• نوفمبر 24, 2024 - 5:36 مساءً

التعليم والسياسة

«اللعبة السياسية» ليست وليدة اليوم أو الأمس، هي موجودة منذ اقدم الأزمنة، وهنالك الكثير من الأحداث عبر التاريخ التي اظهرت حكمة ودهاء بعض السياسيين كما اظهرت ضحالة فكر وسذاجة البعض الاخر، فبحر السياسة عميق جدا ومن لا يتعاطى معه بالشكل الصحيح فإن الغرق سيكون نتيجه حتمية للجهل وسوء الممارسة السياسية، ومع الاسف الشديد قد اظهرت السنوات الأخيرة ان الكثير ممن اعتلوا منصات الخطابة هم ابعد ما يكونون عن ابجديات العمل السياسي والدليل هو انحسار الاضواء عنهم في المشهد السياسي اليوم..
تجربة «برلمان الطالب» في قاعة عبدالله السالم بغض النظر ان كنا نتفق أو نختلف معها، هي تعكس اهتمام الدوله بالمشاركة الشبابية كما تعكس حرصها على الاستماع لآراء ومقترحات المتلقي وهو الطالب محور العملية التعليمية، اضف إلى ذلك غرس المفهوم الديموقراطي في هذه الشريحة من المجتمع وتأكيد مبدأ المشاركة الشعبية في صنع قرارات البلاد، ونحن دولة دستور ومؤسسات تحكمها قوانين مدنية الأمر الذي يحتم علينا زرع الثقافة السياسية في النشء، فهم سيأتون يوما ويخرج منهم من يشارك في العملية السياسية سواء في المجلس أو الحكومة أو في الصحافة أو في اي موقع كان.
بكل تأكيد ليس ما نعنيه هو تخريج جيل سياسي بحت، ولكن من الضروري تعويد الاجيال القادمة على الثقافة الكويتية المتمثلة في الحوار والمشاركة في صنع القرار، فهذا ما جبلنا عليه حتى من قبل وضع الدستور، ونكررها الكويت دولة لها خصوصية لاينكرها احد، فتجربتها الديموقراطية رائدة في المنطقة، وعلاقة الحكام بالمحكومين فيها علاقة قائمة على الاحترام والود والباب المفتوح، لذلك يهمنا ان يتشرب الشباب الثقافة السياسية الكويتية المتمثلة بالاعتدال والوسطية والموضوعية وذلك لن يتحقق بالصورة المرجوة الا من خلال العملية التعليمية التي هي اساس كل شيء، فالطالب يخرج من البيت إلى المدرسة ذلك المجتمع المصغر، ففيه تتشكل شخصيته وثقافته وافكاره.

Read Previous

السفير عاطف: 24 ألف طالب كويتي يدرسون في الجامعات المصرية

Read Next

كارول سماحة تلمح لعودتها إلى التمثيل

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x