الخليج تناولت صحف بريطانية وأميركية الأزمة اليمنية المتفاقمة، وحذّر بعضها من تعرض البلاد للانقسام، وأشارت أخرى إلى استغلال تنظيم القاعدة الأزمة لإقامة ملاذ آمن له في بلد يعاني أهله الرعب واليأس والفوضى.
فقد نسبت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى وزيرة حقوق الإنسان اليمنية حورية منصور الموجودة خارج البلاد القول إن اليمن معرّض للانقسام إلى شطرين إذا رفضت جماعة الحوثي التفاوض.
وأشارت منصور في مقابلة أجرتها معها الصحيفة إلى أن محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة في اليمن تبقى هي الطريقة الوحيدة لتجنب حرب طويلة الأمد في البلاد، وأن الانفصال التام بين شمال اليمن وجنوبه يبقى هو الحل الأمثل لمستقبل البلاد، وذلك إذا رفض الحوثيون الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقالت الوزيرة اليمنية إنه بعد الانقلاب الذي شهدته بلادها، حضر رجال مدججون بالسلاح يركبون دراجات نارية إلى الوزارة التي تترأسها، مما اضطرها إلى مغادرة البلاد لتقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، وذكرت أنها لا تستطيع العودة بالرغم من أن نجلها لا يزال موجودا في صنعاء.
«وزيرة يمنية في الخارج: الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هو المسؤول عن الفوضى في اليمن، وهو يريد إرسال رسالة مفادها أنه الوحيد القادر على حكم البلاد بقبضة من حديد، وأنه إذا غادر منصبه فإن البلاد ستنهار»
وأشارت الوزيرة إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تحالف مع الحوثيين ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأن صالح هو المسؤول عن الفوضى التي تعيشها اليمن اليوم.
وأضافت أن صالح يريد إرسال رسالة مفادها أنه الوحيد القادر على حكم البلاد بقبضة من حديد، وأنه إذا غادر منصبه فإن البلاد ستنهار.
القاعدة
من جانبها، أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يستغل الفوضى الأمنية التي انزلق إليها اليمن، وأنه يسعى إلى إقامة ملاذ آمن له في البلاد. وأضافت أن عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن تقوم بأعمال سطو ونهب للبنوك المحلية وتستولي على أموالها، كما حررت مئات السجناء، وتستولي على المزيد من المواقع في البلاد.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي معني بمكافحة الإرهاب قوله البارحة إن تنظيم القاعدة كان في اليمن في فترة مضت يعاني ضغوطا جراء الضربات الجوية الأميركية عن طريق الطائرات المسيرة، ولكن هذه الضغوط قد تضاءلت الآن بشكل كبير، وأن اليمن انزلق إلى الفوضى، وأن التنظيم يستغل الفرصة بشكل كبير.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي تايمز البريطانية إلى أن تنظيم القاعدة يستغل الاضطرابات التي يشهدها اليمن لتوسيع الأراضي الواقعة تحت سيطرته في البلاد.
وأوضحت أن عناصر من تنظيم القاعدة سيطرت على مطار كبير وميناء بحري ومنشأة نفطية في حضرموت، وذلك بعد أن عقد التنظيم اتفاقا مع شيوخ القبائل المحليين.
وأوضحت الصحيفة أن عناصر تنظيم القاعدة استولت قبل يومين على مطار الريان القريب من مدينة المكلا في حضرموت (جنوب شرق اليمن)، كما سيطرت على مطار يحتوي على منشأة لتصدير النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي القاعدة كانوا قد استولوا على مدينة المكلا نفسها قبل نحو أسبوعين، ونهبوا البنك المركزي وحرروا سجناء لهم من سجن المدينة.
رعب وبؤس
من جانبها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن أهالي اليمن يعيشون حالة من الرعب واليأس في ظل الاضطرابات والفوضى التي تعانيها بلادهم.
وأوضحت أن يمنيين يعربون عن مأساتهم مستغلين شبكات التواصل الاجتماعي، ونسبت إلى مواطنة يمنية في تغريدة تقول فيها إنها تعيش في بلد بلا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا أمن ولا عمل، مضيفة «إننا نموت كل يوم».
كما نشرت الصحيفة تغريدات للعديد من اليمنيين الذين يعبرون عن معاناتهم جراء حياة البؤس والفوضى التي تشهدها بلادهم.
