لا يختلف اثنان على أن «الاقاويل والإشاعات» في الكويت اليوم أكثر بكثير من الفعل والعمل… ما هذا الكم الهائل من الكلام الذي يحمل من الاشاعات والوشاية ما لا تطيق الجبال حمله؟ كلام يطال اي شخص في اي زمان ومكان، وليس هناك احد مستثنى من تلك الثرثرة! يكفي أن تكون موظفا ناجحا، أو شخصية تتمتع بحضور اجتماعي، يكفي ذلك لوضع علامة استفهام كبيرة عليك؛ فتولد من خلالها الحكايا والروايات والمسلسلات المكسيكية الطويلة!
أين الخلل؟ هل اصبحنا في زمن ماتت فيه الثقة بنفوس أهل الديرة؟ هل يعقل ان يصل الامر بالبعض إلى التشكيك حتى في ذرات الهواء! هل اصبح الشغل الشاغل لدى البعض هو خلق جو الخصومة مع كل من يخالفهم الفكر والرأي والتوجه؟
مع الأسف الشديد إن لغة الاشاعات والتشكيك هي اللغة التي سادت على الساحة في الآونة الاخيرة، فمعظم الاشاعات والاكاذيب والاتهامات منبعها وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا «تويتر»، الذي اخذ اهتماما كبيرا في الكويت من قبل مختلف الفئات العمرية، فاستُغل أسوأ استغلال، لقد اصبح أداة في يد البعض لا عمل لديها غير الابتزاز والتجريح وتصفية الحسابات الشخصية، وكل ذلك يتم من خلال مغردين أغلبهم يتخفى خلف اسماء مستعارة… أضف إلى ذلك البعض الذي يتكسب من خلال «تويتر»، فهذا البعض يجسد دور المتربص لكل كلمة تقال على صفحات «تويتر»، أو بمعنى آخر يحاول من خلال المناقشات مع بعض المغردين استفزازهم، ومن ثم يسبقهم إلى المحاكم للشكوى عليهم والخروج بأي تعويض!
مع الأسف الشديد إن الخصومة السياسية اليوم بلغت مبلغا لم تشهده البلاد من قبل، وهذا مؤشر خطير وجب الالتفات إليه قبل أن يأتي بما لا تحمد عقباه!