• نوفمبر 24, 2024 - 7:01 مساءً

السفير الألماني: الاستثمارات الكويتية في ألمانيا تفوق الـ 30 مليار يورو

نشأ السفير الالماني لدى الكويت كارلفريد بيرغنر، في مدينة «شباير» التاريخية الجميلة على ضفاف «نهر الراين» واهتم منذ الصغر بمختلف الثقافات فكان والداه يدعوان طلبة أجانب للإقامة في منزل العائلة.
التواصل الوثيق مع شباب من مختلف الدول اضافة إلى زيارة العديد من المدن التي ترتبط باتفاقات مؤاخاة لمدينة شباير في كل من فرنسا وبريطانيا، قادا بيرغنر إلى التعرف على أناس وثقافات أخرى وتعزير الصلة معهم وبعد حصوله على درجة جامعية في مجال القانون وإدارة الأعمال، بدأ يوجه أنظاره إلى العمل في ميدان الديبلوماسي، فيقول، في حديث الى مجلة الكويت التي تصدرها وزارة الاعلام عدد شهر أبريل، «في هذا الوقت، كنت قد ارتبطت بزوجتي «أولريك»، التي نشأت في أميركا اللاتينية، وقد شجعتني بحكم تجربتها ووعيها الكامل لمعنى العيش في الغربة على المضي قدما في هذا المجال».
يقول: «لقد كانت المنافسة شديدة حيث كان هناك أكثر من ألفي شخص قد تقدموا لشغل 40 وظيفة فقط، لكن لحسن الحظ كنت من بين الذين اختارهم وزارة الخارجية، وبالفعل، بدأت العمل فيها عام 1989».
ولقد كانت أولى تجارب السفير في الخارج، العمل في القسم السياسي بالسفارة الألمانية لدى العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 1991 إلى 1994، ثم في منصب نائب رئيس البعثة الديبلوماسية في «بنما» من 1994 إلى 1996، وبعد قضاء ثلاث سنوات في إدارة شؤون الموظفين بوزارة الخارجية في «بون» اوكلت له للمرة الاولى مهمة سفير في جمهورية «لاس» ثم العاصمة النيجيرية «أبوجا».
ويشير السفير بيرغنر إلى أنه «كان وقتا ممتعا حين بدأنا العمل في «أبوجا» بطاقم عمل لا يتجاوز 6 أشخاص، وكانت وظيفتي تتطلب مني التحضير لنقل سفارتنا من لاوس إلى أبوجا وأصبح لدينا فيما بعد نحو 50 موظفا».

تحد كبير
في عام 2002 عاد السفير بيرغنر إلى «بون» ليتولى مسؤولية اختيار وتدريب ما لايقل عن 40 ديبلوماسيا مبتدئا فضلا عن إقامة برنامج تدريبي لأكثر من 2500 موظف في وزارة الخارجية كل عام، ويذكر أنه استفاد كثيرا من السنوات الأربع التي قضاها في هذا الموقع حيث التعامل مع خريجي الجامعات الفائقين.
ويؤكد بيرغنر أنه اكتسب المزيد من الخبرة في مجال السياسة الخارجية من خلال توليه رئاسة الدائرة السياسية بالسفارة الألمانية في العاصمة الاسبانية «مدريد» خلال الفترة من 2006 إلى 2008، وتعيينة رئيسا للإدارة جنوب أوروبا في وزارة الخارجية تزامنا مع الأزمة المالية التي عصفت بالاتحاد الأوروبي 2008 ـ 2013 ويضيف بيرغنر قائلا: في البداية كان زملائي يتندرون على وظيفتي بتشبيهها بأحد المنتجعات الشهيرة، إذ كنت أسافر كثيرا إلى بلاد مشمسة كإسبانيا واليونان وإيطاليا وقبرص».
ومع اندلاع الأزمة الاقتصادية أصبح الحفاظ على العلاقات الثنائية الثابتة، أمرا ينطوي على تحد كبير، لكن التحدي كان مختلفا في العاصمة الأميركية «وشنطن»، حيث كان يتعين على بيرغنر التعامل مع الصحافة الأميركية كجزء من واجباته كوزير مسؤول عن الثقافة والاتصال في سفارة بلاده فيقول «لقد التقيت عددا من أبرز الصحافين الأميركيين واشعر باحترام عميق لما يتمتعون به من معرفة وقدرات، إلا أنني تعلمت ألا أخشاهم، لقد استفدت كثيرا من هذه التجربة كثيرا، إذ كان جزءا مهما من مهمتي هناك اظهار صورة ألمانيا باعتبارها دولة منخرطة في كل جوانب الشؤون الخارجية ودولة قوية اقتصاديا وقائدة في العلوم والتكولوجيا والتعليم، وهذه المهام وغيرها أهلتني لتولي مهام السفير في الكويت».
في التاسع من أغسطس 2016 قدم بيرغنر أوراق اعتماد لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وعلى الرغم من الاختلاف في طبيعة الكويت، كبلد صحراوي، وألمانيا ذات الطبيعة الخضراء والجبال والغابات والأنهار والبحيرات، إلا أن السفير بيرغنر يرى أن «هناك الكثير من الصفات المشتركة بين البلدين».
ويستطرد قائلا: «نتيجة للموقع الجغرافي لكل من الكويت وألمانيا، تملك الدولتان صفة الوسيط، فبما أن ألمانيا تقع وسط أوروبا، وتجاورها تسع دول، فإنها تعتمد على علاقات حسن الجوار معها، فبعد حربين عالميتين، تعلمنا مدى أهمية العلاقات السياسية الطيبة مع الجيران فنحن ندعم الاتحاد الأوروبي واليورو».
ويضيف «في الجانب الآخر دولة الكويت عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتجاورها دول كبيرة، ويحدث أن تسود الخلافات بينها، وتحرص دولة الكويت على التوسط لتحسين العلاقات بين دول المنظمة».

القائد الإنساني
ووفقا للسفير فإن تصدر الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية، لاسيما للاجئين، من السياسات المشتركة بين دولة الكويت وألمانيا، حيث استضافتا مع المملكة المتحدة والأردن، مؤتمرات رئيسية للدول المانحة للمساعدات للسوريين واللاجئين الآخرين «ونحن نثمن عاليا، الدعم الذي تقدمه الكويت للاجئي المنطقة، فضلا عن التعاون بين بلدينا في هذا المجال».
ورأى بيرغنر أن ما تقدمه دولة الكويت يضرب أروع الأمثلة، وهو ما أقرت بفضله الأمم المتحدة من خلال منح سمو الأمير لقب «قائد العمل الإنساني»، مشيرا إلى أن بلاده استضافت أيضا أكثر من مليون لاجئ على أراضيها العام الماضي».
ومع ترشح دولة الكويت لعضوية مجلس الأمن «2018 ـ 2019»، وبينما تأمل ألمانيا أن تدخل العضوية «2019 ـ 2020» يعتقد السفير أن هذه مناسبة لتعميق التعاون السياسي بين البلدين.

شريك اقتصادي
وفي الميدان الاقتصادي، تعتبر ألمانيا الشريك الاقتصادي الرئيس لدولة الكويت من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ففي العام الماضي وحده، وصلت قيمة الصادرات الألمانية للكويت أكثر من 1.3 مليار يورو، ويقول السفير إن «علاقاتنا التجارية ما تزال تقليدية حيث تشكل الصادرات بصورة رئيسية من السيارات والماكينات، وهناك مجال واسع لتحسين التعاون في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا البيئة على سبيل المثال».
ويؤكد السفير أن الاستثمارات الكويتية قوية وطويلة الأمد، حيث تستثمر هيئة الاستثمار الكويتية نحو 18.5 مليار يورو، ونحو 12.5 مليار يورو على شكل استثمارات خاصة».
وأفاد بأن صناعات التكنولوجيا البيئية الألمانية تحتل مكانة متقدمة حول العالم، مبينا أنه يمكن لدولة الكويت الاستفادة كثيرا من الخبرات والتجارب الألمانية في هذا المجال وذكر أنه في يناير 2017 وقعت الهيئة العامة للبيئة الكويتية عقدا مع معهد «فراونهوفر» للسلامة البيئية وتكنولوجيا الطاقة من أجل تأسيس قاعدة بيانات شاملة لإدارة النفايات في الكويت، موضحا أنه تتبع لهذا المعهد 70 مؤسسة بحثية في مختلف أنحاء ألمانيا، وتركز كل منها على مجالات مختلفة من العلوم التطبيقية ويعمل فيها أكثر من 24 ألف موظف يعملون في البحث العلمي».
ويمضي السفير بيرغنر قائلا إنه «خلال الـ 20 عاما الماضية، تمكنت ألمانيا من التخلص من كل مكبات النفايات من خلال تطبيق برامج الحرق وإعادة التدوير، وبالنسبة لنا كدولة صناعية، هذا إنجاز كبير، لكن يمكن القيام بها بطريق مقبولة اقتصاديا».
وأضاف أنه «يمكن لألمانيا مساعدة الكويت ليس فقط في تقليص عدد مكبات النفايات، بل في تحسين فعالية الطاقة وفي الكثير من مشاريع الطاقة الأخرى».

دور محوري
وكشف السفير أنه في ديسمبر الماضي تم التوقيع على اتفاقية استشارات لتأسيس للجامعة التقنية بميونخ في الكويت «وهي واحدة من أكبر ثلاث جامعات تقنية في ألمانيا»، مضفيا أنها «ستشكل فرصة طيبة للعمل التجاري وحاضنة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة إذ تتعاون هذه الجامعة بشكل وثيق مع معهد فراونهوفر».
وأعرب السفير عن أمله في أن يرى المزيد من الكويتيين يذهبون للدراسة في ألمانيا، وينصح الطلبة الراغبيين في الدراسة في ألمانيا بالأ يثبطهم عدم معرفتهم باللغة الألمانية.

Read Previous

الجراح: الكويت منحتنا الكثير ولن نبخل عليها بشيء

Read Next

محمد الخالد: التدريبات الخليجية المشتركة تعزّز الاستقرار وتحفظ توازن القوى في المنطقة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x