لم يكن 19 يونيو/حزيران 1961 يوماً عادياً في حياة أهل الكويت، البلد الذي استكمل فيه سيادته الكاملة وحصل على استقلاله، وبات دولة عربية مستقلة بعد أن كانت خاضعة لنظام الحماية البريطاني.
الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أدرك أن اتفاقية 23 يناير/1899 التي وقّعها الشيخ مبارك الصباح ( الحاكم السابع للكويت) مع بريطانيا في ذلك الوقت لحماية الكويت من الأطماع الخارجية، لم تعد صالحة.
وفي 19 يونيو/ حزيران 1961، أعلن الشيخ عبدالله السالم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية، من خلال توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي، السير جورج ميدلتن، نيابة عن الحكومة البريطانية.
وعقب التوقيع، وجه الشيخ عبدالله السالم كلمة للشعب الكويتي، قال فيها: “شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى.. ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة”.
وشهد عام الاستقلال صدور مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي، وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال، وتم تحديد شكله وألوانه، وجاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلباً للانضمام لجامعة الدول العربية، وتم قبول عضويتها في 16 يوليو/تموز 1961.
السنوات التي أعقبت الاستقلال شهدت العديد من الإنجازات، فعلى الصعيد الدبلوماسي جاءت الخطوة الأولى بإنشاء وزارة الخارجية الكويتية، إذ صدر مرسوم أميري في 19 أغسطس/آب 1961 يقضي بإنشاء دائرة للخارجية تختص دون غيرها بالقيام بالشؤون الخارجية للدولة.
وبعدها بأيام، وتحديداً في 26 أغسطس/آب، صدر مرسوم أميري لإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقاً لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة، وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديمقراطية؛ حيث أنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي يتكون من 183 مادة خلال تسعة أشهر.
واتسم دستور الكويت بروح التطور منحت الشعب الحلول الديمقراطية للانطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار، ومكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية سليمة مستمدة من دستورها المتكامل الذي أقره مجلس تأسيسي منتخب.
في عام 1963، صدر مرسوم بدمج العيد الوطني مع عيد الجلوس، وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد، وتصادف 25 فبراير/شباط من كل عام.
ولذلك، تحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني، وهو ذكرى استقلالها عن الاستعمار البريطاني قبل 60 عاماً، رغم أن التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961، تكريما للأمير الراحل عبدالله السالم الصباح؛ ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها.
وعلى المستوى الدولي بدأ مجلس الأمن الدولي، عقب استقلال الكويت، النظر في طلب الكويت الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة، إلى أن نالت عضويتها في 14 مايو/أيار 1963.
وسارت الكويت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان، والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤونها، كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.