لم يبدأ الموسم الكروي الجديد بعد في الكرة الكويتية، إلا ان المشكلات والأزمات الخاصة باللاعبين والأندية سبقت كل شيء، وأشارت إلى موسم قد يكون عامرا بالأزمات بدلا من ان يكون حافلا بالإثارة والمتعة.
المشكلات أطلت برأسها ولم تنتظر ان تدور عجلة المنافسات فاستبقت كل شيء ولم تفرق بين ناد كبير وآخر صغير، واختلفت الحالات إلا ان المشكلات واحدة.
في القادسية مازالت اصداء ازمة اللاعب سيف الحشان مستمرة حتى الآن، فما بين شكوى القادسية اللاعب وشكوى اللاعب للفيفا تبقى الحالة مجمدة وينتظر الجمهور المؤيد للحشان في خطوة انتقاله إلى الشباب السعودي رؤيته في دوري عبد اللطيف جميل الاقوى في منطقة الشرق الاوسط، مبررين ذلك بأن ما يهمهم هو الاستمتاع بموهبة الحشان، بغض النظر عن اي شيء، فيما يقف عدد في المعسكر الآخر يمنون النفس بأن تقف صفقة انتقال اللاعب إلى الليوث بأي شكل، وحبذا لو كان قانونيا، على امل عودته مرة أخرى وارتداء قميص الأصفر، أو على الأقل حتى يكون الامر عبرة للآخرين الذين يفكرون في تكرار ما فعله سيف الحشان، أي ان الاستفادة حينها ستكون مزدوجة، وفي كل الحالات يعتبر منتخبنا الاول هو الخاسر الأكبر باعتباره افتقد لاعبا مميزا قادرا على صناعة الفارق.
لم تكن حالة سيف الحشان هي الوحيدة في نادي القادسية، حيث ان حمد امان مازال يشكل صداعا مزمنا في رأس الادارة التي لم تنجح في التوصل إلى حلول حتى الآن، فاللاعب رهن كل شيء بضرورة ترضيته ماليا وحصوله على مستحقاته، فيما ان الادارة على ما يبدو ترفض الرضوخ لسياسة لي الذراع أو الامر الواقع، وتفضل التعامل مع الازمة بهدوء وصبر وصمت في نفس الوقت، حمد امان بلا شك هو قيمة كبيرة في كرة القدم الكويتية، يملك موهبة لا غبار عليها، ولديه من القدرات ما يؤهله لأن يكون في مقدمة الصفوف، إلا ان الاستفادة حتى الآن من هذه الموهبة لم ترق إلى المأمول، وسيكون الأزرق ايضا هو الخاسر الأكبر والأول.
في العربي تبقى ازمة طلال نايف مع النادي نارا تحت رماد لا تكاد تنطفئ حتى تشتعل من جديد، فاللاعب يبحث عن تعديل عقده، وأعلن اكثر من مرة عن استيائه من التعامل الاداري معه، وقاطع التدريبات تارة وأُجبر على مغادرتها تارة أخرى، وتعددت ازمات نايف مع العربي؛ ففي كل موسم لا بد ان يكون هو حلقة من مسلسل ازمات الكرة الكويتية، وأثر ذلك بالتبعية على اللاعب حتى قرر ان يعتزل اللعب الدولي، وابتعد فعليا عن المشاركة مع الأزرق، على الرغم من أنه في مرحلة عمرية مبكرة على مثل هذا القرار، ومازال الوقت امامه لكي يقدم الكثير للكرة الكويتية.
في خيطان سطع نجم اللاعب عمر الحبيتر وتوقع له كثيرون مستقبلا مبشرا ومبهرا، لاسيما أنه شق طريقه الدولي مبكرا مع منتخبات المراحل السنية وحتى المنتخب الاولمبي، كما أنه نجح في أن يصنع اسما جيدا على المستوى المحلي مع فريق خيطان، وأصبح في وقت قصير نجما للفريق الاول لكرة القدم بنادي خيطان، وبات مطلوبا في اندية أخرى تنافس على البطولات، وهو ما اثر على تركيز اللاعب ودفعه للتفكير بشدة في الرحيل عن النادي، وهو ما أدى فيما بعد إلى ازمة بين اللاعب وناديه حتى انقطع بالفعل عن التدريبات مع خيطان، في محاولة للضغط عليهم من اجل الموافقة على انتقاله إلى العربي.
في كاظمة فوجئ كثيرون بابتعاد اللاعب طارق الشمري عن قائمة الفريق الاول بأمر من المدير الفني الروماني فلورين الذي قرر عدم الاعتماد على اللاعب لأسباب وصفها بالفنية، وهو القرار الذي شكل صدمة كبيرة في الاوساط الكروية عموما والبرتقالية خصوصا، خاصة أن اللاعب قدم موسما متميزا ونجح في استعادة بريقه العام الماضي مع الفريق، وكان له دور كبير في النتائج الجيدة في بعض اوقات الموسم ليخسر الفريق البرتقالي موهبة كبيرة في قيمة طارق الشمري.
مساعد ندا ايضا يعتبر ضمن حلقات مسلسل الازمات فاللاعب يصر بشكل كبير على عدم المواصلة مع القادسية في الموسم المقبل، وخوض تجربة جديدة، سواء محلية مع أحد الاندية التي ترغب في الحصول على خدماته، أو في اي مكان آخر، الاهم بالنسبة له ان يكون خارج اسوار القادسية، فيما يرفض المدير الفني لـ «الملكي» راشد بديح السماح لأي لاعب بالخروج من النادي، مبررا ذلك بأن الموسم طويل وهو في حاجة لجهود كل لاعبيه، لاسيما اصحاب الخبرات، امثال مساعد ندا وفهد الأنصاري وآخرين في الفريق.
كل ما سبق يعتبر لا شيء امام ازمة اتحاد الكرة مع الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تكاد تأكل الأخضر واليابس، وتقتل ما تبقى من طموح لدى الرياضيين في امكان استعادة الكرة الكويتية مكانتها على الساحة.
نبيل معلول مدرب الأزرق دخل طرفا في الازمات هو الآخر، حيث يعتبر متهما من قبل القادسية بأنه سهل مهمة خروج سيف الحشان، فيما اوقفت الهيئة العامة للشباب راتبه بداعي اشتغاله محللا دائما في احدى القنوات الفضائية العربية، ما اجبر معلول على الرد، وبالتبعية قد يفقده تركيزه في المرحلة المقبلة.
ما سبق هو ملخص لازمات في كرة القدم خلال فترة اقل من شهر واحد فقط، الا ان الازمات ظهرت بوضوح في كل الاتحادات الأخرى، سواء اليد أو السلة أو السباحة أو غيرها من الاتحادات.