أحمد إسماعيل بهبهاني 
جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت هذا الأسبوع، لتؤكد ما سبق أن تطرقنا إليه في افتتاحية «الخليج» بالعدد الماضي، بشأن أهمية وخصوصية العلاقة بين الكويت ومصر، وكذلك دور مصر المحوري والأساسي في الحفاظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ركزت المباحثات بين قيادتي الدولتين على هذه الأسس والمبادئ، وشدد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على المكانة الخاصة التي تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة الكويتية، كما أكد الرئيس السيسي بدوره أن مصر لن تسمح بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في الخليج.
ولا شك أن ذلك هو العنوان الأهم والأبرز لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت، وجولته الخليجية عموما، وهو التأكيد على ما بين مصر والكويت خصوصا، ودول مجلس التعاون عموما، من خصوصية وتميز، والارتباط الوثيق بين أمن واستقرار الجانبين، فضلا عن استشراف المستقبل ورؤية ما فيه من فرص واعدة، لتنمية وتطوير العلاقات بينهما، إذ لا بد أن نعترف هنا بأنه رغم كل ما تتميز به العلاقات المشتركة، فإن الجانب الاقتصادي والتجاري والاستثماري لا يزال دون مستوى الطموح. والمأمول أن تكون جولة الرئيس السيسي قد أسهمت في معالجة هذا الجانب، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
إن الكويت ومعها أشقاؤها في كل دول مجلس التعاون، ينظرون إلى مصر باعتبارها ركيزة ودعامة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويسعدهم دون شك أن يروا هذا القدر الكبير من الاستقرار السياسي والأمني والمجتمعي، الذي تعيشه مصر الآن، والذي تحقق من خلال رؤية إستراتيجية شاملة للقيادة المصرية، استطاعت بواسطتها أن تطلق مسارات التنمية الاقتصادية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، وهو ما شهدنا مبشراته واضحة خلال الفترة الأخيرة، خصوصا في شبه جزيرة سيناء، حيث التفت القبائل هناك حول قيادتها، وقررت مشاركة جيشها في التصدي للإرهابيين ومحاربتهم، وهو ما نعتقد أنه سيضع نهاية قريبة وحاسمة لكل أشكال الإرهاب في سيناء.
يبقى أن نؤكد أن الرئيس السيسي الذي حل بين أهله وإخوانه في الكويت، هو موضع ترحيب وحفاوة دائمين من سمو الأمير والشعب الكويتي، لأننا نرى فيه قائدا مصريا وعربيا استوعب الرؤية المصرية الصحيحة لأشقائها في الخليج، والتي رسختها مصر عبر مواقف تاريخية مشهودة، وجاء الرئيس السيسي ليواصل هذا الخط القومي الأصيل لمصر العروبة، مصر الحضارة والأصالة، ومصر المستقبل أيضا.
