لها إلا صبغة الحب والجمال، وحين يحضر الحب والصفاء فكل النتائج محمودة الجانب.
واستطرد : الكويت اليوم بسياستها وبمساحات الثقافة التي تنتجها وترعاها تحمل أسفار السلام والحب للعالم أجمع وهنيئا للخليج جنوبه عمان وشماله الكويت ومن كان هذا جنوبه وذاك شماله فلن يأتيه الظلام أبدا أبدا.
وتحت عنوان «أوبرا في الخليج.. مسرحة الوجود وتحوّلات التاريخ!» كتب الكاتب السعودي فهد سليمان الشقيران يقول: بالتزامن مع أوبرا دبي، افتتحت دار أوبرا خليجية أخرى في الكويت، هذه الصروح الثقافية والفنيّة تعكس مستوى الإرادة الاجتماعية الراغبة في الاستقرار السياسي.
وقال ان دُور الأوبرا ليست مستودعا للإلقاء، أو منصة للترفيه، أو حاوية للمعزوفات فحسب، بل تشكّل الوعي، وترسم الحوارات الفكرية السياسية، وتؤسس للنظرة المجتمعية للواقع والعالم، وهي ليست منفصلة عن الشعبيات، نتذكر إسهام أسطورة الأوبرا بافاروتي الذي غنّى الفنون الشعبية والأوبرا على حدٍ سواء، بل استطاع نشر الأوبرا شعبيا في إيطاليا وأوروبا والولايات المتحدة منطلقا من أدائه الاستثنائي. من هنا تغرس الأوبرا مفاهيم جديدة باعتبارها خلقا مسرحيا، وتكوينا حواريا، وفضاء وجوديا، وتحايث الأوبرا حادثات الزمان، وتغيّر وتتغير باعتبارات المكان، فهي جزء من الحوار الأبدي بين الإنسان والوجود، وقد ترفع من مستويات التغيير الخفيّ، عبر الأفكار المخترقة والمتسللة إلى الأذهان.
إن الأوبرا في دبي والكويت هي «النور» والنور قد يأتي من الخليج، بل أتى بالفعل منه وكما في أوبرا ريتشارد فاغنر «Tristan und Isolde»: «إذا وجدت باخرة، فما عليك إلا أن تغيّر اللحن الحزين إلى لحنٍ مفرح».