تبقى مسألة إدارة الأزمات بحد ذاتها فن وتحتاج إلى نفس طويل يمد بدوره مزيدا من جسور الحوار والمصارحة ومن ثم الوصول إلى نقاط التلاقي والتفاهم، وحتى نصل بالأزمة إلى بر الأمان لابد من العمل على تهدئة الاوضاع وعدم اللجوء إلى وسائل التصعيد تمهيدا لخلق جو تتوافر فيه كل مقومات التواصل والحوار.
وذلك بالضبط ما يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في الأزمة الخليجية التي ظهرت على الساحة في الأشهر الماضية، ولعل ما يدعو إلى التفاؤل هو تقدير وتثمين جميع الاطراف للدور الذي تقوم به الوساطة الكويتية من تقريب وجهات النظر وايجاد نقاط تلاقي يتفق عليها الجميع، فالبيت الخليجي اولا واخيرا لم يعتد على عدم الاستقرار وهذه حقيقة علينا ان نضعها نصب الاعين، فهنالك قواسم كثيرة ومشتركة تجمع بين دول منظومة مجلس التعاون والمصلحة تحتم على الجميع الخروج من هذه الازمة بأقل الخسائر.
الكل له دور عليه أن يؤديه اليوم، ويبقى للإعلام الدور الأكبر في ايصال رسائل العقل والحكمة، والبعد عن التأجيج والشحن كما هو حاصل في بعض وسائل الإعلام سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة، فالمطلوب اليوم هو دعم كل ما من شأنه خلق ارضية استقرار ومد جسور الحوارات والتواصل، فنحن في نهاية المطاف كتلة واحدة يجمع مكوناتها المصير الواحد المشترك.