نتفق، كما يتفق كل متابع لتطورات الأحداث الأخيرة التي حصلت في المملكة العربية السعودية، من تفجيرات في مسجد القديح ومسجد العنود في الدمام، نتفق على ان هناك مخططا كبيرا هدفه تمزيق اللحمة الوطنية للشعوب، وتدمير علاقتها بأنظمتها، إنها باختصار مؤامرة كبرى أرادت من خلالها يد الجهل والإرهاب إشعال نيران فتنة طائفية تعمل على اشاعة الأحقاد والضغينة بين ابناء المجتمع الواحد، الأمر الذي يخلق بدوره جوا طائفيا مشحونا ومحملا بكل الميكروبات والجراثيم التي من شأنها زعزعة استقرار البلاد والعباد، فذلك هو الهدف الذي تريد يد الإرهاب تحقيقه، وإذا ما أردنا ان نعطي الأمر تحليلا أكثر، فإن الجهات الإرهابية التي قامت بالأحداث الأخيرة في المملكة قطعا لا تريد ان يتوقف مخططها التخريبي عند هذا الحد، ولكنها ستذهب به إلى كل دول «التعاون»، فتعمل على نزع الأمن والاستقرار فيها، من خلال المغرر بهم ممن نزعت عقولهم من أدمغتهم، لتتم إعادة برمجتها وفق مبادئ الجهل والدمار!
أي حال من عدم الاتزان الفكري وصل اليها البعض؟ أي مرحلة متقدمة من عملية غسل الدماغ وصل اليها بعض الشباب؟ لقد وضعوا عقولهم على كفوفهم، وراحوا يقدمونها هدية لمدعي الدين يملؤونها بما يشاءون ويرضون من «عفن» نهجهم وضحالة فكرهم وتخلف آرائهم ومبادئهم التي لا ترتقي حتى إلى تلك التي كانت سائدة في القرون الوسطى!
وبكل صراحة ان البعض من رجال الدين، أيا كانت جنسياتهم وأيا كانت أراضيهم، يلعب دورا مؤججا للصراعات والنزاعات، فعلى صفحات «تويتر» تجد ما لا يعد ولا يحصى من تغريدات التكفير والسب واللعن، كما ان بعض القنوات الفضائية أُسست وأُنشئت من اجل خدمة تلك الأهداف والغايات الشيطانية التي تريد الفرقة والخصومة والاقتتال!
إننا نقولها والألم يعتصرنا: ان عصرنا هذا يشهد أكبر عملية اتجار بالدين، كما يشهد تشويها وتزييفا للإسلام لا مثيل لهما، ونسب ما هو ليس فيه إليه.
كلمة أخيرة
أمرُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإعادة بناء مسجد القديح شكل رسالة مدوية وصفعة قوية على «خد» الإرهاب الذي أرادها فتنة تأكل معها الأخضر واليابس.