احتفلت المملكة العربية السعودية باليوم الوطني لتوحيد المملكة في ذكراه الخامسة والثمانين، وهو احتفال سعودي سنوي بذكرى توحيد مناطقها واستقلالها، تتزين فيه جميع مدن المملكة بالأعلام واللافتات في فعاليات كبيرة تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة الخاصة والعامة.
ويستعيد أبناء المملكة العربية السعودية ذكرى توحيد بلادهم على يد الملك عبدالعزيز، وهم يعيشون واقعا جديدا، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حافلا بالمشروعات الإصلاحية، بدءا بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء، مرورا بالإصلاح الاقتصادي، وصولا إلى بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية.
ومثلما يستلهم السعوديون من ذكرى التوحيد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطنا وشعبا وأمة. يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة.
ويتواصل العمل حاليا في إنشاء مدن اقتصادية في عدد من المناطق. وتضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى 25 جامعة، إلى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات.
وفي المجال السياسي، حافظت المملكة على نهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة، ومنها الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم، ومدّ يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية المعمول بها بين دول العالم كلها، منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة.
وحرصا على مصالح الأمن القومي العربي والخليجي، قادت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن ودحر الانقلابيين. كما تواصل المملكة بجهودها الإنسانية الضخمة في مساعدة المحتاجين حول العالم، وعلى رأسهم اللاجئون السوريون في المخيمات. كما عززت المملكة نهجها في دعم الحكومات المعتدلة في المنطقة والمناهضة للفكر المتطرف.