الأحداث المؤسفة، والاشتباكات التي شهدتها الانتخابات الطلابية داخل جامعة الكويت، كانت لها ردود أفعال حكومية ونيابية، حيث أعلن عدد من النواب عن ترحيبهم بما صرح به وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى، بأن جامعة الكويت ستدرس – من الناحية القانونية – تجميد الانتخابات الطلابية مؤقتا، كوسيلة عقابية؛ منعا لتكرار الأحداث التي صاحبت الانتخابات الطلابية الأخيرة. في المقابل يرى فريق آخر من النواب أن تجميد أو تعليق الانتخابات الطلابية مؤقتا ليس حلا، وإنما بقيام الجامعة بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى تفشي القبلية والطائفية والفئوية، مع تطبيق نظام الصوت الواحد للقضاء على تلك الظواهر السلبية.
وقال النائب عبدالله المعيوف لـ «الخليج»: إن الحل لإيقاف المشاجرات في انتخابات الجامعة، وتفاقم النعرة القبلية والطائفية، يكمن في إقرار «الصوت الواحد»، موضحا أنه والنائب نبيل الفضل وزملاء آخرين تقدموا باقتراح بأن يكون الصوت الواحد هو النظام الانتخابي لاتحادات الطلبة، ولو تم إقرار هذا القانون لما شاهدنا هذه المشاجرات و«الهوشات» والصراعات القبلية والطائفية والفئوية.
بدوره، قال النائب نبيل الفضل لـ«الخليج»: إن اقتراحنا بإقرار الصوت الواحد سيتيح الفرصة للتمثيل الطلابي العادل، وسيخرج اتحادات تمثل جميع فئات الطلبة بلا تمييز أو فرز، مهما كانت مساراته، مشددا على ضرورة الإسراع بتغيير النظام الانتخابي للقضاء على الشوائب التي تعتري العملية الانتخابية في الجامعة.
من جانبه قال النائب عسكر العنزي لـ«الخليج»: إن تعليق الانتخابات الجامعية ليس حلا، بل قد يكون له نتائج عكسية، مطالبا بالوقوف على الأسباب التي أدت إلى تفشي الظواهر التي تعيق العمل الطلابي، ومحاولة دراسة الأسباب، ومعرفة مكامن الخطأ ومعالجته سريعا، بدلا من المطالبة بتعليق الانتخابات.
وفضَّل عسكر اللجوء إلى حلول عملية لتطويق الأمر في الجامعة، داعيا إلى الالتزام بالقرارات ونظام الانتخابات الجامعية، ونشر الوعي الوطني، وإبراز أهمية الانتخاب، ومنع كل ما يثير النعرات القبلية والفئوية والمذهبية، ومخالفة كل ما يعكر صفو الانتخابات وإحالته على لجان جامعية متخصصة تحت رقابة ادارة الجامعة.
في المقابل رحب النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران بتعليق الانتخابات الطلابية إلى حين الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة، وفضَّل الجيران تعليق الانتخابات إلى حين تلافي هذه السلبيات، «ولا مانع من التعليق للصالح العام إن كان سيؤتي بنتائج ايجابية تصب في صالح الصرح الجامعي».
وثمَّن الجيران ما ذهب إليه وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى بدراسة تعليق الانتخابات الطلابية، ومنع الانحدار المتوالي بمنظومة التعليم، على الرغم من وجود معطيات عدة تحتم هذا الإجراء، ومنها وجود دخلاء من خارج الجامعة لدعم قوائم معينة، ومنها الخطاب الطائفي والفئوي، ومنها تأخر جامعة الكويت بالتصنيف العالمي، بالإضافة إلى ضعف مستوى التحصيل والالتزام بأوقات المحاضرات من قبل المسؤولين عن القوائم الطلابية.