قال موقع «سفابودنيا بريسا» الروسي والذي يعني الصحافة الحرة في مقال له تحت عنوان «رافال ضد ميج 35: معركة في سماء القاهرة» إن مصر فضلت المقاتلات الفرنسية على حساب المقاتلات الروسية، خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الانتهاء الناجح للمفاوضات مع مصر لبيع 24 مقاتلة رافال، وفرقاطة متعددة الأغراض وصواريخ لهذه الفرقاطة.
ووفقا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فإن مراسم العقد ستجرى الاثنين (أمس) في القاهرة، سيحضرها من الجانب الفرنسي وزير الدفاع جان إيف لودريان، ووفقا لتقارير وسائل الإعلام تبلغ الصفقة 5.2 مليار دولار.
وأضاف الموقع الروسي أنه في سبتمبر 2014 قال المدير العام لشركة الطائرات الروسية «ميج» سيرجي كوروتكوف إن مصر عبرت عن رغبتها في شراء دفعة من طائرات ميج 35، وفي أكتوبر 2014 أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يريد تجديد الطائرات المقاتلة المصرية، وينظر إلى الطائرات الروسية ميج 35 ورافال الفرنسية.
وأشار إيفان كونوفالوف مدير مركز الأوضاع الاستراتيجية إلى أنه من المثير للاهتمام أن سوق الأسلحة المصرية تنافس الآن الولايات المتحدة وروسيا، ولكن فرنسا هي التي فازت بعقد اتفاقية مع مصر، بالنسبة للمصريين، كان من الأسهل لهم اختيار الفرنسيين.
وروسيا، إلى حد كبير، ليست منزعجة من هذا الأمر لأن مصر قريبا ستعقد معها اتفاقية لتوريد الأسلحة الروسية تصل إلى 4 مليارات دولار. وربما تشمل 24 مقاتلة ميج 29، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ مضادة للدبابات «كورنيت»، ومروحيات قتالية كا-25 وMi-28 وMi-25. وأكد كونوفالوف أن مقاتلات ميج 29 خفيفة الوزن، ومتعددة ورخيصة جدا، وقادرة على التفجير والتفوق الجوي، وبالنظر إلى أن الخطر الرئيسي لمصر هم الإرهابيون فإن شراء طائرات من طراز ميج 29 سيكون كافيا، ولكن هنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مصر تظهر عضلاتها من خلال شراء «رافال» الفرنسية.
ومن جانبه، يعتقد الخبير العسكري الروسي فيكتور ميسنيكوف أن الصفقة بين مصر وفرنسا تدل على استقلال القاهرة في القضية المهمة، وهي كيفية الدفاع عن البلاد، مشيرا إلى أنه نحن لا نعرف شروط العقد في كثير من الأحيان مثل هذه المعاملات مع البلدان النامية يكون هناك خطط تعويض، فمن الممكن أن يكون ثمن الصفقة التي تبلغ 5.2 مليار إلى حد كبير تعتمد على الاستثمار في الاقتصاد المصري والاستفادة من المشاريع الجديدة.
وفيما يتعلق بالجوانب السياسية، قال الخبير العسكري الروسي إن هذه الصفقة تدل على تغيير الاتجاهات السياسية لمصر، لأنه في السنوات الأخيرة اشترت القاهرة بنشاط الأسلحة الأمريكية. وبيع فرنسا رافال لمصر يدل على أن المسألة اقتصادية بحتة. وأضاف فيكتور ميسنيكوف أنه بشكل عام، نعتقد أن السيسي من المهم له إظهار استقلاله عن سياسة الولايات المتحدة.