أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الايمان والثقة بقدرة وحكمة القادة والرؤساء على تجاوز الازمة الخليجية، موضحا سموه ان دولة قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ 13 والتحدث على الطاولة مع الجميع فيما يتعلق بالخلافات مع الاطراف الخليجية.
واعرب سموه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض عن ثقته في «حكمة اخواننا في الخليج» والتي تجعلهم اكثر تقديرا لتطورات الوضع الذي تمر فيه المنطقة لاسيما في سوريا والعراق وليبيا.
وأكد سمو الأمير أن الامل في حل الازمة الخليجية مازال قائما «ولم ينته بعد»، مضيفا ان البنود الـ 13 ليست مقبولة جميعا الا ان الحل في «الجلوس مع بعضنا البعض» والاستماع للنقاط التي تضر المنطقة ومصالح اصدقائنا الاخرين.
واوضح سموه ان قسما كبيرا من المطالب الـ 13 سيحل فيما استدرك سموه قائلا: «أن كل ما يمس امور السيادة غير مقبول لدينا».
واكد سمو الأمير تلقي رسالة جوابية قطرية تؤكد الاستعداد لبحث المطالب الـ13، مشددا سموه على ضرورة التماسك وتناسي الخلافات الخليجية.
واعرب سموه عن الامل في الاسهام في حل الازمة الخليجية وعودة «الأمور إلى نصابها».
وقال سمو الأمير: ان الكويت ضامنة بالضغط على قطر معربا عن الثقة والقدرة على تفادي تحليق قطر «خارج السرب» الخليجي.
وفي سياق اخر ثمن سمو الأمير التزام الولايات المتحدة بامن وحماية دولة الكويت، مؤكدا عمق العلاقات الثنائية المتجذرة على مختلف المستويات والاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية.
من جانبه، اعرب الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن سعادته وتشرفه باستقبال سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بالبيت الابيض.
وقال الرئيس ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع سمو الأمير عقب انتهاء اجتماعهما الرسمي «نحن نتشارك بعلاقة وشراكة عميقة جدا في الذكرى الـ 27 لغزو دولة الكويت الذي كلنا نتذكره».
واضاف: «ان الولايات المتحدة تفتخر بانها ساهمت في تحرير الكويت وللصداقة التي بنيناها مع بعضنا في تلك الاعوام».
واشاد ترامب بمساهمة دولة الكويت الكبيرة لاستقرار المنطقة «وايضا دور سموه كقائد انساني».
وقال الرئيس الأميركي: ان دولة الكويت لعبت دورا مهما في مكافحة الارهاب في مختلف الميادين، لاسيما في قطع التمويل عن الجماعات الارهابية.
كما اعرب ترامب عن شكره لسمو الأمير لدوره القيادي والاساسي في التعامل مع العديد من القضايا لاسيما في مجلس التعاون الخليجي.
واكد الاهمية الكبيرة للتعاون الامني بين دولة الكويت والولايات المتحدة، موضحا ان مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف.بي.اي» يوسع تعاونه مع الحكومة الكويتية في مكافحة الارهاب.
واشاد بدور الكويت الكبير في مكافحة الارهاب والتطرف، موضحا «ان دولة الكويت لعبت دورا هاما في محاربة الايدولوجيات المتطرفة بالمنطقة».
وحول الازمة الخليجية اكد ترامب ان «الكويت هي القائد في هذا الحل ونحن نعتمد عليها وانا اقدر واحترم الوساطة الكويتية ومستعد لأن أكون في الوساطة».
واوضح «نأمل بأن تحل الازمة الخليجية ونؤكد التزامنا باعلان الرياض فيما يتعلق بمحاربة الارهاب».
وعلى الصعيد الاقتصادي اكد ان الجانبين الاميركي والكويتي حققا تقدما كبيرا على الصعيد الاستثماري والتوقيع في المستقبل القريب على اتفاقيات لتطبيق القوانين الجمركية.
واشار إلى انه خلال زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية طلب سمو أمير دولة الكويت عقد صفقة لشراء طائرات حربية من نوع «اف 18»، مؤكدا انه قام باصدار امر تخويل لهذه العملية.
واكد ترامب اهمية الاسثمارات الكويتية «الكبيرة» في الولايات المتحدة حيث انها تعود بالفائدة للجانبين.
ولفت إلى ان الجانبين وقعا على مذكرة تفاهم لتعميق العمل التعليمي والثقافي بين البلدين وتعزيز اللغة الانجليزية.
وقال: ان الولايات المتحدة تقدر عاليا الصداقة مع دولة الكويت «وننظر إلى تعميق الصداقة معها».
وحول الوضع في الشرق الاوسط اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان هناك فرصة لتحقيق السلام من خلال الجهود الأميركية الجارية لانهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقال: «اعتقد ان هناك فرصة لتحقيق السلام.. سنبذل اقصى جهودنا»، واعتقد ان العلاقات التي لدينا مع الطرفين يمكن ان تساعدنا في تحقيق ذلك».
وحول الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية قال الرئيس الأميركي ان الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الاخيرة «ممكن لكنه ليس حتميا» مفضلا تجنبه في الوقت الحالي.
وأوضح أن «التحرك العسكري سيكون بالتأكيد خيارا الا انه من الجيد التوصل الى خيار آخر»، مضيفا انه اذا وصل الامر الى الخيار العسكري «فسيكون يوما حزينا جدا لكوريا الشمالية».
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد قد قام بزيارة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة وفي معيته نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه وذلك في البيت الابيض بالعاصمة واشنطن.
وقد قام سموه بالتوقيع على سجل الشرف ثم قام الرئيس الأميركي بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
بعدها تفضل صاحب السمو الأمير ورئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة بالتوجه إلى المكتب البيضاوي حيث عقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين.
وتناولت المباحثات استعراض العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تنميتها وتعزيز أطر التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات.
كما تطرقت المباحثات إلى أهم القضايا ذات الإهتمام المشترك وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة ما يتصل منها من تصاعد بالاوضاع المأساوية التي يعيشها مؤخرا ابناء مسلمي الروهينغا في ميانمار نتيجة القتل والتشريد الذي يتعرضون له الى جانب التطورات في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط وتبادل وجهات النظر بشأنها والتأكيد على ضرورة نبذ الخلافات وتوحيد الصف ولم الشمل ودعم الجهود الدولية الساعية لمكافحة الإرهاب.
وعلى شرف حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه اقام الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة غداء عمل بالعاصمة واشنطن وذلك بمناسبة زيارة سموه الرسمية للولايات المتحدة الأميركية الصديقة.
وغادر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وفي معيته نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه مطار قاعدة اندروز الجوية بالعاصمة واشنطن، وكان في وداع سموه على ارض المطار نائب رئيس المراسم في وزارة الخارجية الأميركية مايكل كارلوتسوس وقائد قاعدة اندروز الجوية العقيد ماري تيتر والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، وسفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الاميركية الشيخ سالم العبدالله ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وقنصل عام دولة الكويت في مدينة لوس انجلوس فيصل ابراهيم الهولي.