نعم، نقولها بملء الفم، إننا نفخر بالانتماء إلى كويتنا الغالية، كما نفخر بأننا تحت ظل قيادة حكيمة تدير شؤون الكويت والعباد بكل اقتدار، قيادة حفظت لهذا الوطن هيبته وأمنه واستقراره عندما أرادت يد الغوغاء إشعال نيران الفتنة، وتحويل الكويت إلى صورة طبق الأصل عما حدث في بعض دول المنطقة.
إن السياسة الحازمة التي اتخذتها الدولة حينها في التعامل مع تلك الفئة الفوضوية تستحق بدورها الإشادة والثناء، فلولا القرارات الحازمة لما خرجنا من دوامة الفوضى والتخريب، فما حدث في ذلك الوقت لم يكن مجرد مسيرات أو ندوات تعبر عن رأي، أو تحمل فكرا تريد إيصاله، بل كان عملا تخريبيا منظما أُريد به إسالة الدماء في الشارع الكويتي، وبعدها لك أن تتخيل الوضع العام الذي ستكون عليه الكويت.
ففي كل خطاباتهم وتصريحاتهم تجد التشكيك في ولاءات وذمم من يخالف توجهاتهم ومواقفهم السياسية، كما تجد ايضا تشويها واضحا لكل شيء على هذه الأرض، فلم يسلم من تدني لغة خطابهم أي أحد، صغيرا كان أو كبيرا، ومع كل هذه الانتقادات وأساليب التجريح والتشويه التي كانت عنوانا رئيسيا لخطاباتهم لم نجد جملة واحدة في كلامهم تحمل فكرا أو نظرة تصحيحية يدعمون بها آراءهم ومواقفهم، فكل ما قاموا به لم يتجاوز دغدغة مشاعر الشباب بكلام الملايين والمليارات والتشويه والتجريح الذي كان مادة دسمة فيها من التشويق ما يدعم خطاباتهم، وبالفعل فقد نجحوا في التغرير ببعض الشباب، وجعلوهم يرددون كلامهم المتهرئ وخطاباتهم العبثية، كأنهم يقومون بعمل وطني كبير.
إنهم الآن أمام قضاء عادل ونزيه، يؤكد أننا نعيش في دولة قانون ومؤسسات، ويؤكد أيضا أننا نعيش في دولة لها هيبتها التي لا يقترب أو ينال منها كائن من كان.