يعد جمال الطبيعة في ولاية نخل بمدينة جنوب الباطنة وتضاريس قراها الجبلية من أهم المعالم السياحية التي تلفت انتباه الكثيرين من الزوار من داخل وخارج سلطنة عُمان، وتعتبر قرى وادي مستل الشاهقة العلو وجهات جذب سياحي فريدة من نوعها، فهي تتربع على أعلى قمم جبلية لسلاسل الحجر الغربي.
وتعد قرية «القورة» بوادي مستل في ولاية نخل منطقة سياحية هادئة تتكئ على أخدود صخري ممتد من سلاسل جبال الحجر الغربي وتبعد عن مركز الولاية حوالي 53 كيلومترا.
وهذه القرية واحدة من عدة قرى أثرية وسياحية في وادي مستل، حيث يوجد في الوادي أيضا قرية الهجار ووكان والشص والعقر وحدش والخدد والخضرا وأرض الشوع والمسفاة والظاهر وعين الشيخ والعقبة والوسطى وسيح زقوت والسبيب وقعقعه وغيرها.
وقال وهب بن زهران الريامي من سكان القرية والذي استطاع بجهده وبتعاون من أهالي القرية أن يشق طريقا ترابيا يصل إلى منزله الواقع في أعلى القرية إن «القورة» تقع على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر تقريبا وهي تشتهر بزراعة العنب والرمان والمشمش والتين والسفرجل والخوخ والبوت والتي يتم ريها عن طريق عدد من الأفلاج والعيون الموجودة في القرية كفلج العقر وفلج المرفع وفلج الوسطاء وعين الحلف وعين الصحيلة والتي تنبع من قمة الجبل.
وأشار وهب إلى أن المحاصيل الزراعية في القرية تبدأ من شهر مايو مع محصول المشمش الذي لا يستمر لفترة طويلة وفي شهر يوليو يبدأ موسم العنب والخوخ والرمان، بعد ذلك يبدأ موسم زراعة المحاصيل الزراعية الشتوية كالثوم والبصل والباقل والقمح ويتميز طقس هذه القرية ببرودته شتاء واعتداله صيفا.
وأضاف إنه يوجد في القرية بيت أثري قديم يسمى «بيت الصاروج» أو «البيت الكبير»، ويعود تاريخ بنائه إلى مئات السنين حيث يعد من البيوت الجميلة، كما يوجد بالقرية العديد من الأبراج الأثرية القديمة كبرج البيت الكبير وبرج العريش وحصن العقر وبيت الحيضان.
ويوجد في السلاسل الجبلية بقرية «القورة» العديد من الكهوف منها كهف المنازل وكهف سيح المعقل وكهف العقر، كما يوجد بالقرية عدد من المساجد الأثرية منها مسجد العين والمرفع وعريش البرج والرولة والقصبة والحرف والبدع والحرفات وكذلك مسجد الوسطى.
وترتبط القورة بطريق قديم يصل من ولاية نخل إلى نيابة الجبل الأخضر وكان يستخدم كمعبر مهم لتوفير السلع الغذائية لأهالي القرية.
من جانبه أشار حمد بن سيف الريامي من سكان القرية إلى أن أهالي قرية «القورة» لا يزالون متمسكين بالعديد من العادات الاجتماعية كتجمع الأهالي في المجلس العام بشكل يومي على ثلاث فترات بعد صلاة الفجر وصلاة العصر وصلاة العشاء، ويتعاونون بشكل كبير فيما بينهم في أيام المناسبات من حيث التجهيز وغيرها من الأمور، كما يقومون في عدد من المناسبات وخاصة الأعراس باستقبال المشاركين بالأهازيج والرزحة، ويقومون كذلك بتنظيم مسابقات خاصة للرماية واسقاط الأهداف، اما في أيام العزاء فيلازم أهالي القرية اصحاب العزاء طيلة ايام العزاء ويتكفل الأهالي ببعض الأمور سواء في مجلس العزاء مع الرجال او في بيت العزاء.
وأضاف: إنه من العادات الحسنة التي تقام بالقرية كذلك تعاون الاهالي فيما بينهم في مجال الزراعة وخاصة في موسم حراثة الارض او حصاد محصول الثوم الذي يعرف محليا بمصطلح (حلال) وكذلك حصاد محصول الباقل والقمح وباقي المحاصيل الزراعية الأخرى والأشجار المثمرة.
ومن مظاهر عادات التكافل الاجتماعي بين الأهالي خروجهم للقيام ببعض الأعمال التطوعية كتنظيف الأفلاج وصيانة السياج المحيط بمزارع القرية وغيرها من الأعمال والأنشطة التطوعية.
وقال ياسر بن خميس الخروصي أحد زوار قرية «القورة» إن القرية تتميز بطقس لطيف وجميل وشاهدنا فيها اثناء زيارتنا لها بابا قيل لنا انه من زمن الأجداد وكان يستخدم من أجل الدخول والخروج من وإلى القرية، كما تتميز القرية بوجود العديد من المناظر الطبيعية الجميلة.
وأشار إلى أنه يوجد في القرية طريق جبلي يبلغ طوله 9 كم وارتفاعه حوالي 1500 متر يصل إلى الجبل الأخضر ويحتوي على عدد من اللوائح الارشادية يتخلله بعض الاشجار التي تنمو في أعالي الجبال وجسر عبور خشبي لتسهيل الحركة، مضيفا أن جمال القرية وهدوءها يساهم في إضفاء خاصية سياحية للقرية فالمكان ذو طبيعة خلابة وتربة خصبة صالحة لزراعة العديد من المحاصيل الزراعية التي تكسوها المدرجات المنتشرة في قرى وادي مستل.