• نوفمبر 23, 2024 - 5:20 مساءً

هل نعشق التآمر وأدمنّا الشك؟

لم أرَ في حياتي نخبة سياسية «عدمية» و«عبثية» تُمسك بشفرة حلاقة، وتقوم بجرح نفسها بشكل طوعي ومستمر.
لا نريد أن نصدق الحقيقة، لكننا في الوقت نفسه نعشق تكرار وترديد الكذب، ما دام هذا الكذب يثبت أسوأ ما فينا!
عادة المجتمعات تحب الصورة الإيجابية التي يمكن أن تعطيها الأمل، لكننا في مصر نميل ميلا جارفا نحو مَن يعطينا الصورة السلبية التي تلوّن صورة حياتنا بأبشع الصفات، مثل الفشل، والتخاذل، والخيانة، والفساد، والتآمر.
مثلا نحن لا نريد أن نصدّق أن مشروع قناة السويس الجديد إيجابي ويدر دخلا إضافيا لخزانة الدولة، ولكن نميل إلى تصديق أنه مشروع فاشل لا ضرورة له ضيَّع علينا المليارات دون مبرر.
مثلا نحن لا نريد أن نصدق أننا نحقق نجاحات في تخليص مصر من مرض الكبد الوبائي.
مثلا نحن لا نريد أن نصدق أننا نسير حسب الجدول الزمني لمشروع تسليم مليون ونصف المليون شقة للشباب.
مثلا نحن لا نريد أن نصدق أننا نحقق نجاحات فى مواجهة الإرهاب في سيناء.
مثلا نحن لا نريد أن نصدق أن رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسي حققت كل أهدافها المرجوة.
المذهل أن بعضنا يردد أن الرحلة فشلت، وأن الدليل على ذلك صورة «ترامب» وهو جالس على مقعد مكتبه بينما بقية الوفد المصري في حالة وقوف.
والمذهل أن بعضنا يرفض الإشادة ببطولة رجال الشرطة في حادث الكنيستين، بل إن البعض لم يتقِ الله فينا، وادعى أن الحادث من تدبير أجهزة الدولة.
إنها حالة جنون وتدمير للنفس.

Read Previous

سؤال الخلاص من التطرف!

Read Next

إسماعيل بهبهاني .. نقطة البداية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x