• نوفمبر 23, 2024 - 7:17 صباحًا

عبدالحسين عبدالرضا يمثلني

مضى على فراقه قرابة الشهر. سيتباعد يومه عن أيامنا إلى أن يختفي في الأفق البعيد. لا أعلم إلى متى سوف أشعر بالحزن كمن فقد شقيق العمر. تستيقظ ذكراه في وجداني كطيف. منذ أربعين سنة لم يمر أسبوع دون أن أشاهد شيئا من درب الزلق أو الأقدار. في المرة الأولى شاهدت المسلسل كأحداث متتابعة. بعد ذلك تحولت مشاهدته إلى أحداث تجري في الذاكرة. تنبعث كنسيم يرطب الجراح. من أي جهة أطالعه أجد أن حضوره في حياتي استمر كما عرفته في السبعينيات. عشنا أنا وأياه وسعد والنمش والنفيسي وقحطة معا نعالج القضايا التي تعيشها شعوب الخليج حتى اليوم. شاركت في كل ما جرى داخل العمل وخارجه. تحدثت واتخذت قرارات. اختلفت مع حسينوه في أمور واتقفت معه في أمور أخرى. ساندته عندما قرر العمل كمحامٍ بعد أن عشمني بالعمل مستقبلاِ محاميا في مجلس الأمن. خدعتني الرغبة في أن أرى يوما محاميا عربيا يدافع عن الحقوق العربية ببسالة وذكاء ولكن قضية السفر إلى البصرة أودت بالمشروع وكادت تودي بأسرة آل عاقول الكريمة. وقفت معه في رفض زواج أبي صالح من أم سعد عاطفيا. ولكن من جهة أخرى كنت من أكبر مؤيدي سعد في مشروع مطعم الباتشا وخصوصا المخبز اللي (كأنه مو لك). خيّب حسين الآمال. مشروع مضمون امية بلمية كما أكد سعد في ذلك الاجتماع العاصف. ادعى حسين أن اسم باتشا صعب الكتابة والنطق. كان يمكن احترام ملاحظات حسين تلك وتمشي الأمور. إلى يومي هذا وأنا اشعر بالأسى. كيف ترك آل عاقول الساحة العالمية للشركات الأميركية كمكدونالدز وونديز تتوسع تنتشر في شوارع ومولات العالم. كثير من أبناء حي المرقاب رأوا رأي سعد وأيدوه. المصيبة ليست في رفض حسين للمشروع ولكن سعد مع الأسف لم يدافع عن مشروعه فسارت الأمور على درب الزلق حتى انتهى الجميع خرازين نعل في مصنع الخال قحطة.
نوقشت أفكار كثيرة. فكرة مشروع المصنع ممتازة. لم يكن حسينوه في حاجة إلى التآمر مع فريد على حرقه. تثمين بيت أبو صالح على وشك يصرف. كان يمكن دعوته للمشاركة وسد العجز. أو طرح أسهم المصنع على أهل المرقاب في اكتتاب محدود مع احتفاظ آل عاقول بواحد وخمسين في المئة من الأسهم تلبية لرغبة حسين في الوجاهة وتقديرا لحق سعد في إبداع الأفكار.
سارت الأمور على درب الزلق كما تسير الأمور دائما في دول الخليج. من آفات مشاريع أهل الخليج الثقة في المستشارين وتسليمهم الخيط والمخيط. أن تتعاقد مع مستشار سياحي بمستوى فريد المصري إنجازا إداريا كبيرا. لكن حسينوه ارتكب الغلطة. سمح لفريد أن يجمع بين عمله في السياحة وعمله في إدارة مصنع كبريب فانهار كل شيء.
اطمئن يا أبا عدنان مشاريعك العظيمة باقية في طموحاتنا وفي قلوبنا وعلى أرض الخليج.

Read Previous

صيانة الأفلاج العُمانية مسؤولية المواطن أيضا

Read Next

التوازن الرصين

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x