عقد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له مباحثات رسمية مع رئيس مجلس النواب المصري د.علي عبدالعال السيد احمد في مقر البرلمان المصري.
وأكد الغانم في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع أن المباحثات كانت صريحة ومهمة للغاية، وسينتج عنها العديد من الخطوات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، والتي ستكون في صالح العمل البرلماني العربي والاسلامي.
وأشار إلى أن اللقاء تناول «بكل صراحة وشفافية» دور البرلمانين الكويتي والمصري إزاء مواجهة التحديات على جميع الاصعدة والمساهمة في إعادة الوحدة واللحمة إلى العمل البرلماني العربي.
وشدد على اهمية مواجهة العرب لهذه التحديات «كالبنيان المرصوص» للتعبير بشكل حقيقي عما يربط بين الشعوب العربية من علاقات ووشائج.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط بين الكويت ومصر، أكد الغانم قوة ورسوخ هذه العلاقة التي وصفها بـ«التاريخية والمميزة»، مضيفا «ما بين الكويت ومصر لا يمكن أن نسطره في وقت قليل ولا تكفي كل كلمات لغة الضاد للتعبير عنها».
وقال: «نحن ننطلق من اساس قوي وقواعد تاريخية راسخة، لذلك في كل لقاء يجب الاتفاق على مزيد من النقاط التي ستجسد التعاون بين البرلمانين الكويتي والمصري».
وأشار إلى انه سيكون هناك «ترتيبات خاصة» بين البرلمانين، مشيرا إلى أنه سيتم ارسال بعض موظفي الامانة العامة بالبرلمان الكويتي إلى المعهد الذي تم انشاؤه في البرلمان المصري «العريق» للاستفادة من الخبرات المتبادلة.
وأوضح أن البرلمان المصري يعد من اعرق البرلمانات في العالم وكذلك البرلمان الكويتي الذي يعد من اعرق واقدم البرلمانات في المنطقة، لافتا إلى أن «العلاقة التكاملية التعاونية» بين البرلمانين «لن ينتج عنها الا ما فيه الخير وصالح الشعبين الشقيقين».
من جهته، قال رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال السيد أحمد: إن الكويت تلعب دائما دورا متوازنا في السياسة الخارجية بين الدول العربية والمنطقة.
وأضاف عبدالعال: أن اللقاء مع رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم صريح وشفاف وتطرق للعلاقات بين البلدين وما يخص العلاقات العربية.
واكد على وجود تطابق في وجهات نظر الجانبين تجاه العديد من القضايا وان القواسم المشتركة بينهما قوية وعميقة.
وحضر المباحثات النواب د.عودة الرويعي وعلي الدقباسي ود.وليد الطبطبائي وعسكر العنزي وخالد العتيبي وسفير الكويت لدى مصر محمد الذويخ وعدد من البرلمانيين المصريين.
وعقب المباحثات اقام رئيس مجلس النواب المصري مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق.
وكان رئيس مجلس النواب المصري قد استقبل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد المرافق وذلك لبحث سبل التعاون البرلماني بين البلدين والتحدث عن عدد من القضايا العربية.
وكان في استقبال الوفد د. علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، والمستشار أحمد سعد الدين الأمين العام للبرلمان.
يأتي ذلك قبل مشاركة الجانبين، في الاجتماع السنوي الثاني للبرلمان العربي، مع رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي انعقد السبت الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وعلى صعيد متصل، أكد أمين سر مجلس الأمة د.عودة الرويعي المشارك في اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية ان الاجتماع ناقش مشروع وثيقة سيتم تقديمها إلى المؤتمر تمهيدا لرفعها إلى القادة العرب في القمة العربية بالأردن نهاية الشهر المقبل.
وقال: إن الاجتماع تناول قضايا الدول العربية التي تحتاج إلى المساندة والمساعدة في القضايا الخاصة لاسيما الأمنية فضلا عما تعرضت له هذه الدول من عمليات إرهابية وعمليات تهدد وتزعزع أمنها القومي والوطني والمحلي.
وأضاف: أن الاجتماع تناول كذلك التنمية المستدامة في الدول العربية ودور الكويت في دعم المبادرات والنواحي الاقتصادية، مشيرا في هذا الإطار إلى المؤتمر الاقتصادي الأول الذي عقد في الكويت عام 2009 ومبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بإنشاء صندوق بقيمة ملياري دولار لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الاقتصادية والاجتماعية «ودعونا خلال الاجتماع إلى إحياء هذه المبادرة والاستمرار فيها».
وأفاد بأن المجتمعين تطرقوا إلى دور الكويت في دعم التعليم في الصومال ودعوة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في القمة العربية الأخيرة (موريتانيا 2016) بأن يكون هناك مؤتمر دولي تحتضنه وتستضيفه وترعاه الكويت لرعاية التعليم في الصومال.
وأشار إلى ان الاجتماع أشاد بدور سمو الأمير ودولة الكويت في رعاية مشاورات السلام اليمنية واستضافة الأطراف اليمنية للحوار.
وأشار الرويعي إلى ان القضايا الأخرى التي تمت مناقشتها «من شأنها اعادة الهيبة والاستقرار للدول العربية في معالجة قضاياها دون تدخل من دول أخرى تريد أن تعبث في أمن هذه الدول».
وأضاف: أن الاجتماع أكد ضرورة ان يكون هناك حوار وطني وعربي ودعم عربي لكل الجهود التي من شأنها تعزيز الاستقرار والحوار العربي حتى تنعم الشعوب العربية بمزيد من الاستقرار.
وقال: «نجحنا في صياغة توافقية نهائية لمشروع وثيقة مقدمة من المؤتمر الثاني للمجالس والبرلمانات العربية والبرلمان العربي إلى مؤتمر القمة العربية المقبلة حظيت بموافقة وقبول كل الحاضرين إلى جانب وضع آلية عملية لتطبيقها».
يذكر أن الوثيقة تضمنت عددا من البنود منها القضية الفلسطينية والتضامن العربي والمبادرة السياسية العربية لمعالجة المشاكل الداخلية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون العربية والموقف العربي من قانون العدالة ضد الإرهاب (جاستا). كما تضمنت الوثيقة صيانة الأمن القومي العربي وتطورات الأوضاع في الدول العربية والتنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي العربي وتمكين الشباب والمرأة.