• نوفمبر 23, 2024 - 11:01 مساءً

انعقاد قمة جدة للأمن والتنمية في السعودية بمشاركة عربية وأمريكية

انطلقت أعمال قمة (جدة للأمن والتنمية) اليوم السبت برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق.

وأكد الأمير محمد بن سلمان في كلمته بافتتاح القمة أن المنطقة والعالم تواجه تحديات مصيرية تستدعى مواجهتها بتكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها.

وأعرب الأمير محمد عن الأمل في أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية مشيرا الى “أن تعميق التعاون بين دولنا يأتي لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.

وبين أن التحديات الكبرى التي يتعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) والأوضاع الجيوسياسية تستدعي المزيد من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.

وقال “إن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليا وعلى رأسها التغير المناخي وعزم المجتمع الدولي على إبقاء درجات حرارة الأرض وفقا للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن ومتدرج ومسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة والذي يأخذ في الاعتبار الظروف والأولويات لكل دولة”.

وأكد “ان تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر طاقة رئيسية دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة لتضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد الجرائم والتطرف والإرهاب”.

واشار الى أن النمو الاقتصادي العالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثها من خلال التقنيات النظيفة مما يعزز امكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050 أو ما قبلها مع المحافظة على إمدادات الطاقة لافتا الى ان المملكة تبنت نهجا متوازنا للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافر مع خطتها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطور التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لدعم تلك الجهود محليا وإقليميا.

واكد الأمير محمد أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية والتقنيات النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميا مع أهمية طمأنة المستثمرين من السياسات التي يتم تبنيها وأنها لا تشكل تهديدا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة التي من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد العالمي.

وأضاف “ستقوم المملكة بدورها في هذا المجال حيث أنها أعلنت عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج” مبينا ان مستقبل الطاقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية واضحة وأولويات لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة وتوثق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.

ودعا الأمير محمد إيران باعتبارها دولة جارة يربطنا مع شعبها روابط دينية وثقافية إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزء من هذه الرؤية من خلال الالتزام بالشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.

وفي الشأن اليمني قال “إن رؤية المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة قد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني – يمني وفقا للمرجعيات الثلاث كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية وسوف تستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني”.

وأكد أن ازدهار المنطقة ورخائها يتطلب الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وحول العراق أعرب الأمير محمد عن السعادة بما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره بما ينعكس على شعبه بالرخاء والازدهار والتفاعل الإيجابي مع محيطها العربي والإقليمي مشيدا توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين السعودية والعراق وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء.

ونوه الأمير محمد كذلك عن مشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة العربية السعودية ومصر والأردن.

وأشار إلى أن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب ايجاد الحلول السياسية الواقعية للأزمات الأخرى لاسيما في سوريا وليبيا بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما.

وأعرب عن التفاؤل بأن تؤدي هذه القمة إلى وضع الإطار الشامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة لمستقبل مشرق تمكنهم فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها متمنيا من العالم احترامها كما يتم احترام القيم الأخرى بما يعزز شراكتنا ويخدم المنطقة والعالم.

من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. وفي قملة جدة، توجه بايدن بالشكر للسعودية “لدعوتنا لهذه المنطقة المهمة”.

وأضاف في لقاء قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر في ختام زيارة إلى الشرق الأوسط : “لدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب”.

كما قال بايدن أمام القمة إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي مطلقا.

وتعهد بايدن بتعزيز الدفاعات الجوية والإنذار المبكر لمواجهة التهديدات الجوية في المنطقة.

ورحب بايدن بدور الدول الإقليمية في دعم هدنة اليمن وقال إن الهدنة وصلت إلى أسبوعها الخامس عشر وسنعمل على حل الأزمة هناك.

وقال كذلك إنه سيكون هناك اتفاقات تجارة حرة واستثمارات سعودية في الأردن وغيرها، لافتا إلى أن “أهدافنا مركزة ويمكن تحقيقها وسنعمل في سياق شرق أوسط موحد”.

وشدد بايدن كذلك أن الولايات المتحدة لن تسمح للقوى الخارجية بالتضييق على المضائق المائية في المنطقة.

وتابع: “الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا في الشرق الأوسط.. سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ونؤسس لعلاقات اقتصادية مستدامة.. المصالح الأميركية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط”.

وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن لقادة الخليج ودول عربية أخرى في جدة السبت أن واشنطن “لن تتخلى” عن الشرق الأوسط حيث تلعب منذ عقود دورا سياسيا وعسكريا محوريا، ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى. وقال بايدن “لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران”.

بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمام قمة جدة للأمن والتنمية، السبت، أنه “لا استقرار في المنطقة دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية”.

وأشار إلى أهمية “الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

وشدد على “أهمية التعاون والشراكات مع الخليج والعراق في مواجهة الأزمات”.

ودعا العاهل الأردني إلى “البناء على العلاقات الراسخة في المنطقة من أجل خدمة مصالح الشعب”.

وأشار إلى وجود “أكثر من مليون لاجئ سوري على الأراضي الأردنية”.

ونوه العاهل الأردني بجهود مكافحة المخدرات وتهريب الأسلحة على حدود المملكة.

من جانبه، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، عزم بلاده على تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة. جاء ذلك خلال كلمته بقمة جدة للأمن والتنمية بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن.

الرئيس المصري قال إن الأزمات العالمية ازدادت وتهدد بمخاطر انتشار الإرهاب، ويجب أن تكون لدولنا إسهامات حقيقية في مواجهة الأزمات.

وأضاف أنه يجب وضع حد للصراعات والحروب الأهلية في المنطقة، مشيراً إلى أن “مصر منفتحة على انتهاج سياسات السلام لحل كل الصراعات”، مقترحاً خطة من 5 نقاط لمواجهة أزمات المنطقة.

وتطرق السيسي إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه يجب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشيراً إلى أن إحياء عملية السلام لا يكفي بل يجب التوصل لحل نهائي لا رجعة فيه.

وقال السيسي إنه يجب الاستمرار في مواجهة قوى الإرهاب التي تحظى بدعم من قوى خارجية، لا مكان للميليشيات ولا لداعميها الذين يوفرون لها المال والسلاح.

كما شدد على أن الأمن العربي كل لا يتجزأ للتصدي لأية مخاطر، مضيفاً “ندعم أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل”.

ونوه السيسي بأنه يجب إعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي، مشيراً إلى أن المنطقة العربية وإفريقيا الأكثر تضررا من تغير المناخ.

 

وقال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، إنه يجب وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

جاء ذلك خلال كلمته بافتتاح قمة جدة للأمن والتنمية، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث أكد الكاظمي أن القمة تنعقد وسط تحديات دولية وإقليمية حساسة.

وأشار الكاظمي إلى أن العراق يدعم مسار المفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط.

كما أشار إلى أن الديمقراطية الناشئة في العراق تواجه مصاعب بسبب نقص الخبرات. وشدد على أن العراق يدعم وقف جميع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، كما يدعم الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة في سوريا ولبنان، ويدعم الهدنة في اليمن والوصول لحل سياسي.

كما تطرق إلى آلية التعاون مع مصر والأردن، التي أنتجت رؤية للشراكة والتكامل الاقتصادي، بحسب تعبيره، واقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل.

وأعلن ملك البحرين، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، أن “التدخل في شؤون دول المنطقة هو التحدي الأخطر”.

ودعا أمام قمة جدة السبت الى ضرورة “تكريس العلاقة الاستراتيجية بين الدول العربية وأميركا”، مشيرا الى أن “الشرق الأوسط يعاني من ظروف سياسية وأمنية صعبة”.

وقال في كلمته: “يجب جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.. ويجب تفعيل قوات الدفاع البحرية المشتركة لحماية الممرات الملاحية

كما دعا الى حل القضية الفلسطينية حلا دائما وعادلا وفقا للمبادرة العربية.

ومن جانبه، أكد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن “ميثاق الأمم المتحدة يوفر فرصا لحل النزاعات ويجنب العالم الحروب”.

وأضاف “لا أمن ولا استقرار دون إنهاء النزاعات وتحقيق التنمية، ولن ندخر جهدا لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة”.

وأوضح أن “المخاطر في منطقة الشرق الأوسط تتطلب إيجاد حل للقضية الفلسطينية”.

 

Read Previous

ممثل سمو الأمير سمو ولي العهد يحضر مأدبة غداء أقامها ولي العهد السعودي على شرف قادة ورؤساء الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية»

Read Next

ممثل سمو الأمير سمو ولي العهد يغادر السعودية بعد مشاركته في «قمة جدة للأمن والتنمية»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x