زينب قمبر ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الكويت، سعت إلى توثيق العمل الإنساني الكويتي كأول فتاة كويتية في هذا المجال؛ سعيا منها إلى إبراز هذا العمل ورفع راية الكويت عالية خافة في شتى بقاع العالم، من خلال زيارات مختلفة للدول المنكوبة وتوثيق الأعمال الخيرية والإنسانية في تلك الدول.
«الخليج» التقت زينب قمبر التي روت قصتها وحبها للعمل الإنساني الذي تحدثت عنه بسعادة تحكي قصة طموحها التي امتدت عدة سنوات من أجل خدمة وطنها الكويت. وفيما يلي التفاصيل:
O لماذا اتجهت إلى العمل الإنساني؟
ـ العمل الإنساني في الكويت ليس عملا جديدا على أهل الكويت، وتطور مع مرور السنوات، وهناك أسماء بارزة ولامعة في هذا العمل مثل د. عبدالرحمن السميط رحمه الله، وبرجس البرجس رحمه الله، وهناك الكثير من الأسماء التي اهتمت بالعمل الإنساني، وكانت هذه الأعمال تقام بمجهود فردية، ولم يكن هناك بنية لإبراز دور دولة الكويت في هذا العمل الإنساني، وهذا الأمر الذي شد انتباهي وتساءلت كيف يمكنني أن أخذ المعلومات وأبرز دور دولة الكويت في العمل الإنساني بصورة مرتبة بشكل أكبر، وانضم إلينا مؤخرا عمر العيسى من منظمة الغذاء العالمية، وتوجهي إلى هذا العمل لفضولي إلى أن يكون لنا كيان هام في العالم وليس فقط في المجتمع الذي نعيش فيه، وهذا الأمر انعكس على المجتمع من خلال إبراز هذه الجهود.
O متى أنشئ هذا المكتب؟
ـ أنشئ المكتب في الأول من أغسطس عام 2012 وقمت بإنشاء المكتب مع الفريق الموجود في جنيف ونيويورك وأبوظبي، ويتبع هذا المكتب الإقليمي في أبوظبي، بالتعاون مع حكومة الكويت، بهدف إبراز العمل الخيري الكويتي حول العالم، وغني عن الذكر الأعمال الخيرية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وكيف يقدم يد المساعدة للدول المحتاجة أو المنكوبة، وسعينا من خلال المكتب إلى أن نبرز هذا الدور، ومنذ عام 2012 سعينا أيضا إلى توثيق دور الكويت الإنساني من خلال توثيق المبالغ التي تخرج من الكويت، ووضعنها على خدمة التتبع المالي، والعمل في مؤتمرات المانحين الأول والثاني والثالث مع الفريق المتكامل الذي نعمل معه.
O ذكرت بعض الشخصيات البارزة في العمل الخيري والإنساني الكويتي فمن هو مثلك الأعلى في هذا العمل؟
ـ ديننا الإسلامي أمرنا بأن نعمل الخير، ونسعى إلى العمل الإنساني بكل أشكاله، والعمل الإنساني في الكويت يعود إلى عام 1913 عندما تم افتتاح أول جمعية خيرية في الكويت، وأنا بمجهودي الخاص سعيت إلى هذا العمل، وقرأت وبحثت وتتبعت العديد من الأشخاص الذين قاموا بأعمال إنسانية مختلفة في العالم، ورأيت أن أعمالهم الإنسانية موحدة، لكن الوسيلة تختلف، بمعنى أن هناك من يفضل تقديم الإعانات التنموية مثل بناء المساجد والمدارس وحفر الآبار، ومن الناس من يفضل تقديم المواد الغذائية، وبناء البيوت، وكل شخص له توجه يختلف عن الأخر تحت مظلة كبيرة، وعند تتبع شخصية بارزة في العمل الخيري والإنساني مثل المرحوم عبدالرحمن السميط سنجده بدأ بمشاريع صغيرة مثل مشاريع تقديم المعونات الغذائية، ومن ثم بدأ يتوسع، والأمر بحسب العمل المقدم، وقدوتي صاحب السمو أمير البلاد لمده يد العون لجميع الدول المحتاجة من دون تمييز أو استثناء وأبرز دور دولة الكويت الإنساني، لذلك سمو الأمير قدوة لي لدمجه بين الديبلوماسية وبين المساعدات الإنسانية المقدمة، سواء كانت عينية أو تنموية.
O كرم سمو أمير البلاد مؤخرا كأمير للإنسانية فهل كان لكم دور في هذا العمل؟
ـ بالفعل عملت على حفل التكريم في نيويورك وكرم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 9 سبتمبر 2014، وخلال مدة شهر قبل الاحتفالية التي أقيمت قمنا بالتنسيق بين مكتبنا في الكويت، والمكاتب في جنيف ونيويورك، وأتى تكريم صاحب السمو كثمرة لجهوده الإنسانية على مدى سنوات طويلة، وليس فقط للجهود الإنسانية التي حدثت في السنوات الأخيرة التي تخص مؤتمر المانحين، وقدمت شهادة تقدير كقائد إنساني لصاحب السمو أمير البلاد.
O كيف تقيمين الأعمال الإنسانية داخل دولة الكويت؟
ـ الكويت بها أعمال إنسانية «وايد» ومن خلال السنوات التي مرت وعملت فيها في تأسيس المكتب في الكويت، ومن خلال التعاون مع الجمعيات الخيرية وجدت أن الكل يقوم بأعمال خيرية، لكن هناك أساسيات مثل الفرق بين العمل الخيري والعمل الإنساني، وهذا الأمر غير موجود لدينا، فكلا العملين مدموجان كل منهما مع الآخر، في حين أن الأعمال الخيرية تختلف عن الأعمال الإنسانية، فكلا العملين يأتيان تحت مظلة العمل الإنساني، لكن العمل الخيري، مثل التبرع بالملابس داخل الكويت، أو الاستفادة من الأطعمة التي تبقى من الافطار، أو إفطار الصائم، أما الأعمال الإنسانية فتكون استجابة لحالات طوارئ أو حالات كارثية وقعت في دولة ما، ويتأثر بتلك الحالة الشعب كله، فهذا يعتبر عملا انسانيا، وكل هذه الأعمال تندرج تحت العمل الإنساني لكن هناك فروقا بسيطة بين العمل الخيري والإنساني، وفي الكويت هذه الفوارق لا توجد، وأول ما بدأنا العمل كانت هناك صعوبة في إبراز الأعمال الخارجية والأموال التي تخرج خارج الكويت، إلا أننا مع الوقت بدأنا تسجيل المعلومات، وأصبحت هناك ثقة بين الجمعيات الخيرية والأمم المتحدة تحت مظلة الحكومة الكويتية التي ساعدتنا في توثيق هذه المعلومات، والعمل الخيري في الكويت عمل كبير، لكن على المستوى الإعلامي تغطية هذه الأعمال تغطية ضعيفة، فهو بحاجة إلى مزيد من المتابعة.
O بعض الجمعيات لديها تحفظ تجاه كشف أعمالها الخيرية؟
ـ في السابق كان هناك بعض التحفظ ومن ثم أصبحت هناك شفافية بين الجمعيات والمنظمات العالمية، لكن التوثيق والاستمرارية في التوثيق أمر هام جدا، ولدينا نظام يطلق عليه خدمة التتبع المالي، وهذا النظام يسجل كل المعلومات الإنسانية، والمتابعة لهذه التسجيلات هامة جدا، ومن خلالها يتم تقييم المبالغ التي تخرج من الدولة، والصعوبات التي واجهتني أنني كنت أطرق بابا بابا لكل جمعية من أجل توثيق المبالغ لديها.
O خلال عملية التوثيق هل واجهت صعوبات؟
ـ كوني امرأة وفتاة صغيرة كويتية بالفعل واجهت صعوبات، فأنا ككويتية لدي خبرة وطموح وطاقة، ولدي رغبة في أن أبرز اسم دولة الكويت، إلا أنني واجهت بعض الصعوبات منها على سبيل المثال في إحدى الرحلات إلى باكستان أحد اجتماعات القادة الإسلاميين لم استطع حضور أحد الاجتماعات كوني امرأة، لكني استطعت أن اتغلب على هذا الأمر مع مرور الوقت خلال التعامل مع الجمعيات الخيرية المختلفة، بسبب معرفتها بقدرتي على إيصال المعلومة، وقدرتي على التعامل معهم وإبراز دورهم.
وكانت هناك بعض الصعوبات في تقبل العمل كوني فتاة كويتية من فئة الشباب، إلا أنني مع خبرتي التي اكتسبتها وتعاملي مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق، ومن خلال مؤتمرات المانحين ومن خلال المؤتمر السنوي للشراكة الفعالة ووجود مكتب في الكويت يسهل الكثير من الأمور، وعندما يكون لدى الإنسان الدافع والطموح والقدرة على إيضاح بأن المرأة الكويتية من فئة الشباب قادرة على أن تبرز في مجال ما، تقدر على أن تصل، لكن الصعوبة في تحمل مختلف الضغوط في العمل، وأنا لا اتعامل مع المجتمع الكويتي فقط، إنما اتعامل مع المجتمع الدولي، واتعامل مع جهات مختلفة لديها أراء ورؤى مختلفة، لذلك لابد ان تستوعب وتتعامل مع تلك الآراء المختلفة.
O ما نسبة انجاز توثيق العمل الخيري والإنساني الكويتي؟
ـ في السابق قبل تأسيس هذا المكتب في الكويت كانت نسبة التوثيق قرابة 20 في المائة، بعد التأسيس أقمنا العديد من ورش العمل للجمعيات الخيرية بأن هذا المكتب من شأنه أن يبرز دور دولة الكويت في العمل الخيري، ودور الجمعيات الخيرية، وأصبح هناك وعي في هذا الأمر، واليوم نستطيع أن نقول إن نسبة التوثيق تتراوح ما بين 60 و65 في المائة لكننا لدينا نقص في المتابعة والتوثيق المستمر.
O ماذا يحتاج هذا العمل لتصل نسبة التوثيق إلى 100 في المائة؟
ـ يحتاج تذكير مستمر من أجل التوثيق والمتابعة.
O ذكرت أن هناك نوعا من التقصير الإعلامي في تغطية جوانب العمل الخيري فما هي نوعية هذا التقصير؟
ـ هناك العديد من المشاريع الخيرية مثل حفر آبار في اليمن والتي تقوم بها جمعية العون المباشر، وأعمال في جيبوتي تقوم بها جمعية الرحمة، فهذه الأعمال لا تتم متابعتها من قبل وسائل الإعلام المختلفة التي تركز فقط على بعض الجوانب الخيرية مثل الأعمال الخيرية التي تقدم للشعب السوري، أو الالتفات إلى اليمن بسبب النزاعات السياسية الحالية، وهناك الكثير من الأعمال الخيرية التي تقدمها دولة الكويت إلى الكثير من دول العالم والتي ينبغي إلقاء الضوء عليها.
O هل تتعاونون مع وزارات الدولة المختلفة التي لها علاقة بالعمل الخيري الكويتي؟
ـ بالفعل هناك تعاون مع الوزارات المختلفة ذات العلاقة، فهناك تعاون مع وزارة الخارجية بشكل كبير، ومع وزارة المالية، وبوزارة الشؤون ولكن ليس بشكل مباشر.
O العمل الخيري الكويتي كثيرا ما اتهم بتمويل الإرهاب فما دوركم في تبرئة هذا العمل؟
ـ من حيث متابعتنا نقوم بتوثيق الأموال الخيرية، ونقوم بمتابعة هذه الأموال، ومثالا على ذلك خلال مؤتمر المانحين لسورية الكويت تبرعت بمبلغ 400 مليون و10 آلاف والجمعيات الخيرية تبرعت بباقي المبالغ حتى وصل الإجمالي إلى 500 مليون، ونحن كجهة نقوم بمتابعة هذه المبالغ، كيف تم صرفها، وكم شخصا استفاد منها وعلى أي قطاع تم صرفها؟ ومن ثم نقوم بالتأكد من الجهات المستلمة لهذه الأموال، ويتم إثبات ذلك من خلال التقارير.
قضية توثيق المعلومات تطرقنا إليها خلال ورش العمل المختلفة التي عقدت للجمعيات الخيرية، وأكدنا أن توثيق هذه الأموال سوف يمنع اتهام الجمعيات بأنها تمول الإرهاب أو أن هذه الأموال تصرف على شيء آخر، لذلك كان هذا هو هدفنا بأن نبرز دور دولة الكويت، وحكومتها، ودور الجمعيات الخيرية والقطاعات الخيرية الموجودة، ونشجع على الشفافية لكي لا يوجد هذا الاتهام.
O كيف تقيمين العمل التطوعي الكويتي والعمل الخيري أحد أبوابه؟
ـ تكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد من قبل الأمم المتحدة أتى في الوقت المناسب، وتشجيعا لشباب دولة الكويت، فنحن جيل حصدنا ما بناه أجدادنا في السابق، ونسعى إلى أن نكمل عليه، والجيل القادم سوف يكمل ما نقوم به نحن اليوم، وعندما تتميز الدولة بعدة صفات مثل تميزها في صفة الديبلوماسية وتميزها بالإنسانية، وتميزها في النفط وتميزها في القطاعات الصناعية المختلفة، والمشاريع الصغيرة، وعندما نسعى إلى أن نبرز هذه الأعمال سنجد أن الدولة ستنهض بصورة إنمائية بشكل أكبر.
وعندما نسعى إلى أن نبرز العمل الإنساني الكويتي بشكل كبير سوف يتأثر الشباب بهذه الأعمال ويسعون إلى التفكير في هذه الأعمال التطوعية، لذلك نجد أن نسبة التطوع في الكويت كبيرة، لكنها مشتتة، فلا يوجد جهة رسمية تنظم هذا العمل، أو تدرس بقوانين، وعلى الرغم من وجود بعض المعاهد التي تشجع وتدرب على العمل التطوعي، إلا انها ليست بالصورة الكبيرة، ومن الأمثلة الرائعة في هذه الأعمال الهلال الأحمر الكويتي لديه قسم كامل للمتطوعين، ومجهود الهلال الأحمر في هذا الجانب رائع جدا، لكن الأعمال الإنسانية يجب أن تدرس بشكل أكاديمي أكبر للناس الموجودة في دولة الكويت، فلا يوجد لدينا جهة معينة لتهيئة الأشخاص نفسيا ومعنويا ومستقبليا للتعامل مع العمل الخيري والإنساني، فالعمل الإنساني لا يقتصر على عمل يتم تصويره ورفع الصور على مواقع التواصل، إنما هو عامل له واقع نفسي على الشخص الذي يقوم به، وقد يكتشف الشخص هذا الواقع النفسي بعد سنوات، وقد يقع عليه مضاعفات نفسية كالخوف من المستقبل وأن الواقع المستقبلي سيكون رهيبا، لذلك لا بد أن يكون الشخص الذي يتعامل مع الأمور النفسية مهيئا للتعامل مع تلك الأمور مائة في المائة نفسيا، فالعمل الإنساني الكل مهيأ أن يقوم به لكن لا بد أن يكون مجهزا نفسيا، وأكاديميا من خلال تزويد العاملين في هذا المجال بالمعلومات اللازمة.
O هل تستمتعين بالعمل في هذا المجال؟
ـ أنا شخصيا أحب شغلي وأشعر بأن ما أقوم به من أعمال لا يعود علي أنا فقط كشخص، إنما يعود علي دولة الكويت، فخلال السنوات الثلاث التي مضت أشعر بأن الأعمال التي قمت بها تعود لدولتي الكويت، وأسعى إلى أن أرد إلى بلدي هذا الاستثمار الذي استثمرته في تعليمي، فإبراز دور دولة الكويت في هذا المجال يكفيني عندما أقول في الخارج إنني من دولة الكويت، فعندما أقولها أقولها بفخر وأميري قائد انساني، وأعمالنا الإنسانية تفوق الثلاثة مؤتمرات الخاصة بالمانحين التي عقدت، فلدينا أعمال في شتى دول العالم، فينما «تلقي الإبرة في أي مكان على خريطة العالم» تجد عملا خيريا للكويت، والمجتمع الإنساني العالمي الدولي التفت إلى دولة الكويت بأنها من أهم الدول التي تقدم تبرعات إنسانية في العالم.
وأطمح أن تستمر دولة الكويت بصورة منظمة أكثر من ناحية الجوانب الإنسانية بحيث يكون هناك منهج إنساني يتم تدريسه في الجامعات والمدارس، من أجل صقل المهارات لدى الطلبة والأجيال القادمة من الشباب.
O بعض الجهات تجمع أموال تبرعات بعيدا عن وزارة الشؤون فهل تتعاملون مع تلك الجهات؟
ـ نحن لا نتعامل مع أي جهة، فهناك من يقوم بجمع تبرعات بالمخالفة للقانون، وهذا الأمر غير صحيح، فمن المفترض أن تقوم الجهة بالحصول على تصريح من قبل وزارة الشؤون بإقامة حملة تبرعات، وعند الموافقة يتم تتبع تلك الحملة، وهذا الوعي لا بد أن يعيه الناس، بأنه لا يجوز أن أقوم بالتبرع لجهة لا أعرفها، وإنما اتبرع للجهات المعروفة والموثوق بها، لكن التبرع لجهة لا أعرف أين تأخذ هذه الأموال وفي أي شيء تصرفها، فهذه الأمور لا بد أن يعيها الشعب.
O أحيانا تأتي اتصالات من جهات غير معروفة بجمعها تبرعات لتوزيعها على المساجد بصور مختلفة فكيف تتعاملين معها؟
ـ كثيرا ما تأتيني مثل هذه الاتصالات وعندما يتصل بي أحد أسأله من أين أتيت برقم هاتفي، ولماذا تتصل علي، وأؤكد أنني إذا أردت أن أتبرع بمصحف أو تبرع عيني أعرف كيف أقوم بالتبرع وأغلق الهاتف، فلا بد أن يكون لدى الناس الوعي بالجهات التي تتبرع لها، ويطلبون من تلك الجهات معرفة أين صرفت هذه الأموال.
هناك لخبطة في الكثير من الأمور لذلك أطالب بتدريس العمل الإنساني من خلال مناهج إنسانية ليعرف الناس كيف تصرف هذه الأموال، فعندما اتبرع بمبلغ 200 دينار على سبيل المثال لجهة ما، هناك استقطاع من هذا المبلغ لأمور إدارية لذلك يقتطع منها نسبة إدارية لذلك لا بد أن يعرف الناس هذه النسبة، لذلك لا بد أن يكون لدى الشعب هذا الوعي بطرق إيصال هذه الأموال وهل تصل كاملة أن يتم الاستقطاع منها وما نسبة هذا الاستقطاع، ومن حق أي متبرع أن يسأل هذه الأسئلة.
O ما هي أهم الأعمال التي قمت بمتابعتها خلال السنوات الماضية من عمر عملك في هذا المجال؟
ـ قمنا ببناء قاعدة بيانات للجمعيات الخيرية الكويتية وتعاملنا معها بصورة يومية تقريبا، لتبادل المعلومات ومشاركتها وطريقة الاستجابة للكوارث، وتعاونا مع وزارة الخارجية وحكومة دولة الكويت بصورة كبيرة بشكل يومي وتزويدهم لنا وتسهيل الكثير من الأمور وفتح أبواب المساعدات لنا كريم، ومن أبرز الأعمال ذهبت إلى العديد من الدول المنكوبة فذهبت إلى اليمن والأردن ومخيم الزعتري، كذلك باكستان والعديد من الدول الأخرى المنكوبة.
O ما هو شعورك وأنت تسافرين إلى بقاع العالم المختلفة المنكوبة؟
ـ أشعر بالظلم لوجود الكثير من الظلم في العالم وأن الإنسان كإنسان لا بد أن يعيش بكرامة، وهناك الكثير من الناس لا يعيشون بتلك الكرامة «مأخوذة منهم ومسلوبة» وهذا الإنسان لو بمقدوره يعيش بكرامة، وأشعر بالحزن وفي نفس الوقت أشعر بالسعادة كوني أحاول مساعدة هؤلاء الناس بقدر ما استطيع، وأمد يد العون بقدر ما استطيع، وأوصل إلى الناس بقدر ما استطيع، وما نواجهه من أشياء ليس بالأمور السهلة، فنواجه صعوبات بالمناظر التي نراها، لكن في نفس الوقت أشعر بأنني انسانة قادرة أسعى من خلال هذا العمل إلى أن أنفع ديرتي، وانتج وانجز وهذا الأمر يشعرني بالسعادة، وهذا الدافع الذي يدفعنا دائما إلى العمل والإنجاز وإبراز دور دولة الكويت، ويدفعني إلى أن اسعى إلى أن اطور من نفسي، ومن قدرتي ومن نظرة المجتمع للمرأة الكويتية من فئة الشباب، فهذه الأمور جميعها تعطيني الدافع.
O فيما يخص نظرة المجتمع للمرأة فهل المجتمع لايزال ينظر لها بأنها لا تفكر إلا في الموضة والمكياج فقط؟
ـ في أناس من النوعية التي لا تفكر إلا في مظهرها وشكلها فقط، وهناك نوعية تفكر في عملها ومستقبل وطنها، وأنا من خلال عملي اثبت أن تفكيري على أكثر من مستوى، ونحن لا نستطيع أن نمنع الناس من التفكير، وتكوين آرائهم الخاصة، لكن السؤال ماذا نستطيع أن نقوم به لكي نعدل من تلك الصورة؟ أعتقد أن الإجابة في أن نقوم نحن في أن نعدل أنفسنا، من أجل أن نعيش في تناغم وبكرامة داخل المجتمع، وطالما أنا احترم رأي غيري الناس سوف تحترم رأيي ومثلما تتعامل مع الناس سوف يتعامل الناس معك.
O كيف رأيت مخيم الزعتري عند زيارتك له؟
ـ مخيم الزعتري من أكبر المخيمات الموجودة للاجئين السوريين فيه 13 قطعة، وهو مخيم كبير به شوارع وخيام وبه حواجز، وشكليا محاط بالمنظمات عدد الموجدين بالمخيم كبير، ووضعهم سيء لكن التركيز الإعلامي على الأزمة السورية، ولها تأثير على البلدان المحيطة بها، إلا أن هناك أزمات مثل الأزمة اليمينة ورأيت مخيم أزرق فوجد أناس يعيشون فيه منذ 15 سنة في نفس الخيمة، ووجدت 40 امرأة وأطفالهن في خيمة مترين في مترين، والأشخاص لا يمتلكون ملابس ولا طعاما، والرجال نائمون على حصر بدون خيم ولا توجد مياه وهناك أناس أوضاعهم متدهورة، وهناك أناس مثل الموجودين في مخيم الزعتري أوضاعهم سيئة جدا، ولا نستطيع أن نقول هذا أفضل من هذا ولكن نقول أن هذا سيء وهذا أسوأ، فهؤلاء محتاجون إلى مساعدات فالعالم كله يغلي والعالم كله تعبان.
O ألم تبكي عندما رأيت هذه الأوضاع غير الإنسانية؟
ـ تأثرت كثيرا بهذه الحالات الإنسانية ورأيت ذلك وقت الغزو فعندما نرى شخصا مجروحا وصاحب حق، وبيته وأرضه تسلب منه فـ «فحرقة قلبة» صعبة، وفي اليمن لم نتحدث نفس اللغة، فهم يتكلمون «سواحيلي» وأنا أتحدث عربي، وعندما يتحدثون ما تفهم شيء من الكلام لكن المنظر العام مؤثر، وهذه الأمور تحرك مشاعر داخلية حول كيفية الإنجاز بشكل أكبر، وتدفعك هذه المشاعر إلى السعي إلى مزيد من الإنجاز.
O على المستوى العائلي ألا يوجد خوف عليك من سفرك المتكرر في بؤر بها صراعات؟
ـ بالطبع اسرتي وعائلتي تخاف علي لكنهم يشجعونني في نفس الوقت، كون هذا العمل يطور من ذاتي، والسفر والمساعدات الإنسانية لا يمنع، ولا أعتقد أن هناك عائلة يمكن أن تمنع أبناءها من ممارسة العمل الإنساني، إلا أن هذا العمل فيه خطورة كبيرة ويعتبر العاملون في المجال الإنساني مستهدفين، وفي 19/ 8 هناك ذكرى 22 شخص ماتوا في تفجير في اليوم العملي العالمي للعمل الإنساني، فالعاملون في العمل الإنساني مستهدفون، سواء من قبل المسلحين أو من الأمراض التي تنتشر في تلك الأماكن مثل الأيبولا وغيرها فهناك أخطار تحيط بهم من أكثر من جهة، والأمر يعود للشخص نفسه إذا أراد أن يكمل في هذا المجال سوف يكمل فيه، وسوف يرى ذلك تحديا وعقبة يواجهها وسوف يكمل فيها.
O كلمة أخيرة للشباب الذي لديه طموح للعمل في هذا المجال ولا يعرف الطريق… ماذا تقولين له؟
ـ أقول لهم لا تصدقوا ما ترونه في شبكات التواصل الاجتماعي ولا تصدقوا كل ما يقال فليس كل ما تسمعونه صحيح، ارجعوا إلى المصادر، وقبل أن تقولوا وجهة نظركم تأكدوا من أفكاركم فما تقولونه لا بد أن تكونوا مقتنعين به ألفا في المائة، وإذا كان لديك طموح في مجال ما، اسع إلى أن تكون أحسن ما يكون في هذا المجال، ولا تكن صورة فقط للعمل، فأنا لا أسعى إلى أن أكون صورة للعمل الإنساني ولكن أسعى إلى أن أقدم أفضل ما يكون لهذا العمل، وعلى الإنسان أن يسعى إلى أن يطور من قدراته وأن يكمل في المجال الذي يجد نفسه فيه، فالشباب في هذا العالم محظوظ لوجود مساحة واسعة للتحرك والانتقال من مكان لمكان، وعلى الشباب البحث على المعلومة الصحيحة والأخذ بها.