لم يأتِ التقدير العربي لخادم الحرمين الشريفين من خلال منحه -حفظه الله- وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب من فراغ بل جاء اعترافا بما قدمه ويقدمه من جهود في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، والمحافظة على الأمن والسلم العالميين.
الحديث عن إنجازات الملك سلمان يطول، وخاصة في إطار تعزيز العمل العربي المشترك، وسعيه الدائم للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية، والذي أكد عليه خلال القمة العربية التي اختتمت أعمالها مؤخرا في الأردن عندما أشار إلى أنه لا يجب أن تشغل مشاكل العرب الجسيمة عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون إعادة لوضع قضية العرب الأولى في مكانها الطبيعي.
وعلى صعيد الأمن العربي شكّل قيام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والمبادرة في إنشاء تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب نقطتي تحول على صعيد العمل الموحد والجاد لتحقيق الأمن العربي، وهو الأمر الذي نقل الأجندة العربية من مراحل سابقة كانت فيها الأمة تقف فيها في خانة ردود الأفعال إلى مرحلة الأفعال وصناعة المستقبل.
التوجه السعودي ليس وليد اليوم بل هو استمرار لنهج البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، فقد بادرت المملكة إلى إطلاق التحذيرات مبكرا بمخاطر تعيشها المنطقة اليوم كان بالإمكان تجنبها لو تكاتفت الجهود وتسارعت وتيرة الإنجاز على صعيد العمل الجماعي، وهو الأمر الذي جدد سمو الأمير محمد بن نايف التأكيد عليه في كلمته الضافية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب، والذي يعتبر استمرارا للأسس التي وضعها الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي وضع الخطوط العريضة لمنظومة الأمن العربي، والتي تعد من أنجح المنظومات العربية في التكامل والتنسيق.