• نوفمبر 24, 2024 - 2:26 مساءً

مواقع التواصل الاجتماعي … صلة وقطيعة!

كتب : وليد خالد المطيري

تعد الكويت من أكثر الدول استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي، غير أنه ليس كل المستخدمين يحسنون استخدام تلك الوسائل، ففي حين هناك من يوظفها بطريقة إيجابية في نقل الأخبار والتواصل مع الآخرين عن بعد بسهولة ويسر وتبادل الثقافات، نجد آخرين يتخذونها وسيلة لتشويه صورة بعض الأشخاص سواء بالتدليس والكذب أو التعرض لحياتهم الشخصية.
وعند طرحنا سؤال: هل وسائل التواصل الاجتماعي هي الجاني أم المجني عليه كانت الاجابات على النحو التالي مع عدد من المسؤولين والاكاديميين:
مديرة إدارة السياحة في وزارة الإعلام ماجدة بهبهاني، قالت: مع التطورات المتلاحقة في عالم التقنية والتي أحدثت نقلة غير تقليدية في عالم الاتصال والتواصل، بوسائله المختلفة، فإن المجتمع أحوج ما يكون إلى استخدام هذه الوسائل بفاعلية وتعزيز المبادئ والتوعية بالقيم المجتمعية السليمة حتى لا ينجر المواطن والمقيم للمواضيع السلبية فقد استحوذت مواقع التواصل الاجتماعي على عقول كثير من الناس، خصوصا الشباب منهم، مما يجعلنا نؤكد على ضرورة التوجه لاستخدام هذه الوسيلة واغتنامها في ايصال صورة راقية عن المجتمع وفيما يعود على الوطن والمواطن بالخير والفائدة وباستخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول بما يحفظ لمنطقتنا المباركة أمنها وأمانها وقيمها، كما ينبغى دراسة ما يواجهه مجتمعنا من تحديات الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعي وتحديد ضوابط التعامل الأمثل معها لبناء ثقافة الإنسان العربي السليم.
أما الدكتورة خالدة الخضر فأكدت أن هناك فوائد كثيرة جدا لوسائل التواصل الاجتماعي، وإنها خففت قيمة الاتصالات الدولية بالنسبة للمغتربين فعندما كنا طلبة ندرس بالخارج كانت فاتورة الاتصالات مرتفعة جدا وتمثل عبئا كبيرا بالنسبة لنا.
وأضافت الخضر: أن الوسائل الجديدة تخدم السيدات في معرفة أسلوب الطبخ والموضة الحديثة، ولكن ما احذر منه هو عدم وجود رسالة إيجابية للمجتمع، لاسيما من الشخصيات المؤثرة إيجابيا ولكن الملاحظ ان معظم المؤتمرات والندوات أصبحت للتباهي وان هذه الأمور ليست لها أي تأثير إيجابي على المجتمع بل هي فقط مجرد دعايا مثل أي سلعة وقد يأتي ذلك بتأثير سلبي فتجد سيدة لا تملك غير راتبها وتذهب لتشتري به فستان لمجرد ان رات مثله في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي كل هذا ينعكس سلبا على المجتمع.
واوضحت أن مجتمعنا يحتاج إلى التوعية الإيجابية الفاعلة مثل العمل التطوعي للشباب خاصة ونحن مقبلون على اجازات الصيف وذلك من خلال التجمعات الشبابية تحت اشراف وزارة التربية والمتخصصين وذلك لخدمة المجتمع وابعاد الشباب عن السلوكيات الخاطئة والمشبوهة مثل عالم المخدرات لذلك فوسائل التواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدين ممكن ان يكون معك أو ضدك.
بينما الدكتور شملان العيسي أستاذ العلوم السياسية يرى أن موضوع وسائل التواصل الاجتماعي له جانبان، أولا: له إيجابيات كثيرة ومنها وصول المعلومات والاخبار بأسرع ما يمكن في مختلف المجالات العلمية والفنية والاقتصادية والسياسية وهذا الأداء بالطبع جعل العالم قرية صغيرة ولكن السلبيات تكمن في استخدامها كأداة للسخافات والشات وفلان قال وفلان كذا كما استغلت بصورة سيئة من قبل الجماعات الإسلامية والغير إسلامية ولا يفوتنا ان نذكر ان الشارع العربي مكبوت ويعد هذا التواصل الأداة الوحيدة التي يستطيع من خلالها ان يعبر عن نفسه بكل حرية وشفافية دون قيد أو مراقبة من احد، برغم أن الأمور خرجت عن الموضوعية إلى مستوى الاسفاف ولغة الشوارع وهذه اهم السلبيات.
أما الدكتور محمد سليمان الحداد أستاذ علم الاجتماع فقال:
إن لها فوائد كثيره فهي تساعد الانسان على تنمية وتطوير نفسه من خلال اكتساب مهارات التواصل مع الاخرين وأحيانا إمكانية تحقيق الابداع فهي تقوي العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء متجددين سواء بطريقة فردية أو جماعية أيضا متابعة اخر المستجدات من الاخبار المحلية والعالمية وهي توفر الجهد والمال في التواصل عن بعد وعلى سبيل المثال ابني يدرس في أميركا وهذا يساعدني على التواصل مع ابني بكل سهولة بالصورة والصوت بأسعار منخفضة جدا.
وأضاف: أن هذه الوسائل تساعد على تنمية المهارات والتواصل مع الأصدقاء وقد تؤثر هذه الرسائل على متخذي القرار، كما انها أيضا تستعمل الآن على مستوى البيع والشراء للافراد والشركات كما استعملت في الدعايا والثقافة والمنابر السياسية وقد ساعدت هذه الوسائل علي اغفال وتناسي الالتزمات اليومية كعامل أو كطالب أو كزوج أي الواجبات اليومية في الحياة وقد يضع الانسان نفسه في شبه عزلة عن المجتمع أي تجلس مع جماعة ولكنك بعيد عنهم سواء الاسرة أو الجيران قد تجمعهم غرفة واحدة أو مكان واحد، ولكن الكل بعيدا عن الكل بسب هذا التواصل الاجتماعي وبسبب الالتهاء بوسائل الاتصال والانجرار وراء ثقافات قد تكون هادمة واباحية أحيانا ونشر الأفكار الهدامة والتخريبية والتي تأتي من بلاد متخلفة لا تملك الفكر المستنير ومن اخطر السلبيات انتهاك الخصوصية للفرد.
وقال: إن الضرر من وسائل التواصل الاجتماعي من مجتمعات العالم الثالث يفوق الفائدة منه بسبب الإحباط وبسبب المشاكل السياسية والاقتصادية في مثل هذه البلدان وعادة ما تكون أداة سلبية للنظام الاجتماعي بشكل عام.
بدورها أكدت السيدة حنان العلي أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في المجتمعات العربية فقد اعادت تشكيل الساحات الإعلامية واتاحت مساحات واسعه للتعبير والحوار المتبادل بين افراد المجتمع.
كما اصبح لمواقع وبرامج التواصل الاجتماعي اهمية كبيرة فقد اصبحت شهرتها واسعة وكثر التعامل معها بين الناس. وللاسف ليس للتواصل الاجتماعي أي مراقبة أو ضوابط تضبط مستخدميها فهي تؤثر على الصغير قبل الكبير.
ومع الواقع الذي نعيشه وفي ظل التأثير الكبير للاعلام لابد من الاعتراف بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من الحتميات في العالم العربي نظرا لانتشارها المتزايد والاقبال الشديد عليها من الشباب ولكن مثله مثل أي من الاختراعات الحديثة لديها من السلبيات والايجابيات ويجب علينا العمل على نشر الوعي للحد من السلبيات والاستخدام الامثل للمواقع فهذا هو التحدي الاكبر الذي يواجه المجتمعات العربية بالمستقبل.
وقالت الدكتورة انجي وصفي إن لمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات كثيرة منها اكتساب مهارات التواصل النشط وآلياته، وتحقيق الإبداع في مجالات مُتعددة في الحياة من خلال تبادل الخبرات، فضلا عن تقوية العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء جُدد، وكذا التعبير عن الذات من خلال المُحادثات الفردية أو الجماعية، ومُتابعة آخر المُستجدات في كل أنحاء العالم من خلال متابعة التحديثات التي تظهر من خلال الأصدقاء أو المُتابعة في قائمة الاهتمامات.
مضيفه: فضلا عن تلاقي أصحاب الهوايات وتعرفهم على هوايات بعضهم البعض وتعزيزها باستمرار.
اما الدكتورة هند فقالت ان هذه الوسائل لها فوائد ومضار اما الفوائد فهي وصول الاخبار بأقصى سرعة ومن أي مكان في العالم ولكن الخذر في أهمية وضرورة اخذ الاخبار من مواقع موثوق بها لان هناك من يبث اخبارا كاذبة وقد تحدث من البلبلة والمشاكل سواء الاقتصادية والسياسية بالنسبة للدول وأيضا والحذر وبشدة من اخبار الفتنة وهي اشد فتكنا بالمجتمعات ومن سلبيات هذه الوسيلة لعبة دورا كبيرا التزاور بين الأقارب والافراد والاعتماد على الرسائل فقط بينما كنا في الماضي نتفاخر بتبادل الزيارات، ولكن مع الأسف تراجع الوضع الآن وما يسمى بالتواصل الاجتماعي ساعد كثيرا في التباعد الاجتماعي حتى في بعض حالات العزاء يكون بالواتساب وفي داخل البيت في الاسرة الواحدة يتواصلون عبر هذه الوسيلة فالوالد يتواصل مع والده في نفس البيت من طابق إلى الآخر عبر الواتساب!!
ولقد خلقت هذه الوسيلة نوعا من الانطوائية كما ان هناك سلوكيات مشينة من البعض وهو بث صور غير أخلاقية بعيدا عن الدين والشرع وهذا الطبع يجعلنا نفقد هويتنا الشرقية وسلوكنا الطيب.
أما نائب مدير عمل العاصمة عيسى الرشيدي فأكد أن من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، الإدمان عليها على حساب الواجبات اليومية في الحياة، والعزلة عن المجتمع والأسرة والجيران، والانجرار خلف ثقافات الإباحية بقصد أو بغير قصد، ونشر بعض الأفكار الهدامة والتخريبية الضالة.
وقال: إن من السلبيات أيضا تشجيع الكذب من خلال ظاهرة الأسماء المُستعارة والشخصيات الوهمية، لاسيما في خدمات المُحادثات بأشكالها المُتعددة، حيث يتعامل أصحابها بشخصيات مُتعددة وبأوجه كثيرة، يتم في معظمها التضحية بالقيم والأخلاق والثوابت على حساب العبث بمشاعر الناس، ونشر الأكاذيب في بعض الأحيان.

Read Previous

معالي العسعوسي منارة للعطاء استحقت لقب «صناع الأمل»

Read Next

بوشهري: الكويت أولت اهتمامًا كبيرًا بتنويع مصادر الطاقة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x