أبناء الوطن الواحد مثل أبناء الاسرة الواحدة، إذا تجادلوا وتنازعوا فيما بينهم وعلا صوتهم ضد بعضهم بعضا أو بدأ بعضهم يشكك بولاءات بعض أبناء وطنه الآخرين تطاول عليهم بعض الغرباء، فأعضاء الاسرة الوطنية المتوحدة من المفترض أن يتقاربوا ويعملوا على اقتناص الفرص للتعرف على ما يتشاركون به من قيم وتجارب انسانية متشابهة ويكرسوا وحدتهم الوطنية ويعززوا تعاضدهم وينشروا المحبة والتآلف فيهما بينهم حتى لا يتجرأ عليهم من يضمر السوء لهم ولمجتمعهم ولوطنهم، وسيؤدي الانغماس المتواصل في الجدال العقيم والانهماك التافه في النوازع الشخصية الضيقة والحوارت الهدامة بين بعض أبناء الوطن الواحد إلى تشجيع كل أفاك وشرير وكل ذي قلب مريض على انتهاك حقوق أبناء المجتمع الواحد، فبالنسبة لبعض الانتهازيين والمستغلين وبعض أعداء المجتمع الوطني، كثرة السجالات العقيمة ووجود تباغض مشخصن وتافه بين بعض أبناء الوطن الواحد يمثل دعوات مجانية لهم للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمع وربما استيراد مشكلات وعقد وسلبيات المجتمعات الأخرى إلى البيئة المحلية الوطنية، ويمكن لأبناء الوطن الواحد حماية مجتمعهم ضد أطماع أعدائهم ومن يحسدونهم أو يبغضونهم لتميزهم ولاختلافهم عمن هم حولهم عن طريق مكافحة أي خطاب كراهية غبي يحاول نشره بعض قليل من المشوشين والنرجسيين وضيقي الافق في البيئة الاجتماعية الوطنية، وبالطبع، تمثل المواطنة الايجابية الارضية المناسبة لتعزيز التآلف والتعاضد وتكريس الحوار العاقل بين أبناء المجتمع الواحد، فمن المفترض أن تبقى المواطنة البناءة والالتزام بالايفاء بواجبات وبمسؤوليات المواطنة الحقة هي الارضيات الفكرية والاخلاقية والسلوكية العامة التي يتنافس عليها أبناء الوطن الواحد لخدمة وطنهم، وفي المقابل، يمثل الاستغراق المشخصن في استجلاب التأزيم المصطنع تضييع الفرص لتحقيق آمال وتطلعات أبناء الوطن ومنعهم عن تنمية وتطوير مجتمعهم.
المجتمع الوطني مُرَادِفٌ للأسرة، فحينما يبدأ أحد أو بعض أعضاء الأسرة الواحدة التشكيك بنوايا أهلهم سيضعف تماسك الأسرة وتتفكك بيد أبنائها وسيطمع فيهم من لا يريد بهم خيرا، ولكن حين يعمل كل عضو في الأسرة الواحدة على حماية كيانها وتعزيز أَوَاصِرها، فسيفشل الاعداء والحاسدون في مساعيهم التخريبية لأنهم سيدركون أنه سيصعب عليهم التدخل بين أناس تربطهم علاقات القرابة والمحبة والوحدة الوطنية.
حكمة: غاية أعداء الأمة أن يشعر أبناؤها أنهم في غم وحسرة وضعف لانتشار الحسد والمماحكة بينهم، حيث يسهل ابتزازهم واستغلالهم وافتراسهم.