طالعتنا الصحف المحلية منذ أيام بخبر تذيل طلبة الكويت نتائج مسابقة تيمز الدولية للعلوم، مما اثار استياء المواطنين وتوجسهم خيفة على مستقبل أبنائهم، مما حدا وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى على الاجتماع بالمسؤولين المعنيين في وزارة التربية لمناقشة هذه النتائج .
وأكد الدكتور بدر العيسى، ان «هذه المؤشرات تعطينا دافعية لاصلاح التعليم خلال السنوات المقبلة، وتصحيح موضع الخلل في العملية التعليمية»، مبينا ان نتائج دراسة «تيمز»، ونتائج مخرجات الثانوية العامة، يشارك فيها أولياء الأمور، حيث تعمل 75 في المائة من المؤسسات التعليمية، على إشراك ولي الأمر لأهمية هذا الجانب.
واستدرك العيسى، ان «التعليم الخاص ليس افضل من التعليم العام، بل تختلف عوامل العملية التعليمية في كل نظام، لقياس اداء المدارس واشراك جميع اطرافها وتفعيل دورهم، الذي ينعكس على الاداء الطلابي بالتأكيد»،
وثمن جهود مدير مركز تطوير التعليم الدكتور صبيح المخيزيم، على اهتمامه بتحسين هذه النتائج ان تردي دراسة تحليلية لمعرفة جوانب الضعف في كافة اطراف العملية التعليمية، مؤكدا «اهمية النظر إلى تحسين اداء المدرس والطالب والبيئة المدرسية، للحصول على ترتيب أعلى في السنوات المقبلة».
من جانبه، قال وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري «بالرغم من عدم قناعتي الشخصية حول ان هذه المؤشرات، لا تشير إلى المستوى الحقيقي لطلبة الكويت، خاصة وان هذه التقارير تؤثر على سمعة الكويت وتؤثر على سمعة معلمينا وطلبتنا و قياداتنا التربوية، وسمعة دولة الكويت مرجعا اسباب تدني الأداء إلى ان الطلبة غير معتادين على هذا النوع من الاختبارات ولابد من توفير بيئة مناسبة للطالب لإعادة رفع ترتيب الطلاب ولم يعد هناك ثقة بالهيكل التعليمي لدولة الكويت بسبب هذه التقارير».
وأضاف الأثري: «أن مستوى التعليم في الكويت لا يختلف عن الدول الخليجية، وان لم يصل إلى الدول الاوروبية والعالمية».
وطالب ادارات المدارس بتدريب الطلاب على مثل هذه الاختبارات وتحديد خطة محددة للتأكيد على جدية الادارات المدرسية والتواجيه الفنية في تدريب الطلاب على مثل هذه الاختبارات.
بدوره، أكد المخيزيم، ان دور المركز يتمثل في رصد النتائج وعرضها بشفافية، لافتا إلى ان «التعليم الخاص تفوق على التعليم العام، مقارنة بنتائج دراسة تيمز في مواد الرياضيات والعلوم»، مبينا ان «الطلبة تدنت درجاتهم في العلوم مقارنة بالرياضيات».
وأضاف المخيزيم: «أن اداء طلاب التعليم الخاص ومنطقة حولي التعليمية كان الأفضل، بينما حصلت منطقتا مبارك الكبير والجهراء على اقل اداء، مبينا 12 من الاسئلة لم يتم الاجابة عليها، فيما نسبة الاجابات الصحيحة لطلبة الصف الرابع بمادة الرياضيات 16 في المائة في بعض المدارس، و32 في المائة في مدارس الأخرى».
وبين ان «50 في المائة من الطلبة المشاركين في الاختبار لم يجيبوا على اكثر من 8 في المائة من اسئلة مادة الرياضيات، بينما لم يجيبوا على مادة العلوم 14 في المائة في الصف الرابع، وبلغت للصف الثامن 7 في المائة فأكثر في مادة العلوم، بينما بلغت 5 في المائة في مادة الرياضيات»، مبينا ان 16 في المائة في الجهراء لم يحاولوا الاجابة على الاسئلة.
وافاد ان هناك خطوات قادمة تحليلية لدعم اتخاذ القرار والتي تستلزم اكثر من 9 اشهر، وتتمثل في تحليل تفصيلي للمقارنة بين الانظمة المختلفة في الكويت وبين المناطق التعليمية بمعالجة مشكلات المدارس ذات الأداء المنخفض، اضافة إلى مقارنة الاداء على المستوى الاقليمي وتحليل البيانات لدراسة تأثير العوامل الخارجية على التحصيل الطلابي بمواءمة المناهج الدراسية والتعليم المبكر والبيئة المدرسية المكونة من «مدير مدرسة، المعلم، الفصل، الموارد المتاحة»، ودعم اولياء الأمور لرفع التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلاب.
واشار مخيزيم إلى ان «المنظمة الدولية لتقييم التحصيل التربوي يتم اعلان النتائج عنها في توقيت دولي محدد وعرض تفاصيل المناطق»، لافتا إلى «عدم ارتباطها بتولي قيادات التربية مناصبهم، حيث طبقت الدراسة قبل تولي الوزير العيسى منصبه بـ 6 اشهر، فلا يمكن ربط قياس الدراسة بالقيادات التربوية»، مبينا «أهمية قياس مستوى الاداء التعليمي، لمعالجة الخلل في المدارس ذات الأداء المنخفض، حرصا على سمعة الكويت ورفع التحصيل الطلابي».