بالقدر الكبير الذي عاشه الشعب الكويتي، من التفاؤل، وربما افرط به، لكن على أساس شعور الجميع، بأن مرحلة التغيير قد بدأت، وأصبح ذلك شعورا عاما، ونتيحة يتمناها الجميع، فقد كانت الأمور في اتجاه الإصلاح منذ بداية نتائج الانتخابات، وتشكيل الحكومة.
وعزّز هذا التفاؤل خطاب سمو ولي العهد، نيابة عن سمو الأمير، حفظهما الله، والذي رسم خارطة طريق جديدة لمرحلة التغيير والمسار المطلوب في القرار والتنمية.
بهذا القدر من التفاؤل بدأ المسار يتلاشى، حتى أصبح ذلك حقيقة منذ اندلاع شرارة التأزيم والمواجهة وصولا إلى استقالة الحكومة.
لقد أصبح الناس في حيرة من امرهم على مستقبل الكويت، وتبعات هذا التشنّج على البلاد والعباد، كما تلاشت مرحلة التفاؤل وتحولت جدارا بين الطرفين اي المجلس والحكومة، وبدأت الاسئلة تطرح عن أي مسار سيكون فيه وضع البلد؟
إن محيطنا الخليجي يتقدّم، ونحن نتراجع، ونترك الوطن على هذه الحال من السوء!
إنه أمر محيّر ومحزن وكئيب، وعليه أصبح لزاما علينا معرفة أن التراجع للخلف كلفته عالية، سياسيا وشعبيا، فنحن نحتاج، مرة أخرى، إلى قرار حاسم من اجل إيقاف هذه الفوضى السياسية، التي أرهقت الدولة، وضاع الناس فيها بين مؤيد ومعارض.
فهل سيتغيّر الوضع، أو نبقى نتحلطم على الماضي وننسى المستقبل؟
هذه هي الحقيقة التي يجب مواجهتها والتعامل معها من أجل مصلحة الكويت اليوم وقبل… وغدا.
حفظ الله الكويت وشعبها بقيادة سمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
لواء م. فيصل مساعد الجزاف
السياسة 29 يناير 2023