الخليج 
«الله لا يغير علينا»… لم نجد أفضل وأعمق من هذا التعبير لوصف حالة الأخوة والتماسك والترابط التي أبرزتها الأيام الفائتة بين مختلف شرائح المجتمع الكويتي الذي بعث برسالة إلى العالم أجمع، أكد فيها أنه يد واحدة في مواجهة الفكر المتطرف الهادم لرقي ونماء وازدهار الدول، لقد أخطأت يد الإرهاب كثيرا عندما طرقت باب الكويت، في محاولة منها لإدخالها في دوامة فتنة طائفية بغيضة، ولكن هيهات، فالشعب الكويتي يملك قدرا كبيرا من الوعي والدراية بكل الأهداف والمخططات الشيطانية التي تعمل وفقها تلك الجماعات الإرهابية، فأبناء الكويت على مختلف فئاتهم وأطيافهم اجتمعوا على المحبة والإخاء والتسامح فيما بينهم منذ القدم، وقد ضربوا أروع أمثلة التكاتف والتلاحم الوطني عندما واجهوا نظام صدام حسين البائد.
ما أجمل ذلك المشهد وتلك الصورة التي جسدها أبناء الكويت، وفي مقدمهم صاحب السمو امير البلاد – حفظه الله ورعاه – في مسجد الدولة الكبير، عندما اصطفوا بعضهم بجانب بعض، وقاموا بأداء صلاة الجمعة الموحدة، ليعلنوا بذلك أننا في هذه الأرض الطيبة جسد واحد لا تهزه رياح الفتن الطائفية!
إن حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق «ع» أبرزت الصورة الحقيقية لأبناء الكويت الذين التفوا حول قيادتهم يواجهون معها ذلك الوحش المتربص بالبلاد، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، ومحاربة التطرف مسؤولية مشتركة بين الأسرة والدولة، وقد آن الأوان لوضع النقاط على الحروف وإسكات كل تلك الأصوات النشاز المؤججة لنيران الفتن والفرقة بين افراد المجتمع الواحد.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدام عليها نعمة التسامح والأخوة والمحبة، فهي سلاحنا الفتاك الذي يرتعد منه الإرهاب ويقف أمامه مكبل الأيدي.
