«50 ألف عسكري بريطاني شاركوا في معركة تحرير الكويت 47 منهم لقوا حتفهم»
العبدالجليل: شراكتنا تاريخية ومستمرة مع بريطانيا التي كانت في طليعة دول التحالف
أكد السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت، ان متحف شهداء القرين يعكس روح المقاومة والشجاعة والتضحية بالنفس في مواجهة القوة العسكرية، والتي سوف تلهم الكويتيين لأجيال عديدة قادمة، مشيرا إلى أن المقاومة الكويتية هي قصة الكويتيين الذين تصدوا للقوة الغازية، من أجل الدفاع عن عائلاتهم وبلادهم.
جاء ذلك خلال زيارة السفير البريطاني إلى متحف شهداء القرين، برفقة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل والأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف د. بدر الدويش والأمين المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية د. تهاني العدواني
واستقبل العبدالجليل السفير البريطاني والوفد المرافق له بالترحاب والتقدير لهذه الزيارة، وقدم سلمان بولند مراقب المتاحف بالمجلس شرحا لمحتويات المتحف وأقسامه والذي يُعد أحد مراكز المقاومة الكويتية إبان الغزو الصدامي للكويت حيث وقعت فيه معركة دامية في 24 فبراير 1991، قتل على أثرها عدد من أفراد المقاومة.
وقال السفير البريطاني في الكويت مايكل دافنبورت: تحتفل الكويت هذا الشهر بالذكرى الثلاثين لتحرير الكويت وعليه اعتقدت انه من المناسب الاحتفاء بهذه الذكرى بزيارة أحد رموز المقاومة الكويتية خلال تلك الفترة وهو متحف شهداء القرين حيث اتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ كامل العبد الجليل امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على استضافته الكريمة لي خلال هذه الزيارة. ان قصة متحف شهداء القرين هي قصة الشجاعة والتضحية بالنفس في مواجهة القوة العسكرية وهي قصة سوف تلهم الكويتيين لأجيال عديدة قادمة.
ان قصة المقاومة الكويتية هي قصة الكويتيين الذين تصدوا للقوة الغازية من اجل الدفاع عن عائلاتهم وبلادهم. ان متحف شهداء القرين يعكس روح المقاومة والتضحية حيث تشرفت بزيارة هذا المتحف من اجل تذكر احداث ذلك اليوم من فبراير 1991 وذلك قبل تحرير الكويت بفترة قصيرة.
لقد نشرت المملكة المتحدة اكثر من 50 الف عسكري من اجل معركة تحرير الكويت حيث كان هذا أضخم انتشار للمملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية . لقد دخلت القوات البريطانية مع القوات الحليفة الأخرى الكويت بتاريخ 24 فبراير من اجل تحريرها بعد 7 اشهر طويلة من الاحتلال وفي اليوم نفسه استشهدت مجموعة تضم 12 كويتي في القرين . ان من الجدير ذكره ان 47 عسكري بريطانيا لقوا حتفهم في معركة تحرير الكويت وانا فخور بإن تضحية هولاء العسكريين و12 كويتي في القرين بالإضافة الى غيرهم من الكويتيين والجنسيات الأخرى لم تذهب سدى حيث أدت تلك التضحية الى تحرير الكويت وشعبها.
ان المشاركة البريطانية في تحرير الكويت هي حلقة أخرى من حلقات التاريخ التي أرسلت فيها المملكة المتحدة قواتها للدفاع عن الكويت حيث تم ارسال تلك القوات كذلك للدفاع عن الكويت ضد تدخل عسكري عراقي محتمل سنة 1961 . ان التدخل البريطاني سنة 1961 و 1991 يعكس التزام المملكة المتحدة القوي بأمن واستقرار الكويت .
وبينما نتذكر تحرير الكويت ، فنحن نتذكر كذلك معاناة الشعب الكويتي وتدمير الكثير من ممتلكاته وموارده الطبيعية . لقد انتصر الكويتيون في الحرب بدعم الأصدقاء والحلفاء ولكنهم أيضا انتصروا في معركة إعادة الاعمار وذلك بفضل اصرارهم وروح المقاومة التي يتمتعون بها.
ان زيارة متحف شهداء القرين هي فرصة لتذكر الماضي والتفكير مليا في كيف ان الكويتيين والبريطانيين حاربوا كتفا بكتف من اجل تحرير الكويت ولكننا نبني كذلك على هذا الماضي المجيد وذلك بتعزيز العلاقات الدفاعية الحالية بين البلدين حيث يرتبط البلدان بعلاقات دفاعية ممتازة والتي تعكسها التمارين العسكرية المشركة وغيرها من اشكال التعاون الدفاعي.
وفي الختام ارغب في ان اشير الى كلمات صاحبة الجلالة الملكة حيث ذكرت :” ان علاقتنا مع الكويت هي علاقات عميقة والمملكة المتحدة فخورة بأنها لعبت دورها في التاريخ المعاصر للكويت ” وكما لعبنا دورنا في تاريخ الكويت المعاصر من خلال تحرير الكويت ، نحن مصممون على ان نلعب دورنا في مستقبل الكويت لسنوات عديدة قادمة.
ومن جهته، قال أمين عام المجلس الوطني كامل العبدالجليل: باسم الأمانة العامة وجميع العاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أسعدنا هذا الصباح استقبال سعادة سفير بريطانيا لدى دولة الكويت مايكل دافنبورت، ورغبته في زيارة متحف شهداء القرين، ونحن سعداء لأن دولة عظمى كبريطانيا يمثلها سفيرها في دولة الكويت لديه الاهتمام والحرص على زيارة رمز من رموز المقاومة الكويتية ” شهداء القرين”، خلال فترة الأعياد الوطنية وذكرى تحرير الكويت الظافر من براثن العدوان الصدامي البائد.
وتقدم العبدالجليل بالشكر للسفير مايكل دافنبورت وجميع أركان السفارة البريطانية في دولة الكويت على هذه المبادرة والزيارة، الأمر الذي يدل على الحرص والرغبة في إبداء الاستعداد البريطاني دائما للوقوف مع دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا، لكي تبقى الكويت بلد أمن وأمان وسلام، مشيرا إلى أن شعار الاحتفالات بالأعياد الوطنية “للسلام وطن” وهذا ما تجسده زيارة السفير البريطاني اليوم بأن الكويت وطن السلام، ونحن داعمون دوما للسلام.
وقال إن هذه الزيارة تحمل معاني كثيرة في نفوسنا بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أهمها أن هناك فعلا من يرغب بزيارة معالم الكويت الوطنية والتاريخية المهمة، وخاصة التي وثقت ملحمة القرين في صد العدوان العراقي من خلال مقاومة الشباب الكويتي في ذلك اليوم التاريخي الذي سبق التحرير بساعات محدودة، ونحن نقدر هذه الزيارة وهي دليل على شراكتنا التاريخية والمستمرة مع بريطانيا والتي كانت في طليعة دول التحالف ابان تحرير دولة الكويت.