أكد عدد من أعضاء مجلس الأمة ضرورة التزام النواب في خطابهم السياسي وردود افعالهم على الأحداث الداخلية والخارجية بمصالح الوطن العليا، والبعد عن التكسب السياسي أو الانتخابي الذي قد يهدد الوحدة الوطنية ويمزق النسيج الاجتماعي للشعب الكويتي.
وأشاروا إلى ضرورة انتظار انتهاء القضاء الكويتي المستقل من قول الكلمة النهائية في القضايا الأمنية المنظورة أمامه، وعدم التأجيج الطائفي، والبعد عن اثارة الفتن بين الناس، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.
ودعا النائب سعد الخنفور زملاءه أعضاء مجلس الأمة إلى أن يكونوا أكثر حرصا في خطاباتهم السياسية حتى لا تكون مجالا للتحريف والتأويل، لا سيما أن هناك من يتربص لبث سمومه وخيوط مؤامراته لمحاولة ضرب النسيج والوحدة الوطنية.
وقال الخنفور: يجب على الجميع تحمل مسؤولياته في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي تمر بها الكويت والمنطقة كلها، مشيرا إلى أهمية استمرار التعاون الحكومي ـ النيابي الذي بات أكثر أهمية في المرحلة المقبلة لضمان الاستقرار السياسي في البلاد، وتجنيب الكويت الكثير من الأزمات.
بدوره أكد النائب د. يوسف الزلزلة ضرورة التزام النواب جميعا بلغة الخطاب الوطني الذي يجمع ولا يفرق ويساعد على الاستقرار ولا يؤدي إلى اثارة الفتن الطائفية، وعدم اتخاذ ردود افعال هوجاء للأحداث الداخلية والخارجية، محذرا من ان الإثارة الطائفية في تصريحات بعض النواب قد تضر بمصالح الوطن العليا. وتابع الزلزلة: يجب علينا جميعا كنواب للشعب الكويتي ان نكون على قدر المسؤولية ونبتعد عن التكسب السياسي أو الانتخابي الذي يهدد الوحدة الوطنية ويمزق نسيج الشعب الكويتي الذي سبق أن نجح في عبور اخطر الأزمات السّياسيّة والطائفية بفضل الله ثم بفضل يقظة ووعي الشعب والبعد عن الإثارة والتأجيج.
من جانبه قال النائب ماجد موسي: اننا نواب الشعب والأمناء على مصالحه العامة ولا نقبل مزايدات على مصلحة الكويت وأمنها من كائن من كان، وأشار إلى ان قضية الخلية الارهابية المعروفة بخلية العبدلي، هي حاليا بيد القضاء الكويتي النزية الذي يشهد له القاصي والداني بالعدالة.
ودعا موسى زملاءه النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم القبول بالمزايدات على امن البلد، ورفض أي أمور أو تصريحات أو وجهات نظر ضد امن الكويت، مضيفا أنه من غير المقبول تدخل اي دولة أو حزب في امن الكويت، وأن هذا امر لا تهاون فيه، لافتا إلى أهمية عمل النواب على تهدئه الشارع وليس إشعاله.
من ناحيته، أكد النائب أحمد القضيبي أن الخطاب النيابي الطائفي تسيد المراحل السابقة ولايزال حاضرا بقوة دون أي اعتبار لخطورة تقسيم المجتمع وأثره على وحدته وتماسكه، لافتا إلى أن موقف المجالس والنواب لا يقل سوءا عن الحكومة، فهم من لعب ذات الدور ولكن لخدمة مصالحهم الشخصية والانتخابية. وقال القضيبي: ان المواقف النيابية انتصرت على الولاءات الخارجية وتجاهلت الولاء الداخلي فيما يتعلق بالقضايا الارهابية والطائفية، وهو ما عزز الانقسامات المجتمعية وخلق فكرا نيابيا جديدا وغريبا على الحياة البرلمانية أساسه التعصب والتطرف، والابتعاد عن القضايا التنموية الحقيقية والانشغال بقضايا خلافية وصراعات مذهبية لتحقيق مكاسب انتخابية.
وأشار النائب أحمد القضيبي إلى أنه وللأسف صوت العقلاء من النواب لا يمكن سماعه وسط ضجيج التكسبات السياسية والانتخابية، بل أصبحت تعتبر نشازا بفضل ما آل اليه الخطاب السياسي في الكويت والانقسامات في المجتمع، وبين القضيبي أن أمن الدولة وأمان المجتمع أمر لا يمكن سوى الالتفاف حوله، ودعم الجهود المبذولة لتحقيقه، لا سيما مع تطور الأحداث إلى ما عشناه في الفترة الماضية وما يمكن أن نعيشه مستقبلا.
ودعا النائب محمد طنا جميع النواب إلى عدم الخوض في اي امور تتعلق بقضية خلية العبدلي بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية للمجتمع الكويتي الواحد، مشيرا إلى ان اغلب ما يتردد حاليا هي مجرد اشاعات غير صحيحة، وان الشيء الوحيد الذي سيكون صحيحا هو حكم المحكمة بإدانة كل من يثبت انتماؤه إلى هذه الخلية وعمل ضد ابناء وطنه وبلده، وشدد على ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية ورفض كل الاشاعات المغرضة التي هدفها احداث شرخ في وحدة الشعب الكويتي. وقال طنا ان الكويتيين يثقون بقيادة سموه الحكيمة في العبور من المشاكل والازمات بأقل الخسائر، كما عودنا سموه دائما، متمنيا من الشعب الكويت كله العمل على مساعدة سموه في هذه المرحلة الخطيرة الحساسة من تاريخ الامة العربية والإسلامية، واعتبر ان الظروف التي تمر بها الكويت والإقليم هي ظروف حساسة جدا تتطلب من الجميع الوعي والابتعاد عن اثارة الفتن والتكسب من الطائفية النتنة المدمرة، داعيا الشعب الكويت لمشاهدة ما فعلته العنصرية والطائفية في كثير من الدول، وكيف دمرتها وتركت شعوبها لاجئين على شواطئ الدول.