أوفى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بوعده الذي قطعه على نفسه عندما قال «هناك خلايا إرهابية لن ننتظر أن تجرب حظها معنا بل سوف نذهب إليها»، بإعلان وزارة الداخلية عن اسماء خليه جديدة لداعش في الكويت حاربت في صفوف التنظيم في العراق وسورية.
فعاليات سياسية لـ «الخليج» ثمنت الدور الكبير التي تقوم به وزارة الداخلية الكويتية ورجالها في خدمة الكويت وأمنها، داعين إلى تكاتف كل مؤسسات الدولة في محاربة هذه الأفكار الهدامة التي تسفك دماء الأبرياء.
بداية قال مستشار جمعية الصحافيين الكويتية الدكتور عايد المناع: من المفترض أن تتصدى كل مؤسسات الدولة للفكر الإرهابي وتكثف كل الجهود لمحاربة هذا الفكر، ومحاربة من يروج له، حتى لو كان هذا الترويج بصورة غير مباشرة، لافتا إلى أن هناك وسائل تروج هذا الفكر وراءها شبيحة من الصعب التحكم فيهم.
ودعا المناع إلى العمل على إيجاد آلية تكشف الأطراف التي تدعو إلى الفكر الإرهابي أو تحرض عليه، أو حتى تشيد به، لافتا إلى أن هذه القوى خطيرة، لأن الدعوة إلى هذا الفكر بطرق غير مباشرة أخطر من الدعوة إليه مباشرة لأن من وراءها يعمل في الخفاء.
وأشار إلى أن الخطباء أصبحوا ملتزمين بخط الدولة العام، ولا يوجد تطرف في خطبهم، وهذه إيجابية فالجامع، والخطاب الديني فيه أمر مهم جدا، وخطير، ومن الجيد أن تعقلن الحكومة هذا الخطاب، لافتا إلى أن الثمانينيات من القرن الماضي شهدت من الخطباء من كان يهاجم سورية ويذهب إلى أمور طائفية، وهذه الأمور يجب الانتباه إليها.
ولفت إلى أهمية المدرسة وبث روح التسامح بين الطلبة، والبعد عن الطرف، مشيرا إلى خطورة الدور الذي يقوم به المدرس، وما يقدمه إلى الطلبة من وجبات قد تكون بعيدة عن المنهج، إلا أنها مغموسة بالإرهاب، أو الدعوة إليه.
ولفت إلى أن المنهج المدرسي يأخذ بعين ااعتبار كل الاتجاهات، إلا أن هناك بعض المدرسين من يحرضون على تلك الأفكار الهدامة القاتلة التي تجند الفكر الإرهابي في نفوس الشباب، وتجد هؤلاء الشباب على أتم الاستعداد للذهاب إلى داعش أو النصرة، أو الجماعات الجهادية من أجل الجهاد، وهؤلاء المدرسون خطر حقيقي على أبنائنا الطلبة في المدارس.
وأوضح أن وزارة الأوقاف ضبطت الخطاب الديني وأصبح يتماشى حاليا مع التوجه العام للدولة، لافتا إلى أنه من الصعب جدا السيطرة على المدرس، إلا أنه يفترض على إدارة المدرسة أن تقوم بمتابعة مدرسيها من خلال لقاءات اسبوعية، إضافة إلى تعميم بعض التوجهات من أجل الصالح العام وتدعو إلى الإلتزام بها.
وقال: الإرهاب وباء وخطر محدق بنا خاصة ونحن نعيش في تلك المنطقة التي تحاط بدول غير مستقرة، مشيرا إلى أن كبار الفقهاء رفضوا الفكر الإرهابي الذي يدعو إلى القتل وسفك دماء الناس بالباطل، واجتمع فقهاء الأمة على ذلك، فنجد على سبيل المثال مفتي السعودية ضد داعش ومن يدعو إليها.
وأضاف: إذا عرف أن شخصا ما يدعو إلى هذا الفكر أو يشير إليه ينبغي التنبيه عليه، وتوعيته، مشيرا إلى أن الشباب يستدرج من خلال الدعوات إلى نصرة المسلمين ونصرة الأعراض في سورية والعراق وغيرهما، وعندما يذهبون إلى هذه المناطق يكونون غير مدربين لذلك يتم تعليمهم كيفية التفجير من يعتقدون أنهم أعداؤهم أو أعداء الدين، مثمنا الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية في محاربة الفكر الداعشي ومن ينتمون إليه للحفاظ على أمن وأمان الوطن.
بدورها قالت الإعلامية نظيرة العوضي: الإعلام له دور كبير ومهم في مكافحة الإرهاب، ويجب أن تتكاتف مؤسسات الدولة في دعم الشباب خاصة الأندية الرياضية، فعلى هذه الأندية دور كبير في استيعاب الشباب، واستيعاب مواهبهم.
وشددت على أهمية الابتعاد عن رفاق السوء، مؤكدة على أهمية الإبلاغ عن كل من يتحدث بحديث الإرهاب أو يدعو إليه، وألا نسكت على هذا الشيء، بل يجب علينا جميعا أن نحافظ على البيئة التي نعيش فيها، فالكويت كانت ولاتزال بلد الأمن والأمان، وعلينا أن نحافظ عليها بلدا للأمن والأمان.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من الدول التي تعاني من الإرهاب، وهذا الأمر يؤلمنا، ويؤلمنا ما نشاهده بها من مشاهد للقتل وسفك الدماء، وقتل الأبرياء من دون ذنب، لذلك على جميع مؤسسات الدولة أن تتكاتف للوقوف ضد الإرهاب ومن يدعون إليه.
ولفتت إلى أن وزارة الإعلام تولي هذه القضية اهتماما كبيرا، وعلينا أن نتعاون معها مواطنون ومقيمون ومع الجهات المعنية كوزارة الداخلية للمحافظة على ديرتنا، مثمنة الدور الكبير الذي يقوم به رجال الداخلية للمحافظة على أمن الكويت وأمانها.
من جانبه قال النائب السابق واستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالمحسن جمال: العالم توحد اليوم ضد هذا الفكر التكفيري الذي أباح قتل الناس دون تفرقة بين أحد، ولا بد من أن نحارب هذه الأفكار الشيطانية بفكر مستنير يضيء العقول والقلوب من أجل أن يعرف العالم أن هذا الفكر الشيطاني لا علاقة له بالدين الأسلامي.
وأضاف: الحرب ضد داعش وما يماثلها من جماعات لا بد ألا تكون بالسلاح فقط، لا بد من حرب فكرية ضد تلك التوجهات، مشيرا إلى أن العالم كله يرفض هذا الفكر الخبيث الضال الذي لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة.
وأشار إلى أن فكر داعش يقوم على قتل الأقليات دون محاكمة ونهب ممتلكات الناس وأملاكهم، وهتك أعراضهم ، وهذه الأمور نهت عنها كل الديانات السماوية جميعها، لذلك على العالم أن يبقى متوحدا في مواجهة هذه الأفكار التي لا تأتي إلا بالخراب على العالم.
وشدد على أهمية دور رجال الدين في المملكة العربية السعودية وفي شتى دول العالم الإسلامي لمحاربة هذا الفكر الشاذ، فالكل لا بد أن يتكاتف من أجل هذه الحرب الفكرية ضد هؤلاء الدواعش وغيرهم. وأشار إلى أن ما يحدث في العالم العربي اليوم أمور بلا شك وراءها أصابع أجنبية وإسرائيلية، وهناك أطراف دينية تتبنى تكفير الآخر، وبالتالي لا بد من ردع هؤلاء، سواء عن طريق القانون أو عن طريق إيجاد علماء معتدلين يبثون المحبة والسماحة بين أبناء الدين الإسلامي، وبين أبناء الشعب كله، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
وأضاف: الأهم من ذلك أن يتم تطبيق القانون، ولا يكون القانون مجرد حبر على ورق، فالقانون يبدأ بمنع « شيوخ الفتنة»، الذين يبثون الكراهية والفتن، ويسعون إلى القتل والذبح والتفجير، كما تقوم به اليوم داعش.
وتابع: لا بد أن يكون لدينا اليوم خطاب ديني متسامح، ولا بد أيضا أن يطبق القانون على كل من تسول له نفسه أن يخرب الوحدة الوطنية في منطقتنا، لافتا إلى أنه من الواضح أن هناك مخططا يعيث في منطقتنا وفي البلاد العربية فسادا، فما يحدث الآن في سورية وفي العراق وفي ليبيا واليمن وتونس، وأينما نذهب إلى أي مكان في العالم العربي، سنجد مع الأسف الشديد هناك من يحاول أن يخرب.
وقال: اليوم نشاهد ما يحدث في تركيا، فلا يوجد إنسان يقتل آخرين لا يعرفهم، فكيف يفجر الإنسان نفسه في سوق أو مسجد أو كنيسة، وهو لا يعرف الناس الموجودين في هذا المكان، ولا علاقة بينه وبينهم ولا يوجد خلاف ولا ثأر؟ لذلك ينبغي أن تسن القوانين التي تردع الإرهاب لإيقاف هذه النعرات وردعها.
فيما قال الكاتب الصحافي سعود السمكة: إن الخطاب الديني في حاجة إلى إعادة صياغة وتجديد وفق معايير شرعية سليمة، بعيدا عن الغلو والتطرف أو الإهمال والتسيب، ولضمان مواكبة المتغيرات العصرية والتحديات الجديدة التي تواجه الدعوة الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة.
وتابع السمكة: الدولة مسؤولة من خلالها وسائلها المختلفة عن نشر خطاب بعيد عن التطرف والغلو من خلال مؤسساتها المختلفة الإعلامية والدينية والتربوية، مبينا أن مؤسسات الدولة يجب ان تقوم بدورها في تجديد الخطاب الذي أدى إلى ظهور تيارات متطرفة، فالأوقاف يجب أن تقوم بدورها في المساجد، والإعلام يجب أن يقوم بدوره في الصحف والقنوات المختلفة، والتربية يجب أن تقوم بدورها من خلال نشر الفكر الوسطي في المدارس والذي لا يعتمد على الاقصاء.
وأضاف السمكة أن مؤسسات المجتمع المدني أيضا مطالبة بذلك لكن في الوقت نفسه يجب أن تشدد الحكومة رقابتها على المؤسسات التي تسيطر عليها بعض التيارات التى تساهم في نشر الغلو الفكري، مثمنا الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية في محاربة هذا الفكر التكفيري.