قال رئيس مجلس إدارة طيران الجزيرة مروان بودي إن الشركة قادرة على الصمود لنحو 27 شهراً قادمة في ظل أزمة فيروس كورونا الحالية، بالاعتماد على الاحتياطيات المالية الموجودة لديها، وفق ما ذكرت رويترز.
وذكر بودي إن المركز المالي للشركة «قوي» إذ لديها احتياطيات نقدية قدرها 30 مليون دينار (96.95 مليون دولار) كما أن مجلس الإدارة قرر العدول عن توصيته السابقة بتوزيع أرباح نقدية عن 2019 حرصاً على توافر السيولة لدى الشركة لمرحلة ما بعد كورونا.
تعاني شركات الطيران في العالم وسط تعطل حركة السفر بسبب الإجراءات المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وقال بودي لـ «رويترز»، إن طيران الجزيرة أنهت خدمات 320 موظفاً يشكلون نحو 37 بالمئة من موظفيها بسبب أزمة كورونا. وأوضح أن إنهاء الخدمات الذي جرى أواخر فبراير وأوائل مارس شمل جميع المستويات من طواقم الطيارات والموظفين الأرضيين إلى الموظفين المساندين.
وقال «كنا منصفين مع موظفينا وأعطيناهم حقوقهم بالكامل. في البداية كانت إجازات، لكن كنا صريحين بعدها مع أنفسنا ومع الموظفين بأن الوضع لا يحتمل. العملية ليست شهرا أو شهرين».
وأضاف أن الطاقم التنفيذي الرئيسي قرر «اختياريا» تخفيض الرواتب والمصاريف بما يصل إلى النصف في ظل الأزمة. وأشار بودي إلى أن طيران الجزيرة على تواصل دائم مع الجهات الحكومية لكن ليس لديها حاجة حاليا لمساعدات آنية سريعة. وأضاف «لم نطلب مساعدات، لكن ما نتطلع إليه هو كيفية المشاركة مع حكومة دولة الكويت في وضع الحوافز لتنشيط حركة الاقتصاد ومنها قطاع الطيران».
وعن إمكانية طلب قروض من البنوك، قال إن الشركة مكتفية بما لديها حالياً من أموال لكنها قد تلجأ للاقتراض إذا وجدت فرصاً استثمارية مغرية لشراء الطائرات والأصول في مرحلة ما بعد الأزمة. وقبل الأزمة الحالية كانت طيران الجزيرة تسير رحلات إلى 37 وجهة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا بأسطول من 14 طائرة مستأجرة بالكامل.
وتابع بودي «لا ننظر للربح والخسارة في 2020 وهدفنا هو كيفية الاستعداد لسنة 2021. لا نستطيع أن نقول إنه سيكون (هناك تكبد) خسائر أم لا. قد يكون هناك نقطة تعادل أو أرباح قليلة، لكن هناك احتمالية (خسائر). كلها تعتمد على النصف الثاني من العام الحالي». حققت طيران الجزيرة 14.9 مليون دينار ربحاً صافياً في 2019 مقابل 6.7 مليون دينار في 2018.
وتوقع بودي أن تستمر الشركة بالعمل حتى يونيو في إعادة مواطني الكويت من الخارج إضافة إلى ترحيل الوافدين مخالفي الإقامة. وتوقع أن تفتح المطارات الإقليمية في يوليو المقبل وأن تعود حركة السفر تدريجيا إلى نهاية 2020.
وقال «المؤشرات تبين أن الناس محتاجة للسفر وسوف تسافر لكن السفر سيكون إقليميا أكثر مما هو دولي، وهذه فرصة للجزيرة».
واستبعد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها قبل التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا. وأوضح أن طيران الجزيرة حولت ثلاث أو أربع طائرات من طائراتها إلى عمليات الشحن في ظل الأزمة الحالية، وسوف تستمر كذلك لنحو ستة أشهر إلى تسعة، مضيفا أن أسعار الشحن تضاعفت ثلاث أو أربع مرات في الفترة الأخيرة لكن الشركة تسعى للعودة إلى رحلاتها التجارية لنقل الركاب، لاسيما أن طائراتها من طراز إيه320 ليست مخصصة للشحن.
وأوضح أن مشاركة طيران الجزيرة في إعادة الكويتيين من الخارج تعوض جزءًا من دورة العمل المفقودة بسبب أزمة كورونا وتمكنها من دفع جزء من المصاريف، مبينا أن طائرات الشركة تعمل حاليا بنحو 60 بالمئة من طاقتها.
وقال إن الشركة كانت تنتظر استلام ثلاث طائرات، لكن حدث تأخير من المصنعين بعد الأزمة، متوقعا تأجيل استلام الطائرات لمدى طويل لكنه لم يرجح إلغاء الصفقة. وأردف «الآن لا نتطلع لعقد شراء كبير من المصنعين لكن ننظر إلى الفرص، لنلتقطها من السوق في الوقت الحالي».