• نوفمبر 21, 2024 - 5:19 مساءً

ستظل مصر أكبر من الإرهاب

تدرك مصر قيادة و شعبا أن طريقها نحو ترسيخ أمنها واستقرارها، وتعزيز تنميتها، وتمتين اقتصادها، واستعادة مكانتها الرائدة في المنطقة، ليس معبدا ولا مفروشا بالزهور، بل تواجهه عقبات وعراقيل كثيرة، و أن هناك من يتربص بها، ولا يريد لها أن تعود إلى سابق عهدها آمنة مطمئنة مستقرة، تلعب دورا مهما ومستحقا، إقليميا ودوليا، وتتمكن من تحقيق نقلة اقتصادية وتنموية
كبيرة، وجديرة بها.
وتعي مصر تماما أن أخطر تلك العقبات والعراقيل التي تواجهها، هي عقبة الإرهاب، ليس لأنه يستعصي على المواجهة، و إنما لأنه عدو خفي، يتسلل في الظلام، ظلام الفكر والرؤية،وظلام القلوب التي عميت عن معرفة الحق، وتردت في غياهب الباطل، وبدلا من أن تحارب عدو الوطن والأمة،استدارت لتحارب وطنها و أمنها، وتستنزف الطاقات التي كان ينبغي أن توجه إلى معارك البناء والتنمية والازدهار.
من هنا فإن الحادث الإرهابى الذى راح ضحيته عدد من شهداء مصر البواسل، من رجال الكتيبة 103 صاعقة الذين استُشهدوا، إثر الهجوم الإرهابي الذى استهدف كمين البرث العسكرى بمدينة رفح بشمال سيناء، ليس سوى حلقة في سلسلة استهداف مصر، لا سيما في ظل ما تحققه مصر الآن من تطور كبير، على كل أصعدتها، وهو تطور تشهد به الأرقام والبيانات الدقيقة، وتنطق به الحقائق على أرض الواقع، ولذلك يعز على قوى الإرهاب والظلام أن ترى هذه الانطلاقة المصرية الكبيرة، وتسعى بكل ما تملك لإعاقتها ووقف حركتها. وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، حين شدد عقب ذلك الحادث الإجرامي، على أن «قوى التطرف تحاول النيل من استقرار البلاد و أمنها، خصوصا خلال تلك المرحلة التي تكثف مصر خلالها جهودها لمكافحة الإرهاب على مختلف الأصعدة، ودفع عملية التنمية .»
لكن ما تعجز حركات التطرف والإرهاب عن فهمه دائما، هو أن طبيعة الشعب المصري التي تتسم بالوسطية، وتكره العنف والدم، لا يمكن أن تستجيب لتطرف تلك الحركات، أو تنزلق إلى المنحدر الذي تريد دفعها إليه. لم يحدث ذلك قط في تاريخ مصر، ولن يحدث أبدا..

ولذلك على كثرة ماشهد تاريخها من ظهور تنظيمات عنيفة متطرفة، فقد اندثرت جميعها، وبقي المصريون محافظين على اعتدالهم في كل شيء، في دينهم ودنياهم، في ثقافتهم وفنهم وحياتهم الاجتماعية، وظل علماؤهم و أدباؤهم ومفكروهم، رموزا للاستنارة في المنطقة والعالم كله، كما ظل أناسها البسطاء محتفظين بطيبتهم وتسامحهم، ورفضهم لكل ما يجاوز حدود
الاعتدال والوسطية والتسامح.
هكذا ستظل مصر أكبر من الإرهاب، و ستبقى دائما رمزا للتسامح والاستنارة، مهما حاول الحاقدون والمتربصون إيذاءها أو النيل منها.

Read Previous

صاحب السمو يستقبل وزير الخارجية الأمريكي

Read Next

نصائح لقنصليتنا في اسطنبول للمسافرين في تركيا

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x