أُسدل الستار عن دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر.
واقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقصر دسمان وبحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد مأدبة افطار على شرف اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ومن جانبه قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، في كلمة باختتام أعمال دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر، ها نحن نطوي دور انعقادنا الأول، وهو دور انعقاد جاء بعد انتخابات نيابية صاخبة، قيل فيها ما قيل.
وأضاف أنها كانت انتخابات نيابية أجريت وسط ظروف سياسية بالغة الدقة، وخاصة على المستوى الإقليمي.
وقال الرئيس الغانم، أيضا أنا اليوم لست بصدد تقييم الفترة الماضية والحكم عليها، فنحن كأعضاء في هذا المجلس شهادتنا مجروحة، والحكم أولا وأخيرا مسؤولية الشعب، هو الذي يراقب ويقيّم ويحاسب، ولكن لا بأس من تسليط الضوء على حقائق، ونقاط أراها جديرة بالاهتمام تتعلق بأداء المجلس.
وأضاف أن أولى تلك الحقائق حقيقة ان البدايات دائما متعثرة وبطيئة، وان خلق أجواء توافق سياسي، واجماع على الأولويات تأخذ وقتا، وهذه طبيعة الأمور، واذا كانت هناك من شهادة أجد لزاما علي الادلاء بها، فإنها تتعلق بسمو الغالبية العظمى من النواب على اختلافاتهم السياسية، وبعضها اختلافات مزمنة وكبيرة، والوصول عبر التوافق والتحاور إلى حلول وسط إزاء الكثير من الملفات
أقول هذا الكلام، لأنني كنت شاهدا على هذا النفس التوافقي من الكثير من النواب، في محاولة لتجنب الصدامات السياسية غير المبررة.
وقال الرئيس الغانم أيضا أقول هذا الكلام، لأذكّر نفسي وأذكّركم بأننا ونحن ندخل أحيانا في أجواء تشاحن سياسي، ننسى اننا نعيش في ظرف استثنائي ودقيق، وسط أجواء توتر غير مسبوقة، وفي ظل تقلبات جيوسياسية شديدة التحول والتغير، أجواء توتر وتصدع خطيرة طالت حتى الدائرة القريبة منا، وأنا لا أتحدث عن دائرة الأصدقاء والجيران فقط، بل عن دائرة الأشقاء، شركائنا في الدم، بيتنا الكبير وعمقنا الاستراتيجي.
وشدد الغانم على أنه إذا كانت الكويت وبفضل قيادة سمو الأمير، ما زالت تتطلع اليها العيون والقلوب لتلعب دورا توفيقيا، وديبلوماسية علاجية، فإننا في الداخل علينا أن نكون محصنين، أقوياء، يشد بعضنا ازر بعض، فلا مجال هنا لترف التخاصم غير الضروري، ولا فسحة هنا لممارسة الطيش السياسي، وعلينا أن نستذكر التوجيه السامي لسمو الأمير عندما خاطبنا قائلا (تبصروا فيما يحدث غير بعيد عنا، ولنحمد الله على ما اسبغ علينا من نعم الامن والأمان، والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرفاه والعيش الكريم)
وقال الغانم: إنه انطلاقا من هذا التوجيه، ومن الحرص على صون استقرار الوطن وأمنه، علينا أن نكون ملتحمين حول هوية واحدة، هي هويتنا الوطنية الشاملة الجامعة، لنكون قادرين على الاسهام ولو بشكل بسيط في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، ملتفين في ذلك التوجه حول قيادتنا السياسية وعلى رأسها سمو الأمير، واثقين بحكمته وحنكته، مؤمنين بما نملكه من رصيد كبير من الثقة لدى اشقائنا وأخواننا في مجلس التعاون الخليجي، وعلينا هنا ألا ننسى بأن دورا ديبلوماسيا كبيرا ينتظر الكويت ونحن ندخل مجلس الأمن الدولي في مطلع العام المقبل، ولكم أن تتخيلوا فقط حجم الملفات المزمنة التي ستعرض عليه وسيكون لزاما عليه التعاطي معها، بعقلانية ونضج واحتراف.
وأضاف رئيس مجلس الأمة، قبل أن أختتم دور الانعقاد الجاري، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم، أعضاء مجلس الأمة من النواب فردا فردا، وأعضاء المجلس من الحكومة وعلى رأسهم سمو رئيس مجلس الوزراء وأعضاء حكومته، على ما قمتم به من عمل وجهد طوال دور الانعقاد، وأخص بالشكر الأخ نائب الرئيس، والأخوة أعضاء مكتب المجلس في اعانتي على إدارة أعمال المجلس.
كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأمين عام مجلس الامة، وكافة العاملين بالأمانة العامة الذين يعملون بكل جد ومثابرة، كل في قطاعه وادارته وقسمه.
من جهته ألقى سمو رئيس مجلس الوزراء جابر المبارك، كلمة قال فيها:
يطيب لي في البدء في هذه الجلسة الختامية لدور الانعقاد الحالي ان أتوجه بخالص الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على جهود سموه لراب الصدع في البيت الخليجي ومحاولة لم الشمل العربي والإسلامي، وندعو الله ان يوفق سموه ويكلل مسعاه بالنجاح والتوفيق.
كما اشيد بهذه المناسبة بممارستنا الديموقراطية في ظل توجهات سموه السامية وسمو ولي عهده الأمين لحمل امانة المسؤولية ودفع مسيرتنا التنموية نحو مزيد من الإنجازات كما يسعدني في هذا المقام أن اعرب لكم بأسمي واسم اخواني الوزراء عن صادق المشاعر واطيب التنميات على الجهود التي بذلت من اجل تحقيق الخير لبلدنا ومواطنينا مع الامل الذي يملأ صدورنا لمزيد من التعاون بإذن الله لبلوغ ما نطمح إليه من مقاصد وامال.
لقد حفل دور الانعقاد الحالي بالعديد من الإنجازات المشهودة لمجلسكم الموقر وكان الوعي والحكمة هو من يقود العمل البرلماني، ولسنا اليوم في مقام استعراض الإنجازات، ولكننا نؤكد على ان الطرح الحكومي كما هو العهد به دائما قد اتسم بالشفافية والموضوعية والتجرد في جميع الموضوعات التي نظرها مجلسكم الموقر ولم تدخر الحكومة وسعا في توفير كافة الأسباب لقيام مجلسكم الموقر بدوره المعهود.
اننا اليوم وعلى امل اللقاء قريبا في دور انعقاد قادم بإذن الله بحاجة إلى وقفة مع النفس لتكريس الجهود لتحقيق الإنجازات التي يعقدها علينا المواطنون مع ترحيب الحكومة بكل توجه إيجابي يعين على تحقيق الأهداف والامال وانها لن تدخر وسعا للعمل مع مجلسكم الموقر لارساء النهج المأمول لاحداث النقلة النوعية المطلوبة لتفعيل الشراكة الحقيقية في القرار والتبعات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأضاف سموه: إن الديموقراطية التي ارتضيناها منهجا ونظاما هي خيار الكويت وهي سبيل الارتقاء بالآمال والطموحات والإنجازات التي قد نتطلع إليها جميعا، كما أن رفعه البلاد وازدهارا يتطلب العمل المخلص المتواصل لمواجهة المسؤوليات الكبيرة ولا سيما في ظل ما تشهده منطقتنا من تطورات ومتغيرات تتطلب تسخير كافة الطاقات والامكانيات لتحقيق المزيد من الإنجازات في إطار المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة والتفاهم البناء في العمل بين السلطتين.
وتابع سموه: لا يفوتني في هذه المناسبة اسداء الشكر والتقدير لجميع العاملين بمجلسكم الموقر ويشمل ذلك الخبراء والمستشارين والباحثين والفنيين وكذلك رجال الإعلام كما يسع الشكر كل من قدم العون الجاد لإنجاز أعمال المجلس الموقر سواء من داخل المجلس أو من خارجه في جميع أجهزة الدولة متطلعين إلى لقاء قريب بإذن الله يجمعنا لاستكمال المسيرة الوطنية بروح الإيجابية والمسؤولية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الأمير، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.