• نوفمبر 24, 2024 - 6:45 مساءً

اقتصاد التحصيل والجباية أم اقتصاد التشغيل والإنعاش؟

هل نريد أن يكون هدف الإصلاح الاقتصادي هو زيادة دخل الدولة عبر الضرائب والرسوم والأعباء الإضافية عن طريق «الجباية»، أم نريد إصلاحا اقتصاديا يؤدي إلى إنعاش الأسواق، فيؤدي بنا إلى زيادة التشغيل ونمو دورة الإنتاج؟
ماذا نريد «التحصيل» أم «التشغيل»؟
هل نريد أن نحصل على موارد الدولة بصرف النظر عن تأثيراتها الاجتماعية على كاهل المواطنين؟ أم نريد توفير فوائض للمواطنين تساعدهم على توسيع سوق العمل عبر مشروعات جديدة؟
أنصار مدرسة التحصيل يقولون إن خزانة الدولة في حاجة إلى موارد مالية بتعويض الهوة الواسعة بين النفقات والإيرادات، وإن هذه الإيرادات يمكن ضمانها من خلال فرض أنواع الضرائب والرسوم المختلفة على الشركات والأفراد.
أما أنصار مدرسة الإنعاش الاقتصادي، فيقولون إن عدم إرهاق المواطنين وعدم تحميل الاقتصاد بضرائب ورسوم عالية يحقق لهم فوائض مالية قادرة على توسيع حجم مشروعاتهم الحالية، وإنشاء مشروعات جديدة تفتح المجال أمام سوق عمل أكبر، واقتصاد أنشط، ومعدلات تنمية جاذبة للاستثمار المباشر.
ويدلل هؤلاء بتجربة سياسات حكومات الدكتور أحمد نظيف الأخيرة، التى تبنت رؤية الدكتور يوسف بطرس غالى، والتي أدت إلى وصول معدل التنمية ـ لأول مرة ـ إلى ما فوق 7 في المائة، وارتفاع حجم الاستثمار المباشر إلى 13 مليار دولار.
إن خيار «التحصيل» فى مقابل خيار «التشغيل» هو سؤال الأسئلة الذى يفرض نفسه علينا في هذه المرحلة من مراحل الاختيارات الاستراتيجية.
ولعل مَن يتأمل ما يحدث الآن في الاقتصاد الأميركي سوف يكتشف أن السؤال ذاته يطرح نفسه على الجميع هناك، إنها معركة ما يتبناه «ترامب» لتخفيض أساسي وكبير في ضرائب الشركات والأفراد، في مقابل سياسات حكومات الديموقراطيين في عهد «أوباما»، التي ترى أن تحصيل ضرائب مالية من الأغنياء هو الحل لتحقيق توازن اجتماعي.
أيهما أفضل لمصر.. التحصيل أم التشغيل؟

Read Previous

رسالة سلام من البابا والإمام

Read Next

محمد بن زايد المعلم الملهم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x