قال «بسمارك»: «إن التاريخ يكتبه الأقوياء».
وزاد وينستون تشرشل على مقولة «بسمارك»: «التاريخ يكتبه المنتصر».
أما التاريخ الذي يكتبه الضعفاء المهزومون، فهو تاريخ كله مبررات وحجج لأسباب التأخر والهزيمة وانهيار الأمم والشعوب.
لذلك إذا أراد العرب أن يصبحوا من كتّاب التاريخ، فإن عليهم أن يكونوا في معسكر الأقوياء.
وعناصر القوة كما يعرفها العالم هي الأخذ
بأسباب العلم والتقدم.
وقوة العالم تبدأ بالاقتصاد، وأهم ما في عناصر الاقتصاد الحديث هو اقتصاد المعرفة والاتصالات.
وفي هذا المجال نحن أكبر مستهلك.
لدينا أجهزة اتصالات بالملايين من ناحية العدد، وبالمليارات من ناحية القيمة، لكننا لم نصنع جهاز هاتف واحدا.
وفي وسائل التواصل الاجتماعي فنحن العرب أكبر من يتعامل مع المواقع الجنسية ومواقع الإرهاب ومواقع الشتائم والسباب.
إنني أسأل: ماذا قدمنا للحضارة العالمية وللتقدم العلمي خلال نصف قرن مضى؟
حتى علماؤنا الذين نبغوا وتفوقوا برزوا في مجتمعات غير عربية مثل أحمد زويل في أميركا، ومجدي يعقوب في بريطانيا، ومحمد العريان في بورصة وول ستريت.
المستهلكون لا مكان لهم في حركة التاريخ سوى أنهم يدفعون ثمن البضائع التي يتم تصديرها إليهم.
المنتجون ـ وحدهم ـ هم صناع التاريخ.