• نوفمبر 22, 2024 - 6:23 مساءً

د. درية شرف الدين: المرأة هي الضحية الأولى لمآسي المنطقة

شاركت وزيرة الإعلام المصري السابقة د. درية شرف الدين في فعاليات احتفالية المرأة الكويتية الثالثة لعام 2015 تحت شعار «شركاء في المحافظة على الديموقراطية»، والذي ينظمها معهد المرأة للتنمية والتدريب برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في المكتبة الوطنية.

وقالت د. شرف الدين نحن نعيش في وقت بالغ الصعوبة والمرأة هي المستقبل الأول لكل المآسي في المنطقة ونعلم انها الضحية الأولى للتهجير وفكرة عدم الأمان وهي من تتحمل كل مآسى مشاهد الشهداء وانها بما تحمله من مشاعر جياشة تتحمل هذا الحزن في قلبها إلى أبد الأبدين، مؤكدة انها عامل أساسي في الكفاح جنبا إلى جنب مع الرجل، فهي أم الشهيد، وزوجته وابنته، وتبقى بهذا الحزن إلى نهاية العمر، وهي عامل كبير في الكفاح في المنطقة فالرجال وحدهم لا يكافحون.

واشارت إلى ان الإعلام سلاح ذو حدين بما يحمله من أخبار حول هذه المنطقة التي تشهد التكتلات التي تسمى بالاسلامية وهي أبعد ما يكون عن الاسلام، لافتة إلى ما ينتج عنها من تصرفات ضد المرأة والطفل، ما يجعل هناك صورة سيئة عنا في الخارج، كما ينقل لنا صورة مؤلمة في الداخل، فما تحدثه تلك الجماعات للمرأة باسم الإسلام من سبي، وزواج قهري، وخطف للأطفال، واغتصاب وخطف النساء، كل هذه الأشياء سيئة، والإعلام ينقلها إلى الآخرين، وهو وجه سيئ جدا خارج بلادنا، ووجه مؤلم لنا داخل هذه البلاد، وكان من الممكن عند عدم وجود الإعلام بهذا الشكل الذي ينقل الآن ليس فقط عن طريق الإذاعة أو التلفزيون والصحف، ولكن عن طريق كل الوسائل الإلكترونية الجديدة ألا تصل هذه المعلومة إلى الخارج ولا تصل إلينا، لكن المعلومة بحد ذاتها معلومة جيدة، لكن محتواها نحن الذي نصنعه بمحتواه.

وأوضحت ان المرأة دخلت الإعلام بشكل مكثف وأثبتت تفوقا إلى جانب شريكها الرجل لافتة إلى ان هناك خبيرات في الإعلام واساتذة جامعة ومنهن المصورات والكاتبات ولا فرق في عالم الإعلام بين الرجل والمرأة، فكما تفوق الرجال من قبل تفوقت المرأة كذلك، فنرى المصورات يحملن آلات تصوير في منتهى الثقل، وكاتبات وناقدات وأعتقد أنه لا فرق في مجال الإعلام بين المرأة والرجل.

وحول وجود انتقادات للاعلام الحكومي مقارنة بالإعلام الخاص، قالت نعم هناك انتقادات كثيرة للإعلام الحكومي الا ان هناك انتقادات اكثر للاعلام الخاص مستعرضة تاريخ الإعلام الحكومي كونه كان الإعلام الوحيد في الماضي وكان متسيدا للمشهد في ظل عدم وجود منافس له، فعلى سبيل التحديد التلفزيون والإذاعة الحكومية، ثم بدأت تدخل الإذاعات على استحياء، ومن ثم بدأت القنوات الخاصة.

وأشارت إلى ان الإعلام الحكومي ربما لا ينقل الاحداث بالسرعة المطلوبة وانه أحيانا يوجه الشعب و ينحاز إلى الحكومة الا ان الفترة الذي تسيد الإعلام الحكومي المشهد انتهت في ظل التطور التكنولوجي.

وأشارت إلى انه من واقع تجربتها في قيادة وزارة الإعلام المصرية انها بدأت بتطوير النشرات الاخبارية والتي حرصت خلالها علي ان تكون صادقة وحقيقية وذات مضمون قوي وتحليل اقوى عليها، اضافة إلى السرعة في نقل الخبر.

واوضحت ان القنوات الخاصة تعمل بلا حدود او قيود الا ان العمل الحكومي تحده اللوائح والنظم المعمول بها في كل وزارات الدولة والتي لا تناسب الإعلام، وانها في حاجة إلى تطوير، وربما أريد أن أشير بحكم عملي أنني دائما ما أنبه أنه من الضروري لأي دولة أن تحتفظ لنفسها بإعلام دولة قوي، فالآن هناك العديد من القنوات الفضائية، والعديد من الإذاعات والعديد من الصحف، الغير حكومية أو الغير قومية أو وطنية، لكن إلى جانب الإعلام الخاص لابد لكل دولة أن تحتفظ لنفسها بإعلام دولة قوي.

وتابعت: هذا الإعلام القوي أحيانا يكون خط الدفاع الأول عن المواطنين بلا غرض محدد، فمن الأخطاء الكبرى التي تركتبها الدولة أن تترك المجال إلى الإعلام الخاص وتنصرف، فأي دولة انطلاقا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها ينبغي أن تمتلك إعلاما للدولة قوي جدا سريع في نقل الأخبار، ومحايد لصالح الأمة ولصالح الشعب، بحيث لو المواطن في أي وقت أراد استيضاح خبر أو معلومة ما، عليه أن يلجأ إلى إعلامه الوطني أولا، فإن لم يجد عليه الآن يذهب إلى الآخرين.

وزادت: لا بد أن يكون الإعلام الحكومي مصدر المصداقية، ومن واقع تجربتي أول ما توليت حقيبة وزارة الإعلام كنت أعلم وأنا متواجدة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن مسؤوليتي أصبحت في كافة الأطراف، وكان السؤال الذي وجهته إلى نفسي كيف أعيد المصداقية للإعلام الحكومي، وفكرت هل أبدأ بهذه القنوات الكثيرة جدا، ومن ثم أيقنت أنني لا يمكن أن أنجح، وكان علي أن أركز في أربع قنوات كنت أعلم أنهم الأكثر مشاهدة.

وتابعت: سألت نفسي ما الذي ينتظره الناس في مصر الآن، ووجدت أن الناس تنتظر في المقام الأول نشرة الأخبار فبدأت بالنشرات الأخبارية في الإعلام الحكومي على أن تكون صادقة جدا، حقيقة وأخبارها سريعها، ومضمونها قوي، والتعليق عليها قوي، وفي مدة وجيزة جدا أصبح الناس يثقون في نشرات الأخبار، وكان أي حدث يحدث ينتظره الناس في نشرات أخبار التلفزيون المصري، وأنا أسجل هذا كنجاح.

وقالت: المهم تحديد الهدف، والإعلام الحكومي تسمية صعبة إلى حد ما، وأنا أسميه الإعلام الوطني، وليس القومي كذلك لأن الإعلام القومي كلمة كبيرة جدا، لكن خير الأمور الوسط، والقنوات الخاصة تعمل بلا قيود أو الحدود التي يعمل بها الإعلام الوطني، وهناك قواعد للعمل تحكم العمل الحكومي ربما يتساوى فيها الإعلامي بمن يعمل في وزارات الدولة الأخرى، وهذا الأمر لا يجوز، فاللوائح لا بد أن تتغير، ويجب أن تتضمن آلية محاسبة إعلامي عندما يخطئ أو عندما يخرج على الناس بخبر يثير به الرأي العام، فهل يعقل أن أجازيه بخصم ثلاثة أيام مثله مثل موظف في وزارة الزراعة على سبيل المثال فهذا الأمر لا يحدث.

وردا علي سؤال بأن الإعلام اصبح مهنة من لا مهنة له وافتقد المتخصصين، قالت شرف الدين لم يعد هناك التزام بشروط عضوية النقابات المهنية المتخصصة، لافتة إلى ان هذا يفقدنا بناء اجيال من المذيعين الجدد الا انه في الوقت نفسه ربما يعطي ميزة التنوع والاثراء.

واشارت إلى ان الإعلام في مصر يحتاج للكثير من التنظم والالتزام بقواعد المهنة والشرف الإعلامي لصالح المواطن، لافتة إلى ان القسم الإعلامي لن يفيد وانما العقوبات هي الرادع لتنظيم العمل الإعلامي في ظل خطورة توجيه الرأى العام، لافتة إلى ان مسؤولية الإعلام اصبحت اكثر خطورة عن السابق في ظل حروب الاشاعات.

وحول ضرورة ان يكون هناك ميثاق للشرف الإعلامي، قالت انها اعدت مشروعا بهذا الشأن يتضمن مبادئ وواجبات وحقوق العمل الإعلامي الا انه قوبل برفض شديد من الإعلام الخاص.

وأوضحت ان المواطن اصبح اكثر وعيا عن السابق كونه يتابع علي مدار الساعة وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي واصبح اكثر ادراكا ومعرفة بالعالم واكثر معرفة بقيمة وطنه الا ان الرأي العام أصبح يضغط علي الحكومة وصاحب القرار ايضا وهذا يشكل عبئا علي صاحب القرار، كما انه يضغط علي الاحزاب والمؤسسات الدينية.

وقالت د. شرف الدين نحن نعيش فترة مضطربة والمنطقة العربية على فوهة بركان ومن الضروري ان يكون للتربوي دور ليكون عامل ضغط علي الحكومات لابتكار انواع من التشريعات هدفها حماية الوطن والمواطن.

وحول تقلدها وزارة الإعلام فترة ما بعد حكم الإخوان، قالت تقلدت الوزارة بعد سنة سوداء عانينا فيها من ويلات حكم الإخوان، وكان لي الكثير من القرارات التي كان لا بد أن تصدر للحفاظ على هذا الوطن الذي أرادوا تمزيقه أشلاء ودويلات.

وأضافت: كانت فترة تقلدي الوزارة فيها الكثير من الأحداث والاثارة سوف أعلنها في المستقبل، مشيرة إلى أنها تعرضت لتهديدات، لكنها واجهت ذلك واستطاعت أن تنجح في اصدار قرارات مصيرية.

وشددت لم يستطيعوا ارهابنا فنحن شعب قادر على تخطي الأزمات ولن يستطيعوا مهما فعلوا تفريق الشعب المصري فالمسلم أد.

خو القبطي يجتمعان على حب الوطن.

د. درية شرف الدين في سطور

د. درية شرف الدين إعلامية وناقدة سينمائية وكاتبة مصرية، ولدت في مدينة دمياط شمال القاهرة. درست في أكاديمية الفنون.

في القاهرة شغلت الدكتورة درية شرف الدين عدة مناصب منها رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ومنصب وكيل أول وزارة الإعلام رئيس قطاع للقنوات الفضائية، وهي عضوة الدائرة الأولى في المحكمة الإدارية العليا في مصر، كما أن اسمها مذكور في موسوعة «المرأة عبر العصور»، والتي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

من مؤلفاتها «السياسة وسينما الخمسينيات» و«السياسة والسينما في مصر».

قدمت عددا من البرامج المتميزة: لعل أشهرها برنامج نادي السينما الذي يبث أسبوعيا على القناة الأولى في التلفزيون المصري وتقدم فيه فيلما أجنبيا «أميركيا أو أوروبيا» متميزا وحائزا جوائز وتستضيف فيه نقادا لبحث الفيلم بعد عرضه وقد أوقف برنامج نادي السينما في مارس 2009 بقرار غير مسبب كجزء من خطة التطوير التي تتم في التليفزيون الأرضي الحكومي، ولقد التقت الدكتورة درية بالمذيعة منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء يوم 15 مارس 2009 وناقشتها في موضوع إيقاف البرنامج، وتلقت عرضا من رئيس قناة دريم على الهواء في اتصال تليفوني باعادة البرنامج في قناة دريم. وكذلك تقدم برنامج «سؤال» على شاشة الفضائية المصرية وتناقش فيه بعض القضايا الاجتماعية والسياسية المطروحة على الساحة. تنتسب درية شرف الدين إلى عائلة شرف الدين العريقة التي يمتد نسلها للإمام الحسين ـ رضي الله عنه ـ وأيضا من تلك العائلة فضيلة القارئ الشيخ محمد المهدي شرف الدين، والمخرج السوري فؤاد شرف الدين، ويحيى شرف الدين الاِمام المتوكل على اللّه يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الاِمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضي، قبلت منصب وزيرة الإعلام في حكومة الببلاوي في 14 يوليو 2013. واستمرت في منصبها وزيرة للإعلام في حكومة المهندس إبراهيم محلب الاولى.

 

Read Previous

الغانم: يا أبا عبدالمحسن عزائي الوحيد أنك رحلت مظلومًا ولست ظالمًا

Read Next

قانونيون لـ الخليج : عدم إصدار بطاقات مدنية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x