على مدار أيام وليالى شهر رمضان تشارك سلطنة عُمان الأمة الإسلامية الاحتفاء بالشهر الفضيل، ولرمضان في السلطنة خصوصية واضحة منذ سنوات بعيدة خاصة أن المجتمع العُماني يتميز بالتماسك الاجتماعي والتمسك بالتقاليد وهو ما يتجلى دائما في سلوكياته.
ومن العادات الرمضانية المعروفة «القرنقشوة» وفي إطارها يحتفل الأطفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك حيث يرددون مقاطع من أناشيد تراثية شهيرة، وهم يعزفون إيقاعا ثنائيا بسيطا على عبارة «قرنقشوة.. قرنقشوة.. أعطونا شوية حلوى».
من الطقوس الخاصة برمضان الإفطار الجماعى في المساجد وتجمع أفراد العائلة في بيت أكبرهم سنا، حيث يلتقى الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين في حلقة واحدة.
وغالبا ما يفطر الصائم في السلطنة على التمر والماء واللبن، رغم كل ما يصنع فى المنزل من وجبات، فإن تناولهما في الإفطار يبقى أمرا ضروريا ويتجلى في ذلك ارتباط العُماني بالنخلة وهي عادة يتوارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم.
يستعد العمانيون لاستقبال شهر الصيام مبكرا، فيقومون بزيارة الأقارب وتهنئتهم بهذه المناسبة قبل حلوله بيومين أو ثلاثة، حفاظا على صلة الرحم.
كما يقومون بالتسوق وشراء المؤن الغذائية التي يحتاجونها لإعداد الوجبات المعتادة في شهر رمضان كالشوربة وعمل بعض المعجنات، ووجبة الهريس وغيرها من المأكولات التي تصنع في المنازل، كما يفضل البعض أكل السمك يوميا.
ويتم قبل الإفطار تبادل الأطباق بين الجيران وهي عادة ما زال المجتمع العُماني محافظا عليها وتجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التي نشأ وكبر عليها الجميع قديما وحديثا.
كما يحرص المصلون في هذا الشهر الفضيل على حضور حلقات العلم التي تقام في المساجد وخاصة بعد صلاتي الفجر والعصر وكذلك قراءة القرآن الكريم.
ويقام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم سوق «الهبطات»، وهو عبارة عن سوق مفتوح له موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي يتم فيه عرض كافة الاحتياجات اللازمة لعيد الفطر، حيث تعد الهبطات تراثا قديما بالسلطنة ودائما ما تشهد إقبالا كبيرا وتقام في جو اجتماعي متميز قبل العيد بأيام.
وتختلف هذه الهبطات في بعض الولايات في موعد إقامتها، فبعضها تبدأ في اليوم الثالث والعشرين من رمضان وتستمر إلى آخر يوم وتعاد فعالياتها أيضا في عيد الأضحى المبارك.
وهناك عدد من الهبطات الشهيرة التي يتطلع إليها المواطن العُماني، سواء التاجر أو المستهلك رغم تعدد الأسواق وكثرتها وتنوع عملية التسوق من خلال المراكز والمجمعات التجارية وذلك لما تتميز به هذه الهبطات بتوفر كافة مستلزمات العيد وخاصة اللحوم.
وفي نهاية الشهر المبارك تستعد اللجان المختصة لاستطلاع رؤية هلال شوال، وبعد الإعلان الرسمي عن الرؤية يقوم الأهالي بتبادل التهاني.