• نوفمبر 22, 2024 - 7:55 صباحًا

ستبقى الكويت رمزًا للوحدة

عندما يتهدد الكويت خطر من أي نوع، فإننا لا نتوقف لنسأل عن دين أو مذهب ذلك الذي يهددنا، وسواء كانوا كويتيين أو أجانب، فالأمر سيان لدينا ولدى كل مواطن يعشق تراب وطنه، ويبقى مستعدا لأن يفتديه بكل غال ونفيس.
وفي ظل موجة الإرهاب العاتية التي تواجهها المنطقة العربية، فإنه لا معنى ـ بأي وجه من الوجوه ـ لأن يثير أحد قضية الانتماء الديني أو المذهبي لمرتكبي «كبيرة» الإرهاب، الذين يهددون أرواح الأبرياء من جميع الديانات والمذاهب، لا يفرقون بين أحد منهم، فكلهم «أهداف مشروعة» لهذا الإرهاب الأعمى… وقد رأينا في السعودية والعراق، كما في الكويت، أن ضحايا الإرهاب من أديان ومذاهب متعددة، ذلك أننا أمام أناس هم في الأصل أعداء الإنسانية، وأعداء الحياة.
وما نوقن به ونعتقده هو أن الكويت ستبقى أعظم وأكبر من كل تلك الشراذم، أولئك ممن سنواجههم مستقبلا، لأن المعركة معهم مستمرة، ولن تنتهي بين عشية وضحاها.
إن من يستهدف كويت المحبة والتكاتف، كويت التآخي والوحدة الوطنية، كويت التسامح والديموقراطية وقبول الرأي الآخر… فهذه الدولة الصغيرة الجميلة التي وصفت يوما بحق بأنها «لؤلؤة الخليج»، تثير أحقاد الحاقدين، الذين يضمرون الشرور للآخرين، ويكرهون الناجحين منهم بوجه خاص، ويريدون أن يعمموا خراب نفوسهم وضمائرهم على العالم كله، ليكون الجميع سواء في القهر والفقر والبؤس، لكنهم سيرتدون على أعقابهم خاسرين، ولن ينالوا مرادهم أبدا، وستظل الكويت الفتية تشع نورا وجمالا وحرية وثقافة وفنا وتحضرا.
وإذا كانت قوى الشر قد اجتمعت لتستهدف وطننا الغالي، فإن أعظم سلاح نواجهها به هو أن نستعصم بوحدتنا الوطنية، ونرفض تماما أي مسعى خبيث لشق الصف، ونزداد تمسكا بثوابتنا الدستورية والقانونية، ونترك لقضائنا النزيه والعادل أن يباشر مهامه، ويدين كل من يستحق الإدانة، أو يبرئ من يستحق البراءة، وفي الحالتين، فهو ينتصر للكويت، وطن العزة والكرامة وسيادة القانون.
أخيرا.. وكما قلنا مرارا، فإن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وعلينا ألا نعطي هؤلاء الإرهابيين سلاحا إضافيا يستخدمونه ضدنا، وهو سلاح الفتنة التي ما حلت بمكان إلا وجلبت معها الخراب والدمار… وليثق الجميع بأن من لا يلتزم بقواعد وأصول المواطنة الحقة، ويحافظ على وطنه آمنا مستقرا، فإنه لا يستحق إلا الاحتقار والازدراء والنبذ من الجميع، بصرف النظر عن انتمائه الديني أو المذهبي. وستبقى الكويت رمزا للحرية والوحدة ومنارة للديموقراطية.

Read Previous

اللواء اليوسف: نواجه مخاطر محدقة .. لكننا متيقظون

Read Next

أصداء واسعة في وسائل الإعلام المصرية تشيد بافتتاحية رئيس التحرير «مصر.. انتصار الأمل»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x