خلال السنوات القليلة الماضية شهدت البلاد عدة حرائق تزامنت مع العطلات الرسمية وأثيرت شبهات بالتعمد ومع ذلك لم تخرج الادارة العامة للاطفاء ببيانات واضحة لتوضح للرأي العام صراحة سبب الحرائق تلك واذا ما كانت متعمدة او قضاء وقدرا.
اعلم مدى الجهد الكبير الذي يبذله رجال الاطفاء ولكن ادعوهم إلى ان يستكملوا جميلهم ويتحدثوا عن سبب أي حريق ضخم، «الاطفاء» ملزمة بإعداد تقارير لترفعها إلى الاجهزة المختصة، وفي المقابل يجب ايضا وبحكم اختصاصها الاجابة عن تساؤلات الرأي العام وبالسرعة المناسبة دون الاكتفاء بتقارير سرية ترفعها للقضاء او للوزير المختص.
الجمعة قبل الماضية شهدت منطقة جنوب السرة حريقا ضخما وتصادف ايضا مع يوم عطلة ومر على الحريق اكثر من اسبوع ومع ذلك لم نسمع أي شيء عن سبب الحريق رغم الخسائر المالية الضخمة التي خلفها إلى جانب الخسائر المترتبة عن التلوث في البيئة وهي خسائر لا تقدر بثمن، كنت اتمنى صدور بيان عن سبب حريق بنك الائتمان، قبل ان يندلع حريق جديد ولكن حدث ما حدث وشب حريق ضخم في مبنى قيد الانشاء أمس الاول في منطفة شرق وتصادف ايضا مع يوم عطلة.
من المهم جدا ان يعرف الرأي العام وعلى وجه السرعة سببا آخر لحريقي جنوب السرة وشرق واذا كانا متعمدين فليصارحوا الرأي العام ويشيروا إلى نقل الملف إلى وزارة الداخلية لتبدأ المهمة وتوقف الجاني او الجناة وصولا إلى المستفيد من إضرام الحرائق، اما اذا كانت غير متعمدة فليكن، الحسم مهم حتى وان كان السبب حسب ما أشيع، رغم عدم تقبله منطقيا، أن الحرارة المرتفعة هي التي تشعل النيران في المباني قيد الانشاء، وعلى افتراض صحة ذلك فمن المنطقي ذكر ذلك حتى تتجنب الشركات تدشين مشاريع ضخمة في الصيف الحار، اما الاكتفاء بتشكيل فريق لتحديد السبب والصمت المطبق.
في شتى الأحوال يجب المصارحة والمكاشفة. امس الاول تصادف تواجدي على مقربة من حريق شرق ولامست جهودا جبارة تبذل من قبل رجال الاطفاء وفي أجواء اقل ما يمكن وصفها بأنها شديدة الحرارة، واقول لهم مشكورين يا أبطال وجهد كبير من اخواني وأبنائي في الداخلية من خلال تسكير موقع الحريق وتنظيم السير وكذلك رجال الطوارئ الطبية واقول لهم جميعا عساكم على القوة، وادعو الله ألا تتكرر مع اهمية تدشين غرفة عمليات تضم كل الجهات المعنية بمن في ذلك مسؤولون عن الداخلية لتنسيق افضل.
آخر الكلام
قيام قيادات «الداخلية» و«الدفاع» بجولات ميدانية في الأعياد عادة محمودة باعتبارها تحمل رسائل مهمة إلى العسكريين بأنهم ليسوا فقط من يعيدون بمفردهم بعيدا عن اسرهم بل القيادات يفعلون مثلهم، رجال الداخلية والدفاع يأتيهم العيد بعد عمل شاق وممتد لأسابيع وابسط ما يمكن ان تقدمه القيادات هو مشاركة اخوانهم وابنائهم والتواجد بينهم.
تابعت زيارة اخي الفريق محمود الدوسري إلى الحدود الشمالية والرسائل التي بثها خلال تواجده، ومن قبله الفريق الشيخ محمد اليوسف، ولا يفوتني الا ان اشكر اللواء ابراهيم الطراح واللواء جمال الصايغ على التواجد في الاسواق والمجمعات والمتنزهات للحد من المعاكسات، ولفت انتباهي بخلاف السنوات السابقة قيام مدير عام الجمارك الاخ جمال الجلاوي بزيارة اخوانه في المنافذ الحدودية وكذلك مدير عام الادارة العامة للاطفاء الفريق خالد المكراد، وعساكم على القوة.