• نوفمبر 23, 2024 - 1:49 صباحًا

ذكرى الغزو .. آلام وآمال وعِبر

صادف أول أمس الأحد مرور الذكرى الـ 25 للغزو العراقي على الكويت، ولا يمكن لأي كويتي عايش تلك الفترة من الزمن، إلا أن يتوقف طويلا في هذا اليوم، ليعيد شريط الذاكرة إلى يوم الخميس الأسود الموافق 2 أغسطس 1990م، ذلك اليوم الكئيب الذي شهد كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ذلك اليوم الذي اغتصبت فيه أرضنا الطاهرة على يد قوات الظلم والاستبداد، التي لم تراع أبسط معاني الحياة، فلم يتركوا ركنا إلا ودنسوه ولطخوا ثوب عروس الخليج بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والعجزة وكبار السن والمرضى والمعاقين، وشردوا الآلاف من الكويتيين في كل بقاع الأرض ، كيف تنسى الكويت ذلك اليوم العابس الذي فقدت به فلذات كبدها، على يد طاغية كنا نحسبه شقيقا لنا في العروبة والإسلام.
وتأتي ذكرى الغزو في ظل احداث ملتهبة شهدتها البلاد اعادت مشهد تلاحم الكويتيين عند المحن التي أكدوا خلالها أن ترابطهم عصي على الكسر وتلاحمهم في وجه المتربصين بهم لا يلين وتكاتفهم يزداد قوة كلما ازدادت المحنة شدة.
كانت ادارة أركان الحكم في ذلك الوقت المتمثلة في سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وسمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والتأييد الشعبي الكبير لجهودهم شكلت مثلا يحتذى لكل الامم والشعوب والاوطان التي تتعرض للعدوان والارهاب والابتزاز والتي تسعى لنيل حريتها واستقلالها والتمتع بثرواتها بعيدا عن احقاد الآخرين.
وكان مؤتمر جدة الشعبي في اكتوبر 1990 الاساس الذي صيغت داخله مفردات ادارة الازمة وتوزعت من خلال آلياته الواجبات والمهام التي توجت بتحرير الكويت بعد نحو 204 ايام من الاحتلال وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها من فوق ترابها الوطني.
وأولى مفردات تلك الادارة تمثلت في الرؤية التي كانت وراء عقد المؤتمر اذ انها اكدت ان مقاومة الاحتلال وتحرير التراب الوطني وعودة السيادة هي مهمة القيادة والشعب معا وأن الوحدة الوطنية هي اول شروط ولوازم التحرير.
وتركزت المفردة الثانية في اعادة ترتيب البيت الكويتي بدعم صمود الكويتيين في الداخل والخارج والعناية بهم وتلبية احتياجاتهم ودعم المقاومة ورفدها بكل احتياجاتها ثم عودة الحياة الديموقراطية وفقا لدستور 1962 بعد التحرير.
وتمحورت المفردة الثالثة حول الاجماع التام على رفض اي مساومات حول سيادة الكويت واستقلالها والاصرار على تنفيذ القرارات الدولية التي اصدرها مجلس الامن. واكدت المفردة الرابعة ضرورة تعميق وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والاسلامية والاجنبية وتوثيق العمل مع المنظمات والهيئات الدولية.
وشددت المفردة الخامسة على اهمية الدفع بالعمل الشعبي المدروس للاتصال بالمنظمات والهيئات الشعبية العربية والاسلامية والاجنبية ومنظمات المجتمع المدني وادارة الحوار معها ضمانا لتأييد قضية الكويت العادلة وحصر اي عداوات أو خلافات في حدودها الدنيا ان لم يكن بالمستطاع تغييرها لصالح الحق والعدل وقيم القانون الدولي.
ولضمان الوصول إلى اجماع اقليمي ودولي لصالح القضية الكويتية تم الاتفاق على تشكيل وفود شعبية (86 وفدا) تكون بمثابة جهد مواز للجهود الحكومية والرسمية لتزور دول العالم وليكون التأييد رسميا وشعبيا.
وكان لنجاح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد منذ تسلمه حقيبة وزارة الخارجية في عام 1963 في توثيق علاقات الكويت بالأمم المتحدة ومنظماتها ودولها الأعضاء دور كبير في الوقفة الصلبة التي اتخذتها الامم المتحدة والعالم الحر لصالح الكويت واستقلالها وسيادتها عندما تعرضت للعدوان العراقي الغادر.

Read Previous

الكويت لن تنسى جهود الملك فهد في التحرير.. ومقولة «نعيش سويةً أو نموت سويةً»

Read Next

الخالد: إسهامات السفير سليمان مشهودة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x