في إطار العلاقة الخاصة.. العميقة والمتواصلة، بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وبين ابناء شعبه الوفي على امتداد هذه الارض الطيبة، حمل ترؤس جلالته لاجتماع مجلس الوزراء امس الأول دلالة بالغة، ليس فقط عبر ما تفضل به جلالته ـ اعزه الله ـ من حديث حول مختلف الجوانب، سواء المرتبطة بمسيرة التنمية الوطنية، وانطلاقها القوي نحو غاياتها المنشودة، بفضل حكمة جلالته وتفاعل وتآزر المواطنين وتعاونهم لتحقيق أولوياتها في هذه المرحلة، او المرتبطة بسياسات السلطنة وإسهامها الايجابي، في كل ما يقرب بين وجهات النظر وتعزيز التفاهم بين الدول والشعوب، لتحقيق الأمن والاستقرار لها جميعها، ولكن ايضا عبر الإطلالة السامية، التي اعتاد المواطن العُماني ان يستمد منها القوة والثقة والاطمئنان على حاضره ومستقبله، استنادا إلى حكمة الأب ورعايته الدائمة والمتواصلة لكل أبناء وبنات عمان، وفي المقدمة منهم الشباب.
وفي هذا الإطار فان ما أعرب عنه جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ من ارتياح لما حققته مسيرة التنمية الشاملة في البلاد، من معدلات نمو جيدة، تراعي البعدين الاقتصادي والاجتماعي، في إطار ما تبذله الحكومة ومؤسسات الدولة للحفاظ على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتقدير جلالته للتقدم الذي يتحقق لدعم سياسات التنويع الاقتصادي، هو شهادة ووسام تعتز به الحكومة ومؤسسات الدولة المعنية، ولتواصل المزيد من الجهد والعطاء في سعيها لتحقيق التوجهات التي أمر بها جلالته، لاستيعاب النتائج المترتبة على انخفاض إسعار النفط في الأسواق العالمية، وبما لا يؤثر على الخدمات التي يتمتع بها المواطن العُماني.
ومما له دلالة بالغة ان يوجه جلالته الشكر للمواطنين، لتعاونهم في انجاح برامج وخطط التنمية برغم المتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم، وهذه اللفتة السامية الكريمة، تعبر عن الارتباط والتواصل الدائم بين جلالته والمواطنين، دوما وفي كل الظروف، والمتابعة اللصيقة لجلالته لكل ما يتصل بحياة المواطن العماني، وما قد يؤثر عليها، ولذا فإنه لم يكن مصادفة أبدا ان يثني جلالته ـ ابقاه الله ـ على دور الشباب، وان يؤكد على اهمية تشجيعهم ودعم قدراتهم والارتقاء بمستوى تأهيلهم لتمكينهم من الاستفادة من الفرص المتاحة لهم، وهو ما يمثل استمرارا لعناية جلالته الدائمة والمتجددة، بقطاع الشباب، وتوفير كل ما يمكن ان يسهم في الأخذ بيد ابنائنا وبناتنا في مختلف المجالات وعلى كل المستويات، ليقوموا بدورهم المنشود في الإسهام في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية على كافة المستويات والقطاعات، وبما يحقق المزيد من التقدم والازدهار للوطن والمواطن، في إطار الشراكة مع القطاع الخاص والاهتمام بالقطاعات ذات المردود الاقتصادي والمشاريع الإنتاجية لتعزيز التنويع الاقتصادي ومصادر الدخل والتنمية المستدامة. وبينما اكد جلالته ـ اعزه الله ـ على سياسات وجهود السلطنة، الداعمة دوما للتقارب والتفاهم والتعاون لتحقيق الامن والاستقرار لمختلف الدول والشعوب، وهو ما يحظى بتقدير اقليمي ودولي كبير وملموس، فإن أبناء الشعب العماني الوفي، الذين أسعدتهم إطلالة جلالته السامية، يرفعون اكف الضراعة لله عز وجل ان يمنح جلالته الصحة والعمر المديد ليقود عُمان إلى حيث يتمنى لها، مزيدا من الخير والازدهار والنماء.