افتتح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك المركز الإقليمي لمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ومبادرة إسطنبول للتعاون في الحي الديبلوماسي بمنطقة مشرف .
حضر الافتتاح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وأمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ ووزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ د.محمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ورئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى الكويت.
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الشيخ صباح الخالد: «ارفع أسمى آيات العرفان والامتنان إلى سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسيدي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد على ما احاطا به هذا الحدث المهم من عناية كريمة ومباركة غالية وتوجيه سديد بتهيئة كل الظروف والسبل للوصول إلى ما نحن بصدده اليوم من انجاز تاريخي مشهود، كما يطيب لي ان اتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك على رعايته الكريمة لهذا الاحتفال مقدرا الاهتمام المستمر والمتواصل لسموه وحضوره تدشين هذا المركز المهم، متوجها بالشكر لرئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي وجميع منتسبي الجهاز معبرا عن وافر التقدير لجميع من ساهم في تشييد هذا الصرح المهم ولجميع منظمي هذا الحفل على الإعداد والترتيب المميزين.
يأتي انضمام الكويت إلى مبادرة اسطنبول للتعاون في عام 2004 استجابة لإيمانها بأهمية تعزيز العمل المشترك القائم مع حلف شمال الأطلسي حيث تعد اوجه التعاون مع الحلف متشعبة وعديدة وآخذة في النمو والتصاعد في مجالات عدة كالتحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والكوارث الطبيعية والديبلوماسية العامة، حيث تشرفت الكويت في ديسمبر 2006 بإقامة مؤتمرا دوليا بين دول الحلف ودول مبادرة اسطنبول للتعاون كان الأول من نوعه الذي يعقده الحلف خارج حدود الدول الأعضاء في الناتو والذي ساهم في وضع اسس العمل المشترك الوثيق بين دول مبادرة اسطنبول للتعاون ودول حلف شمال الأطلسي بغية استثمار ما يملكه الجانبان من فرص وامكانيات وتوظيفها نفعا مشتركا.
ومن منطلق الاهتمام بتعزيز الشراكة مع دول الحلف فقد بادرت الكويت في فبراير عام 2012 بطلب استضافة مركز اقليمي لحلف شمال الأطلسي حيث تمت الموافقة عليه خلال قمة الناتو في الولايات المتحدة الأميركية في مايو من عام 2012 وشرعت الدولة منذ ذلك الحين بإجراءات تشييده وصولا إلى احتفالنا بافتتاحه والذي يعتبر الأول من نوعه للحلف على مستوى المنطقة.
وتجسيدا لأواصر العمل المشترك وفي اطار مبادرة اسطنبول للتعاون تمت اقامة العديد من الأنشطة المشتركة بين الكويت والحلف حيث بلغ متوسط عدد الأنشطة والفعاليات التي تستضيفها الكويت (3) فعاليات سنويا تنوعت بين مؤتمرات ودورات واجتماعات في حين بلغ عدد مشاركات الأجهزة المعنية الكويتية في الأنشطة والفعاليات التي يقيمها الحلف لأكتر من (60) نشاطا اختلفت مجالاتها بين الدورات الميدانية والورش التدريبية، وفي شهر فبراير عام 2016 التوقيع على اتفاقية عبر قوات وافراد دول حلف الناتو في الأراضي الكويتية وذلك اثناء زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى الكويت والتي تهدف إلى تسهيل مرور قوات الحلف عبر اراضي الكويت مما سيساهم في تدعيم قدراتنا المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية.
وتجدر الإشارة إلى انه تم مؤخرا اقرار افتتاح بعثة الكويت المعتمدة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي حيث قدم سفيرنا لدى مملكة بلجيكا اوراق اعتماده في شهر ديسمبر 2016 إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ليصبح اول رئيس بعثة كويتية لدى الحلف.
ونعيش اليوم في عالم مليء بالتحديات الجسيمة والمعقدة ما يدفعنا إلى تعزيز التعاون وتوثيق التكامل مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وقد أمسينا جميعا اكثر حاجة لان ننسق جهودنا وقدراتنا لمواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تتفاقم يوما بعد يوم وتمس دولة بعد دولة ومن بينها ظاهرة الإرهاب البغيضة التي لا توجد دولة بمأمن من شرورها وتتطلب تضافر جهودنا من اجل مواجهتها وتجفيف منابعها والقضاء على جميع أشكالها وصورها، ومن هذا المنطلق فإن الكويت تؤمن إيمانا كاملا بأن هذا الصرح يعتبر لبنة أساسية في مجال تعاوننا نحو تعزيز الأمن والسلم الدوليين، لاسيما اننا جميعا نتقاسم مبادئ مشتركة تدعو إلى الحوار وتهدف إلى السلام وتنشد الأمن والاستقرار.
بدوره، اكد رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي الشيخ ثامر العلي حرص الكويت وسعيها الدائم المستمر لدعم وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف العلي: ان الكويت تقدمت بمبادرتها لاحتضان المركز الإقليمي للناتو الذي من شأنه تقريب وجهات النظر بين دول المبادرة وحلف شمال الأطلسي والاستفادة من خبرات الدول الأعضاء بالحلف في مختلف المجالات، موضحا ان المركز يهدف لبناء علاقة استراتيجية وشراكة فعالة مع حلف «الناتو» والدول الأعضاء والاستفادة من خبرات هذه الدول في المجالات العلمية والتدريبية والفنية المختلفة من خلال الاستشارات الفنية واقامة الدورات والتدريبات وورش العمل.
وأفاد بأن المجالات التدريبية التي سيقدمها المركز خلال المرحلة الأولى تشمل الأمن الالكتروني وادارة الأزمات وامن الطاقة والحوادث والطوارئ الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والتخطيط للطوارئ المدنية وكل ما من شأنه تطوير قدرات دول المبادرة في مواجهة الأخطار والتهديدات الإقليمية.
وذكر ان العالم يمر بعدة قضايا وأزمات ذات ابعاد سياسية واقتصادية وامنية لا يقتصر تأثيرها على نطاق جغرافي محدد ما يفرض معه التعاون والعمل المشترك لمواجهة تلك المخاطر، مبينا ان الاستقرار الأمني يتفاوت من حيث الزمان والمكان بتنوع مصادر التهديد والخطر على المجتمعات والدول، وان دول الخليج وعلى الرغم من ثرواتها الكبيرة الا انها لاتزال تعاني من تبعات الصراعات التي ترجع أسبابها ودوافعها إلى عدة عوامل اهمها موقعها الجغرافي.
وعقب الحفل تم التوقيع على اتفاقية انشاء وولاية وتشغيل المركز الإقليمي الخاص بمنظمة حلف شمال الأطلسي في اطار مبادرة اسطنبول للتعاون وقد وقعها عن الجانب الكويتي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وعن حلف شمال الأطلسي الأمين العام للمنظمة ينس ستولتنبرغ، كما جرى خلال الحفل عرض فيلم تسجيلي يوثق دور الكويت الإقليمي والدولي ومساهماتها في تبني ودعم المركز الإقليمي.
وفي مؤتمر صحافي قال امين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس شتولتنبرغ: إن المركز الاقليمي ومبادرة اسطنبول للتعاون أنشئ للمساهمة في استقرار المنطقة على المدى الطويل.
وأضاف شتولتنبرغ في كلمته خلال افتتاح المركز انه في سبيل تحقيق الهدف من انشاء المركز فإن انجازين مهمين تحققا، أولهما على صعيد الصداقة بين الحلف والكويت والآخر تعزيز الشراكة بين الحلف ومنطقة الخليج العربية بأكملها.
وأشار إلى ان المركز يعد الأول من نوعه في تاريخ «الناتو» الذي يقام في منطقة الخليج موضحا انه «سيمثل مركزا حيويا للتعاون بين الحلف وشركائنا في دول الخليج على كافة الأصعدة لاسيما في الحرب ضد الإرهاب».
وأوضح شتولتنبرغ ان «المركز سيعزز التعاون بين الجانبين في العديد من الجوانب من بينها التحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والتعاون العسكري»، موجها الشكر للكويت حكومة وشعبا لاستضافتها المركز وكونها شريكا مهما للحلف وعلى دورها الرائد في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيدا بالجهود القيادية لرئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي الصباح ودعمه الثابت لتحقيق هذا الهدف.