• مارس 19, 2025 - 1:10 صباحًا

الفقعان: تحسُّن أداء “الكويتية” وراء انسحاب شركات من الكويت.. وبلوغ نقطة التعادل بين الأرباح والخسائر نهاية 2026  

أكد رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية الكابتن عبد المحسن الفقعان أن الشركة بصدد إعداد دراسة اقتصادية لتحديد احتياجات “الناقل الوطني” من عدد الطائرات والوجهات المميزة لتلبية طلبات مطار T2 الذي يستوعب نحو 25 مليون راكب سنويا، مؤكدا أن الأسطول الحالي يتكون من 23 طائرة، كاشفا عن استلام 7 طائرات جديدة خلال العام الحالي، ليصل اجمالي طائرات الاسطول نحو 30 طائرة في نهاية 2025.

وكشف الفقعان في حوار خاص مع ” السياسة “ عن إستراتيجية لزيادة ايرادات الشركة تعتمد على انشاء مركز للتدريب والصيانة و”ادارة العطلات” لتقديم خدمات إضافية للمسافرين أثناء السفر، مثل حجز قطار الحرمين (مكة ـ المدينة) والقطار الألماني بأسعار تنافسية، وكذلك التعاون مع شركات الكروز البحري لتقديم باقات للمسافرين خلال الصيف.

وأوضح أنه وبالرغم من تحسن أوضاع بالشركة وارتفاع احصائيات الفترة الاخيرة، إلا أن الخطوط الجوية الكويتية لن تصل لنقطة التعادل خلال العام الحالي، وتحتاج ما لا يقل عن العامين للحديث عن الربحية، أملا في الوصول لنقطة التعادل بنهاية العام 2026.

وأشار إلى أن أحد أهم أسباب انسحاب شركات أجنبية من السوق الكويتي مؤخرا، يعود لتحسن أداء “الكويتية” واستحواذها على سوق هذه الوجهات، منوها إلى اتخاذ اجراءات عدة لتغطية غيابها، تعتمد على زيادة عدد رحلات لندن بداية من إبريل المقبل.

وكشف عن مقترح بتخصيص T4 للطيران الخاص، موضحا انها مجرد فكرة لم تطرح بعد، تحاكي ما يسمى قديما بـ Air Taxi وحديثا برحلات “التشارتر” وهي طائرات صغيرة تستخدم في الرحلات الشخصية.
وعن أسطول “الكويتية”، قال في عام 2013 كان لدينا مشروع تجديد الاسطول، يعتمد على شراء طائرات “ايرباص” جديدة، ونظرا للوقت الطويل لتصنيع الطائرات، قامت الشركة في 2014 باستئجار طائرات للعمل في الكويت لفترة تتراوح ما بين 8 و12 عاما، وبالفعل بدأنا استقبالها عام 2015.

وطوال هذه السنوات مرت البلاد بتحديات عديدة مثل “أزمة كورونا”، لذا قامت الادارات السابقة بطلب تغييرات على بعض أنواع الطائرات المشتراة، ما أدى إلى تأخر استلامها في الوقت المحدد.

وخلال هذه الفترة كان عدد الطائرات 32 طائرة مستأجرة ومشتراة حتى نهاية 2023، وفي 2024 جدولنا الرحلات، وركزنا على وجهات الطلب العالي من المواطنين والمقيمين مقابل تخفيف عدد الرحلات للوجهات قليلة الاقبال صيفا، ونجحنا في هذا التحدي ومر الصيف بنتائج ايجابية.

وبلغ حاليا عدد الطائرات المملوكة لـ”الكويتية” 23، ونتوقع مع نهاية عام 2025 أن يصل الاسطول المملوك للشركة 30 طائرة، إذ سيتم تسلم 7 جديدة هذا العام منها طائرة خلال مارس الجاري.​

هل تغطي الستراتيجية احتياجات صيف 2025، لا سيما أن 7 شركات انسحبت من السوق؟

أحد أسباب انسحاب الشركات، تحسن أداء “الكويتية” واستحواذها على سوق هذه الوجهات المحلية، فالشركات بدأت تلاحظ انخفاض الإقبال على وجهاتها وتراجعا في الربحية، فأخذت قرارا بإيقاف التشغيل. وفيما يخص “الكويتية” قمنا على الفور باتخاذ عدة اجراءات، زدنا عدد الرحلات المتجهة مثلا إلى لندن بداية من إبريل المقبل عبر تخصيص 16 رحلة بدلا من 13، بواقع رحلتين إلى ثلاث رحلات يوميا لتعويض غياب الشركات.​

هل هذا كاف لتغطية الإقبال الشديد في الصيف؟

نتوقع استلام من ثلاث إلى أربع طائرات جديدة قبل الصيف، وستقوم بدعم الاسطول لدينا خصوصا مع اضافة وجهات جديدة مثل موسكو في روسيا وكوالالمبور في ماليزيا والأقصر والإسكندرية في مصر، بالإضافة إلى الرحلات الصيفية الاعتيادية مثل فيينا، طرابزون، سراييفو، ملقا ونيس.

قلة عدد الشركات يضعف التنافسية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر “الكويتية”؟ اطلاقا، فبعدما توليت المنصب لاحظت تفاوتا عفي أسعار التذاكر، فأوعزت بإجراء دراسة متكاملة لمعالجة المشكلة، وبالفعل باتت التذاكر بمتناول الجميع. كذلك لا ننسى ان السوق يخضع للعرض والطلب، وارتفاع الاسعار يرتبط بنسب إشغال المقاعد والوجهات والتوقيت، لذا في بداية البيع تكون الأسعار منخفضة، ومع زيادة حجز المقاعد ترتفع الأسعار شيئا فشيئا حتى تصل إلى الذروة عند حجز 70 إلى 80 % من المقاعد، ولذلك دائما ما أنصح بالحجز مبكرا.

ونشجع التنافسية لأنها تعطينا دافعا وحافزا للتميز وتطوير الاداء والخدمات، بخلاف العمل منفردا الذي يؤدي إلى الإهمال والاحتكار، لذلك وبالرغم من استفادة “الكويتية” من غياب بعض الشركات، إلا أن الصالح العام أهم، فاستمرار عمل الشركات يعكس تعاون واستمرار العلاقات السياسية، فضلا عن زيادة عدد الركاب إلى المطار وتحريك الاقتصاد.

ماذا أعددتم للطلبة الدارسين بالخارج بعد توقف هذه الشركات؟

أكبر وجهة للطلبة الكويتيين هي بريطانيا ويوجد 10 آلاف طالب هناك، لذا نسير رحلات إلى مانشستر ولندن، كما قمنا بمنح خصومات 20 % للطلبة، وتخصيص طائرات كبيرة لرحلاتهم أثناء الدراسة. وتسعى “الكويتية” المقبلة إلى التوسع في وجهات دراسة الطلبة لتشمل أمريكا “دالاس”، أيرلندا، استراليا وكوريا، إلى جانب تسيير رحلات من الشرق إلى الغرب وكذلك القارة الافريقية خلال السنوات المقبلة.
كيف تقيم علاقتكم مع “كاسكو”؟

الشركة الكويتية لخدمات الطيران “كاسكو” تابعة لـ” الكويتية”، وبالفعل لها مجلس إدارة مستقل لكنها ملك للكويتية، وهناك تعاون مستمر ومثمر معها. وبالحديث عن كاسكو، حرصت على ان يكون الطعام المقدم للمسافرين من المطبخ الكويتي حفاظا على هويتنا، ففي الثمانينيات كان الاجانب يحرصون على السفر معنا فقط لتناول الطعام الكويتي بالرغم من عدم وجود مشروبات روحية، وفي فترة ما اجتهد البعض في تطوير قائمة الطعام لتواكب العصر، لكنها لم تلاقي استحسان الركاب، فقمنا بالعودة إلى المطبخ الكويتي مرة أخرى.

مرت “الكويتية” بمراحل صعود وهبوط كثيرة، كيف تصف لنا المرحلة الحالية؟ بالفعل واجهت “الكويتية” العديد من التحديات، سواء واقع سياسي محيط، او تحديات داخلية، لكننا الان نعيش فترة تنموية واصلاحية مميزة تحت القيادة السياسية الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وبدأنا في الاصلاح والتطوير وشرعنا في تطبيق رؤية الكويت 2035، فالوضع السياسي الحالي يعطي الدافع والحافز للتطوير، حيث وضعنا ستراتيجية لزيادة ايرادات الشركة وتخفيف المصاريف بما لا يضر جودة الخدمات، وبالفعل تم تطبيق هذه الستراتيجية وسرعان ما بدأت الاحصائيات في تحسن ملحوظ.​

هذا يعني أن عام 2025 هو عام الربحية لـ”الكويتية”؟

من الصعب الوصول إلى نقطة التعادل في عام 2025، فبالرغم من تحسن الاحصائيات إلا أن “الكويتية” لن تصل إلى التعادل خلال العام الحالي، فنحن نحتاج ما لا يقل عن عامين للحديث عن الربحية ونأمل مع نهاية 2026 وبداية 2027 الوصول إلى هذه النقطة.

ما ستراتيجيتكم لتحقيق الاستقرار المالي للشركة؟

الارباح ليست بيع تذاكر فقط، فالشركات تواجه تحديات ارتفاع أسعار الوقود ورسوم التحليق والاقلاع والهبوط التي تحتاج للعديد من المقومات لمواجهتها، ونحن في “الكويتية” لدينا شركتان رديفتان وبصدد انشاء كيانات أخرى تدر أموالا، ونقوم بالتوسع في نطاق عمل “كاسكو” بحيث لا يقتصر على الكويتية فقط بل يشمل شركات الطيران الأخرى، كما نقوم على تحسين أداء شركة الأنظمة الآلية ـ تقنية المعلومات ـ ونمتلك فيها 68% من الأسهم.​

تميزت “الكويتية” بصيانة الطائرات، فهل من الممكن الاستفادة منها لتحقيق مداخيل اضافية؟

نعم، نعمل على انشاء مركز للتدريب والصيانة يعتمد على الاكتفاء الذاتي، فإلى جانب صيانة الطائرات من خلال حظائر الشركة، نسعى إلى التوسع في أعمال الصيانة، لذا اقترحنا التعاون مع إحدى الجهات لبناء صرح كويتي متخصص في صيانة الطائرات، لنقوم من خلاله بتدريب الشباب على خدمة “الكويتية” بعد زيادة الأسطول، بالإضافة إلى خدمة شركات الطيران الأخرى لزيادة الربحية. ونقدم خدمة “ادارة العطلات” وتشمل خدمات إضافية للمسافرين، كتوفير خدمة حجز قطار الحرمين والقطار الألماني بأسعار تنافسية، وكذلك مشروع قريب مع شركات الكروز البحري وخدمات تأجير السيارات وتقديم باقة كاملة للمسافرين خلال الصيف المقبل.​ هل ما زالت الدولة تقدم خصم 10% لتعبئة الوقود في الكويت؟

نعم، ما زال التخفيض موجود ودعم الدولة مستمر ومن المنتظر اتخاذ اجراءات جديدة لزيادة دعم “الكويتية” لكي تتمكن من التحكم بأسعار التذاكر.

هل الخطوط الجوية الكويتية على استعداد لتلبية الطلب بعد تدشين مطار T2 ؟ يستوعب مطار T2 نحو 25 مليون مسافر، وفي بداية تشغيله ثم تزيد لتصل 35 مليون راكب مع الوقت فهو مشروع ضخم وانجاز للكويت، ومع تدشينه ستكون الحصة السوقية للشركة أكبر مما هي عليها الآن، لذا نحتاج إلى زيادة عدد طائراتنا، فبحلول عام 2028 سيكون لدينا 36 طائرة، لذا نقوم حاليا بإعداد دراسة اقتصادية لتحديد عدد الطائرات والوجهات المميزة والجدوى الاقتصادية منها ومن المنتظر الانتهاء منها إبريل المقبل. كما اقترحنا استئجار طائرات مرة أخرى لتعزيز الأسطول لدينا لحين استلام الطائرات الجديدة.​

 وماذا عن “مطار T4″؟

إلى الآن لا توجد خطة واضحة لاستغلال مطار T4، كما يجب أن لا ننسى أن T4 ملك للطيران المدني، ومن المؤكد أن لدى الطيران المدني خطة لتشغيله. لدينا مقترح بتخصيص T4 للطيران الخاص، لكنها مجرد فكرة لم تطرح بعد، وهي تحاكي ما يسمى قديما بـ Air Taxi وحديثا بطائرات “تشارتر” وهي طائرات صغيرة تستخدم في الرحلات الشخصية.

الأجواء المفتوحة سياسة دولة

قال الفقعان إنه بالرغم من أن سياسة الأجواء المفتوحة تضر بمصالح “الكويتية”، بسبب انخفاض عدد طائراتها بالمقارنة مع باقي الشركات التي يمكنها تنظيم نحو 10 رحلات يوميا، في حين لا تستطيع “الكويتية” تنظيم أكثر من ثلاث يوميا، ما يؤثر على الحصة السوقية للشركة، إلا أن تحسن اداء الكويتية يعزز من ثقة المسافرين فيها، مواطنين ومقيمين.

وأضاف: كشركة طيران لا نستطيع التحكم في الأجواء المفتوحة لأنها سياسة دولة، والشركة أبدت رأيها في هذا الموضوع وهناك تعاون مثمر ومستمر بين الكويتية والطيران المدني، فرئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ حمود الصباح رجل وطني يعمل لمصلحة البلد وسند للناقل الوطني. كما يجب أن لا ننسى الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذه السياسة، لذا نتمنى ان يكون هناك اجراء لا يضر بالناقل الوطني وفي نفس الوقت لا يقطع العلاقات مع الأشقاء في الدول الأخرى، ويكون هناك توازن لتعم الفائدة على الجميع.

71 عاماً من العطاء

بدأت الشركة مسيرة الخصخصة لتكون شركة خاصة تعمل بنهج تجاري، بحيث تعتمد على الدولة ويكون لديها مورد ومصدر مالي ربحي، فصدر قانون 6/2008 لخصخصة “الكويتية”. وقال الفقعان، كان المشروع أول تجربة خصخصة للدولة، ومن وجهة نظري لم تتم دراسته بالشكل الكافي، لذا تعثر أكثر من مرة واستمر بنهج العمل السابق “غير التجاري” حتى تم تغيير القانون عام 2012 واصدار النظام الأساسي للشركة عام 2016 وأصبحت الشركة مملوكة بالكامل للدولة والناقل الوطني للبلاد، فهي تعمل بنظام الشركات من مجلس ادارة، ادارة تنفيذية وجمعية عمومية تتبع الهيئة العامة للاستثمار.

رحلة يومياً لبيروت وثلاث أسبوعياً إلى طهران ومشهد

أكد الفقعان عودة حركة الطيران إلى إيران ولبنان لمعدلاتها الطبيعة بعد استئناف الرحلات، حيث تقوم الشركة بتخصيص رحلة يوميا إلى بيروت ورحلة كل يومين إلى ايران (طهران ومشهد)، لافتا إلى أن الكويتية تتأثر بشكل مباشر بالأجواء السياسية في المنطقة، وخلال الأشهر القليلة الماضية واجهت بيروت وايران مشاكل سياسية كبيرة اضطرت الشركة إلى توقف الرحلات بناء على تعليمات وزارة الخارجية، إلى أن استقرت الأوضاع وعادت الرحلات مرة أخرى.

Read Previous

الملحق العسكري المصري أقام مأدبة إفطار رمضانية

Read Next

وزيرة «الشؤون»: رعاية الأيتام وتوفير بيئة حاضنة له مسؤولية مشتركة لضمان حياة كريمة ومستقبل واعد

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x