ختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الاثنين زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ناقش خلالها عدة ملفات مشتركة من أهمها مناقشة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وملف الإرهاب والأخطار الإقليمية التي تواجه دول المنطقة.
وكان الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد استقبل في قصر المشرف ظهر الأحد، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجرت مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي لدى وصوله إلى قصر المشرف في ساحة القصر، حيث توجه الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى منصة الشرف وعزفت الموسيقى السلامين الوطنيين لجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس. وقد اصطحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس السيسي إلى القاعة الرئيسية في قصر المشرف، حيث صافح الرئيس عبدالفتاح السيسي مستقبليه من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين، في دولة الإمارات العربية.
وأقام الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وولي عهد أبوظبي مأدبة غداء بقصر المشرف بأبوظبي، وذلك على شرف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة الإمارات والتي استغرقت يومين. وبدأت مراسم الاستقبال الرسمية اليوم للرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر المشرف، حيث استقبله ولي عهد أبوظبي وعزف السلام الوطني لمصر والإمارات، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة احتفاء بالرئيس السيسي.
وزار الرئيس عبدالفتاح السيسي ضريح الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم أجرى جولة بمسجد الشيخ زايد آل النهيان، قبل عودته إلى قصر الإمارات مرة أخرى لإجراء حوارين مع قناتي سكاي نيوز وأبوظبي الأولى.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر تسير بشكل جيد لتنفيذ مراحل خارطة الطريق، وتم تنفيذ الاستحقاقيين الأولين سواء كان تعديل الدستور أو الانتخابات الرئاسية.
وأضاف السيسي: «المهم نبقى كلنا عارفين إن الانتخابات البرلمانية مرحلة من باقي المراحل، وعامة البشرية تتطور لكنها لم تصل لمرحلة الكمال لكننا نطور ونصلح، اللي إحنا ماشيين فيه جيد جدا في ظل ظروفنا وتجربتنا الثرية جدا».
واكد الرئيس السيسي، عدم وجود خصومة أو خلاف بين الدولة والشباب، مشيرا إلى وجود تجاوزات محدودة سببها الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وقال: إنه لا توجد أي قيود على حرية التعبير في مصر، موضحا أن هناك تضخيما في مسألة الحديث عن الحريات، مبنيا على معايير تتحدث عنها دول غربية لا تناسب ظروف مصر الحالية. وأضاف: «الحديث عن تقييد حرية التظاهر أخذ شكلا غير حقيقي.. حد تقدم بمظاهرة خلال الشهور اللي فاتت بطلب ورفض الأمر، الموضوع خد شكل مش حقيقي في قانون التظاهر خلي أي حد يتقدم بطلب ونشوف أيه اللي هيحصل».
وأضاف السيسي أن مصر تسير بشكل جيد في تنفيذ مراحل خريطة الطريق كافة، وأن الشباب مدعو للمشاركة في بناء الوطن، مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة استثنائية ومن الطبيعي أن تكون هناك تجاوزات. وقال السيسي: «حرصت من اليوم الأول على الحفاظ على دولة القانون والمؤسسات»، مضيفا: «لا يوجد أي معتقل سياسي في مصر وتجري مراجعة حالة الموقوفين».
وعن رؤيته لتجديد الخطاب الديني، قال الرئيس السيسي: «لا مساس بثوابت الدين الإسلامي الأساسية، لكن الخطاب يحتاج إلى تطوير».
وبخصوص سيناء، قال الرئيس السيسي، إنها تعيش مرحلة حرجة من الحرب على الإرهاب والتجاوزات بسيطة وغير مؤثرة، وأن التطرف انتشر في سيناء نتيجة سنوات طويلة من الإهمال، والحل الأمني ليس الوحيد لمحاربة الإرهاب ويجب أن تكون هناك مقاربة فكرية بالتوازي. وأكد أن الموقف الأمني في سيناء يحتم علينا تقنين العبور من معبر رفح
وعن الإرهاب، أكد الرئيس المصري أن تنظيم داعش يمثل مشكلة كبيرة تواجه المنطقة برمتها، وأن مكافحة الإرهاب تحتاج وقتا طويلا لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أنه يأمل أن «يدوم الاستقرار والأمن في دول المنطقة كافة».
من جهة أخرى، أكد الرئيس السيسي، حرص مصر الدائم على عدم وجود أي توتر مع الدول العربية كافة، معربا عن أمله في أن تحافظ الدول العربية على استقرارها. وفي حديثه عن سورية، قال السيسي، إن مصر تدعم الحل السياسي في سورية باتفاق الأطراف كافة، وإن الحل يكمن في إرادة الشعب السوري. مضيفا: «مصر لن تدخر جهدا إذا طلب منها ذلك».
وعن ليبيا، قال الرئيس المصري إن استقرار ليبيا يصب من استقرار مصر وفي صالح الأمن القومي، مشددا على دعم الشرعية في ليبيا الممثلة في مجلس النواب والجيش الليبي. وقال السيسي: «ندعم حلا سياسيا يضمن أمن واستقرار ووحدة ليبيا، ونرفض وصول أي أسلحة للجماعات المتطرفة في ليبيا»، وأضاف: «لا نتدخل عسكريا في ليبيا لكننا نحمي حدودنا وأمننا القومي».