صدر كتاب يوم التأسيس، متضمناً مراحل تأسيس الدولة السعودية، منذ بداية عهد الإمام محمد بن سعود بتوليه الحكم في الدرعية في عام 1139هـ.
والكتاب من إعداد دارة الملك عبد العزيز، وهو يتكون من 59 صفحة، يتناول فكرة يوم التأسيس وشعاره، وجذور وأرض التأسيس، والدرعية، إلى جانب مجتمع وثقافة التأسيس، وكلمات الملوك وولي العهد حول التأسيس.
ويعتبر الكتاب ملحمة تاريخ عابق بالأمجاد والإنجازات الخالدة، تحكي فيه قصة التأسيس ورموزه ومجتمعه وجذوره، منذ ثلاثة قرون وحتى الآن.
لماذا يوم التأسيس؟
أشار الكتاب إلى أن يوم التأسيس يعد مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار، واستمرارها في البناء والتوحيد والتنمية، حيث توحد الناس وازدهروا وانتشرت العلوم والثقافة.
أرض عاصمة التأسيس
واستعرض الكتاب تفاصيل الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى في إقليم اليمامة الذي يحتل مساحة واسعة في وسط الجزيرة العربية، وتتوسطه سلسلة جبال طويق الشهيرة، التي سميت بهذا الاسم تصغيراً لكلمة “طوق”، حيـث تبـدو مرتفعاتهـا على شكل طوق وتنتشر على أطرافها المستوطنات البشرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ.
وأشار إلى أن اليمامة تشـمل عـدداً مـن الأقاليم من أشـهرها “العـارض” و”الوشـم” و”سـدير” و”الفرع” والأفلاج” و”وادي الدواسـر”، وعـشرات الأودية التـي تخـرق سـهولها وجبالهـا
إمارة الدرعية
وتطرق الكتيب لتأسيس عشـيرة “المـردة” مـن “الـدروع” مـن بنـي حنيفـة مدينـة شرقي الجزيـرة العربيــة عــلى ســاحل الخليــج العــربي، وأطلقــوا عليهــا اســم “الدرعيــة” نســبة إلى العشـيـرة، وذلــك بعــد أن انتقلــوا مــن وســط الجزيــرة العربيــة في القــرن الرابــع الهجــري لظــروف عــدم الاستقرار آنذاك.
وأورد الكتاب لمحات حول أبرز أمراء إمارة الدرعية في مقدمتهم مانع المريدي الذي أنشأ الدرعية في عام 850هـ وأسس إمارة فيها، وجاء من بعده ربيعة بن مانع الذي واصل التأسيس، ثم موسى بن ربيعة الذي زاد من نفوذ الدرعية، ومن ثم تعاقب الأمراء على الدرعية وصولاً إلى الأمير سعود بن محمد الذي زاد من قوة الإمارة، ومحمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى
المؤسس الإمام محمد بن سعود
أستعرض الكتاب جانباً من سيرة وحياة الإمام محمـد بـن سـعود بـن محمـد بـن مقـرن، الذي ولد في عـام 1090هــ، ونشـأ وترعـرع في “الدرعيـة” واسـتفاد مـن التجربـة التـي خاضهـا في شـبابه حيـن عمـل إلى جانـب والـده في ترتيـب أوضـاع الإمـارة، وهـو مـا أعطـاه معرفـة تامـة بـكل أوضاعهـا.
وشـارك الإمـام محمـد بـن سـعود في الدفـاع عـن “الدرعيـة” عندمـا غزاهـا سعدون بـن محمـد زعيـم بنـي خالـد بالأحسـاء، حيث اسـتطاعت الدرعية الصمـود ودحـر الجيـش المعتـدي.
عُــرف عن الإمام محمد بن سعود صفــات متعــددة، كالتديــن، وحــب الخــير، والشــجاعة، والقــدرة علــى التأثيـر، وقد كان بمثابة امتـداد لتاريـخ أسـلافه الذيـن بنـوا الدرعيـة وحكموها، وانتقـل بهـا مـن دولـة المدينـة إلى دولـة واسعــة.
وقد تولى الإمــام محمــد بــن ســعود الحكــم في أوضــاع اســتثنائية في منتصــف عــام 1139هــ الذي يوافق شهر فبرايـر 1727م؛ فقـد عانـت الدرعيـة قبيـل توليـه الحكـم من ضعف وانقسـام لأسـباب متعـددة، منهـا النـزاع الداخلـي، وانتشـار مـرض الطاعـون في جزيـرة العـرب وتسـببه في وفـاة أعـداد كبـيرة مـن النـاس. ومـع كل هـذه التحديـات اسـتطاع أن يتغلـب عليهـا وأن يتخطاهـا ويوحـد الدرعيـة، وأن يسـهم في تحقيق الاسـتقرار في منطقـة العـارض.
أبرز أحداث التأسيس وثقافة المجتمع
وذكر الكتاب تفاصيل مختلقة عن أبرز الأحداث التي ارتبطت بالتأسيس، وإنجازات الإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى تقديم لمحات عن مجتمع التأسيس، ومجتمع الدرعية، والعلاقة بين الأئمة والمجتمع، والحياة العلمية، وثقافة التأسيس، إلى جانب توثيق لبعض كلمات الملوك وولي العهد حول التأسيس.