أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد الدكتور عبدالعزيز الفايز ان المملكة العربية السعودية تضطلع بدور رئيس في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا على مواصلة المملكة تصديها لظاهرة الإرهاب والتي كانت من أولى الدول التي عانت منه.
واشار الفايز، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، إلى ان العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة السعودية والكويت الشقيقة أكدت الأيام بأنها أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول.
وجاء في نص كلمته: إنه يأتي اليوم الاول من برج الميزان الموافق لـ 23 من سبتمبر من كل عام ليذكرنا بيوم مجيد في تاريخ المملكة لا تنساه الاجيال السعودية المتعاقبة، ذلك اليوم الذي توج الملحمة الوطنية الكبرى بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932م، بعد كفاح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي استمر حتى استطاع ان يوحد جميع اجزاء الوطن تحت راية التوحيد معلنا قيام المملكة العربية السعودية.
ومع حلول هذه المناسبة الوطنية الغالية على كل سعودي وسعودية نسترجع جميعا تضحيات الآباء والاجداد الذين اسسوا وساهموا في هذا الكيان الكبير، والتي تعطينا دافعا للحفاظ عليه وعلى المكتسبات التي حققها هذا الوطن بحكمة قادته وبسواعد ابنائه المخلصين.
وبعد توحيد المملكة وضع، المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود البلاد على مشارف النهضة الحضارية التي عاشتها وتعيشها المملكة إلى يومنا هذا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية. وقد استكمل ابناؤه البررة من بعده المسيرة فبنوا على الاسس التي أرساها، يرحمه الله، حيث واصل ابناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله جميعا، البناء والتطوير وتحديث المملكة في شتى المجالات متمسكين دوما بمبادئ وقيم الملك المؤسس ومدافعين عن العقيدة الاسلامية ومتفانين في خدمة الوطن والمواطن.
وأضاف الفايز: وإذ نستذكر تضحيات وجهود من سبق من قادة البلاد وكبار المسؤولين فيها ممن توفاهم الله عز وجل لا ننسى جهود الامرين سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز، يرحمهما الله، واللذين خدما الدين والوطن وقدما الكثير لهذا الوطن وتحملا المسؤولية واديا الامانة بكل اخلاص وتفان فنسأل المولى عز وجل ان يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته.
وزاد الفايز: وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تواصل المملكة مشاريع التطوير والتحديث في كل المجالات وفي جميع المناطق، وتعيش المملكة في عهده، مرحلة الازدهار ورخاء وعزم على الانجاز والتعمير والتشييد والبناء لتوفير كل سبل الرفاهية للمواطنين، فقد بدأ عهده الميمون بعدد من الاوامر الملكية التي وضعت المملكة على مشارف مرحلة واعدة بالخير والرفاه مؤكدة حرصه، على استثمار جميع الطاقات الوطنية البشرية والموارد الوطنية المادية لخدمة الوطن والمواطن، كما حظيت المرأة السعودية باهتمام خادم الحرمين الشريفين من خلال سعيه إلى فتح المجالات امامها لتشارك الرجل السعودي في عملية البناء والتحديث باعتبارها شريكا في مسيرة التنمية.
واستطرد: وقد استطاع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والادارة ان ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات على الرغم من كل التطورات والظروف والاحداث الاقليمية والدولية التي احاطت بالمنطقة مؤخرا، ومكن المملكة من ان تحافظ على مكانتها عالميا حيث انها احدى الدول العشرين الاكثر تأثيرا بالعالم سياسيا واقتصاديا.
كما تواصل المملكة في عهده الدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية مسخرة كل ما تملكه في سبيل نصرة الاشقاء لما لها من مكانة متميزة في قلوب العرب والمسلمين ولما تتمتع به من قيادة حكيمة وأسس ومبادئ راسخة في التعامل مع قضايا الأمة مستمدة من العقيدة الاسلامية والقيم العربية الاصيلة. فتقود بديبلوماسيتها النشطة الجهود المبذولة على الصعيد الاقليمي والدولي لاحلال الامن والسلم في المنطقة والعالم اجمع.
ومضى الفايز قائلا: ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، دخلت المملكة مرحلة جديدة تميزت بالتصدي للمشاريع الاقليمية والدولية التي تريد الهيمنة وبسط النفوذ الاجنبي في المنطقة وهي اخطار تنبهت لها فبادر خادم الحرمين إلى الاستجابة لنداء السلطة الشرعية في اليمن الشقيق فقاد تحالفا عربيا تمثل في عملية عاصفة الحزم لمواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على سلطة الدولة في اليمن والتي سعت إلى الهيمنة على اليمن ومؤسسات الدولة وجعله قاعدة للنفوذ الاجنبي، ثم تلت عملية عاصفة الحزم عملية اعادة الامل للشعب اليمني الشقيق.
واسترسل: وتمارس المملكة منذ تأسيسها دورها في السياسة الدولية من منطلق ثقلها الاسلامي وعمقها العربي كونها حاضنة للحرمين الشريفين اللذين يحظيان باهتمام خاص من قبل قادة المملكة، فقد شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة اكبر عمليات التوسعة والاعمار عبر تاريخهما، اذ افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر رمضان الماضي المرحلة الاولى من التوسعة السعودية في المسجد الحرام لتمكين حجاج بيت الله والمعتمرين من اداء نسكهم بكل يسر وسهولة. وتتسارع الخطوات للانتهاء من مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة وكذلك قطار الحرمين وغيرها من مشاريع البنى التحتية التي تخدم الاماكن المقدسة.
وتابع الفايز: وعلى الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي تضطلع المملكة بدور رئيس في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتواصل المملكة تصديها لظاهرة الإرهاب والتي كانت من أوائل الدول التي عانت منه حيث فقدت عددا من أبنائها شهداء في العمليات الارهابية. ولكن المملكة تمكنت بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة والجهود الأمنية المكثفة من احباط العديد من المخططات الارهابية للفئة الضالة. وقد استشعرت المملكة أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الارهاب فنظمت أول مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب كما عملت على انشاء مركز دولي خاص لمكافحة الارهاب تابع لمنظمة الأمم المتحدة.
وأضاف: في هذه المناسبة الغالية لا يفوتني إلا أن اتطرق إلى العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة السعودية والكويت الشقيقة والتي أكدت الأيام بأنها أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول. فالتواصل بين خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير الكويت وجميع المسؤولين وعلى جميع المستويات مستمر ما انعكس على العلاقات المتميزة بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي.
وأردف: ويشرفني في هذه المناسبة ان اتقدم بالتهنئة بحلول اليوم الوطني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى الأسرة المالكة الكريمة والى الشعب السعودي النبيل، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه وأن يعيد هذه المناسبة على الجميع بكل الخير وأن يديم على المملكة وشقيقتها الكويت الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وعلى سائر الدول العربية والإسلامية.